بلغ عدد ضحايا كوفيد-19 فى البرازيل خلال شهر أبريل 82,266 وفاة، فى حصيلة شهرية قياسية تسجّلها أكبر دولة في أمريكا اللاتينية للشهر الثاني على التوالي، بحسب بيانات نشرتها وزارة الصحّة، وبلغت الحصيلة الشهرية القياسية السابقة لوفيات كورونا في البرازيل في مارس 66,573 وفاة.
ونشر موقع سويس إلإنفو الإخباري أن البرازيل البالغ عدد سكّانها 212 مليون نسمة خسرت حتى اليوم من جرّاء الجائحة أرواح 403,781 شخصاً، بحسب الأرقام الرسمية، في ثاني أعلى حصيلة وفيات إجمالية في العالم بعد الولايات المتّحدة (أكثر من 545 ألف وفاة).
أما على صعيد الإصابات فقد تخطّى إجمالي عدد المصابين بكوفيد-19 في البرازيل 14 مليون شخص منذ ظهر الفيروس في هذا البلد للمرة الأولى في فبراير 2020.
وتعاني البرازيل من أحد أعلى معدّلات الوفيات الناجمة عن الجائحة، إذ يبلغ هذا المعدّل 189 حالة وفاة لكلّ 100 ألف نسمة، وهو أعلى معدّل على الإطلاق في الأميركيتين والمعدّل الرابع عشر عالمياً.
ويتعرّض النظام الصحّي في البرازيل لضغوط شديدة منذ بداية العام بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين، الأمر الذي أجبر الطواقم الطبية في ولايات عديدة على اتّخاذ قرارات مؤلمة تتعلّق بتخصيص الأسرّة المحدودة العدد في أقسام العناية المركزية للمرضى الذين يملكون فرصاً أكبر بالنجاة وبالتالي ترك المرضى الباقين لمصيرهم المحتوم.
وعلى الرّغم من أنّ البرازيل تخطّت على ما يبدو ذروة هذه الموجة الوبائية الجديدة، إلا أنّ أعداد الوفيات اليومية لا تزال مرتفعة، إذ بلغت في الأسبوع الماضي ما معدّله 2526 وفاة يومياً، في ثاني أعلى معدّل وفيات في العالم خلف الهند.
وهذا الأسبوع شكّل مجلس الشيوخ لجنة برلمانية للتحقيق في كيفية تعامل حكومة الرئيس جايير بولسونارو مع الأزمة الصحيّة التي يقول عدد من المتخصصين إنّها أديرت بطريقة تفتقر إلى الكفاءة والمسؤولية.
وأدّت عوامل عديدة الى تزايد أعداد الوفيات في هذا البلد، منها عدم احترام التباعد الاجتماعي وظهور نسخ متحوّرة من الفيروس يعتقد أنها أكثر عدوى وفتكاً من النسخة الأصلية.
لكنّ المشكلة الأبرز تكمن في بطء حملة التطعيم في بلد يواجه رئيسه اليميني المتطرّف جايير بولسونارو انتقادات شديدة لأنّه تجاهل نصائح الخبراء بشأن اجراءات الإغلاق وفرض وضع الأقنعة، وهاجم اللّقاحات وروّج لدواء لا فعالية له بحسب العلماء.
وحتّى اليوم تلقّى 28.7 مليون شخص في البرازيل (13% من السكّان) الجرعة الأولى من أحد اللقاحات المضادّة لكوفيد-19، في حين تلقّى 13.3 مليون نسمة (6% من السكّان) اللّقاح بجرعتيه.
وتعاني البلاد من نقص حادّ في كميات الجرعات المتوفرة، الأمر الذي دفع بالعديد من المدن إلى تعليق عمليات التطعيم فيها.
والجمعة تحوّل شاطئ كوباكابانا الشهير في ريو دي جانيرو إلى مقبرة رمزية، في خطوة أراد منها منظّموها الاحتجاج على طريقة إدارة حكومة بولسونارو للأزمة الوبائية في البلاد.
وحفر ناشطون من منظمة "ريو دي باز" غير الحكومية للدفاع عن حقوق الإنسان حوالى 400 حفرة على الشاطئ وضعوا في كل منها كيساً مخصّصاً لحفظ الجثث.
وقال رئيس المنظمة أنطونيو كارلوس كوستا لوكالة فرانس برس إنّ "هذه الأكياس تمثّل البرازيليين الذين دفنوا في مقابر جماعية (...) من دون أية مراسم".