يحتفل العمال فى كافة أنحاء العالم بعيدهم السنوى فى 1 مايو من كل عام، وهو احتفال نقابى سنوى يقام فى دول عديدة احتفاءً بالعمال، تنظمه حركة عمالية، يحتفل به فى الأول من شهر مايو من كل سنة فى أغلب دول العالم، وعطلة رسمية فى عدد منها.
وجاءت الخلفية التاريخية للاحتفال بعد الحرب الأهلية فى الولايات المتحدة، وبعد فترة كساد طويل، حدث توسع كبير فى مجال الإنتاج الصناعي، وكانت شيكاغو واحدة من أهم المراكز الصناعية الأمريكية فى تلك الفترة، حيث يحصل العمال، وغالبيتهم من أصول ألمانية على أجر لا يزيد على 1.5 دولار يوميا، فيما يعملون بمعدل لا يقل عن 10 ساعات يوميا، ولمدة 6 أيام فى الأسبوع، وأصبحت المدينة مركز لنشاطات ومحاولات عديدة لتنظيم وتحسين ظروف العمل.
وبحسب "سكاى نيوز" جاء رد أرباب العمل بإجراءات قاسية، مثل طرد العمال من أعمالهم ووضع أسماء العمل المنتمين إلى نقابات العمال فى قوائم سوداء لمنع تشغيلهم، وقاموا بتعيين عناصر لمكافحة المضربين عن العمل، وتوظيف جواسيس لصالحهم وبلطجية وقوات أمن خاصة، بالإضافة إلى إثارة النعرات العرقية بين العمال بهدف تقسيمهم وشراء ولاءات آخرين.
وخلال فترة الكساد بين عامى 1882 و1886، كانت المنظمات الاشتراكية والفوضويون ناشطين فى الولايات المتحدة ونقابات العمال فيها، التى كانت فى صراع مرير مع أرباب الأعمال وكبريات الشركات والمصانع فيها.
وفى الرابع من مايو، احتشد العمال فى الميدان فى مسيرة بدأت سلمية وبحضور قيادات عمالية نقابية وبمشاركة نحو 3000 عامل، يقابلهم أعداد كبيرة من عناصر الشرطة، فى العاشرة مساء، من ذلك اليوم، وصل عدد كبير من رجال الشرطة وتوجهوا إلى سيارة الخطباء العماليين، مطالبين بفض الاحتجاج، وأصر القيادى العمالى البريطانى صامويل فيلدن على أن الاحتجاج سلمي، وخلال المحادثة المشحونة، انفجرت قنبلة يدوية الصنع بين الحشود، فقتل 12 شخصا، من بينهم عدد من أفراد الشرطة.
وبناء على تلك الأحداث، اعتقلت السلطات الأميركية 8 أشخاص من الفوضويين، ووجهت لهم اتهامات بالتآمر، وبعد التحقيق تبين أن أحدهم صنع القنبلة، لكن أحدا منهم لم يلقها على الشرطة خلال الفوضى فى هايماركت، وصدر الحكم بإعدام 7 منهم، بينما حكم على الثامن بالسجن 15 عاما، وأصدر حاكم إلينوى قرارا بتخفيض الحكم على 2 من المحكومين بالإعدام إلى حكم بالسجن المؤبد، بينما انتحر ثالث وهو فى السجن، بينما تم إعدام الأربعة الآخرين شنقا، وذلك فى الحادى عشر من نوفمبر 1887.
وأصبحت أحداث هايماركت أصل الاحتفال بعيد العمال العالمى فى الأول من مايو، بحسب المؤرخ وأستاذ الدراسات العمالية وليام أدلمان.
لأن الشعر، هو ديوان، يظل صاحب تأثير واسع فى وجدان القراء والشعراء معا، لما له من قضايا ناقشها وكتب عنها فى دواوينه، بل ويعتقد أن تأثيره لدى الشعب فى أن يكون وراء الاحتفال بعيد العمال، فى الأول من مايو من كل عام، وذلك بسبب ملحمة "أول مايو" لنصيف الفقراء وأبو الشعراء، شاعر العامية الكبير فؤاد حداد.
وبحسب كتاب "خارج السياق" للدكتور أحمد مجاهد، ربما كانت ملحمة "أول مايو" التى أنشدها الشاعر الكبير فؤاد حداد، فى سجن الواحات أول مايو عام 1963، أحد العوامل القوية التى دفعت الرئيس جمال عبد الناصر لاتخاذ قرار تحويل أول مايو إلى إجازة رسمية بداية من العام التالى، حيث إنه بالرغم من اعتقال عبد الناصر لفؤاد حداد بتهمة الشيوعية فى ذلك الوقت إلا أنه قد امتدحته فى نهاية ملحمته لوقوفه فى صف العمال، حيث قال: "قال التاريخ إن شعرى أسود، قال السد أشكر العمال، معجزة عامل فى الجمهورية اللى رئيسها يقول أمنا العامل، ودلوقت مايو ويوليه ثورة وقرار".
وكان الشاعر الكبير بدأ ملحمته الشعرية الإنسانية العالمية، التى تقع فى 28 صفحة من القطع الكبيرة، يمزج فيها بين الشعر والنثر العاميين، قائلا: "يا أول مايو عيد الورد والعمال مش كنت فى مبدأك يوم الشهيد، مش كنت ليل باكى، محزون فى طرحة أرملة، متشعى لقمة يتيم، صبحت يوم الغضب، يوم الاحتجاج، يوم العلم فى الطريق، صبحت يوم الكفاح وصبحت يوم النصر".
يذكر أنه بدأت مصر رسميًا فى الاحتفال بـ "عيد العمال" فى الأول من مايو 1964، بعد قرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واعتبار هذا اليوم عطلة رسمية، وإقامة احتفال يتمثل فى إلقاء الرئيس خطابا سياسيا أمام قيادات النقابيين من العمال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة