محطة معالجة مياه الصرف الصحى بالجبل الأصفر فى الخانكة بمحافظة القليوبية، أكبر محطة معالجة بالشرق الأوسط، والتى تم إفتتاح المرحلة الثانية منها رسميا بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، والتى تخدم قطاع كبير من القاهرة الكبرى، بما يعادل 2.5 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحى يوميا، ولم يقف المشروع عند هذا الحد بل هناك خطة للتطوير لتصبح هذه المحطة الأولى بالعالم بعد أن يصل إجمالى المعالجة اليومية لها 3.5 مليون متر مكعب يوميا.
أحواض الترسيب بالمحطة
وأكد المهندس عبد الوهاب حلمى، مدير محطة المعالجة بالجبل الأصفر، أن المحطة تم تخطيطها من قبل المشروع العام للصرف الصحى بالقاهرة الكبرى بتصميم المكتب الأمريكى البريطانى، فى الثمانينات من القرن الماضى، كمحطة مجمعة للصرف الصحى بالضفة الشرقية لنهر النيل "عين الصيرة، المعادى، دار السلام، الأميرية، حائق القبة، المرج" وصولا لبعض المناطق بالقليوبية.
وأشار المهندس عبد الوهاب حلمى، إلى أنه تم تنفيذ المرحلة الأولى لمحطة المعالجة فى الجبل الأصفر فى عام 1990، ودخلت حيز التشغيل والصيانة عام 1998، وتعالج مليون و200 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحى بإجمالى تكلفة فى هذا التوقيت مليار جنيه، بلغت إجمالى التطوير بعد ذلك مليارى جنيه، ونظرا للتدفقات المتزايدة التى تواجهها محطة المعالجة تم السير جنبا إلى جنبا من خلال التطوير والتوسعات لتصل طاقة المحطة معالجة 2.5 مليون متر مكعب يوميا، من خلال دخول المرحلة الثانية حيز التشغيل والصيانة.
المحطة بعد الانتهاء منها
وأوضح مدير محطة المعالجة بالجبل الأصفر، أنه يتم تنقية المياه ومعالجة "الحمأة" الخاصة بها، والتى يتم الإستفادة منها فى توليد الطاقة الكهربائية الخاصة بتشغيل المولدات، فعلى الرغم من أنها محطة ثنائية إلا أن النتائج الخاصة توازى تماما أى محطة ثلاثية، حيث أن نسبة الحمل العضوى فى مياه الصرف الصحى المغذى للمحطة 350 ملى جرام، والكود المصرى يلزم تخفيضها لـ 60 مليجرام، لكن المحطة تنتجه 10 أو 11 مليجرام.
وأشار مدير محطة المعالجة بالجبل الأصفر، إلى أنه يتم معالجة كمية كبيرة جدا من المياه يوميا تصل لـ 2.5 مليون متر مكعب، ويمكن استخدامها فى رى المساحات الكبرى من الأراضى الزراعية، حيث أن هذا الكم يمكن الاستفادة منه فى رى ما لا يقل عن 150 ألف فدان.
المساحة الخضراء بالمحطة
وأضاف مدير محطة المعالجة بالجبل الأصفر، أن أول مراحل المعالجة هى مرحلة ما قبل المعالجة، حيث تستقبل المياه يتم رفع الرمال والزيوت من المياه، بعدها مباشرة تبدأ مرحلة المعالجة الابتدائية والتى تشمل مجموعة من الخزانات تسمى "خزانات الترسيب الابتدائى"، حيث يتم مكوث المياه بها لفترة معينة تتراوح ما بين ساعتين إلى ساعتين ونصف، تسمح للحمأة والمواد العضوية الثقيلة بالترسب، وتقوم الشبكة الموجودة أسفل تلك الخزانات بسحب الحمأة ودفعها إلى المراحل الأخرى، ويتم أيضا فى نفس المرحلة عملية ترسيب الحمأة الابتدائية.
وقال المهندس عبد الوهاب حلمى، إنه بعد الانتهاء من تلك المرحلة تبدأ أولى مراحل المعالجة من خلال انتقال المياه إلى خزانات التهوية ويتم بها المعالجة البيولوجية من خلال ضخ أكسجين داخل الخزانات لتنمية البكتريا الهوائية التى تقوم بهضم المواد العضوية، بإجمالى 8 خزانات تهوية، بعدها تبدأ مرحلة "الترويق النهائى"، تمكث بها المياه لفترة معين، ثم تبدأ مرحلة الملامسة للكلور ويتم ضخ الكلور.
جانب من المحطة
وأشار مدير محطة المعالجة بالجبل الأصفر، إلى أنه بانتهاء هذه المرحلة تنتهى مراحل المعالجة إلا أنه فى نفس الوقت تسير عملية توليد الكهرباء من الحمأة الناتجة من المعالجة، حيث يتم تجميعها بخزانات التغليط لرفع نسبة الإستفادة، ثم يتم تحويلها لخزانات للتخمير، ليتم إستخراج غاز الميزان للإستفادة منه فى توليد الكهرباء، لافتا إلى أن مدة تحويل الحمأة إلى غاز لتوليد الكهرباء تصل إلى 20 يوم داخل كل خزان، حيث تنتج تلك المولدات 60% من الكهرباء التى تحتاجها المحطة، وهناك دراسة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الكهرباء للمحطة، إلى جانب خطة اخرى لإستخدام الخلايا الشمسية داخل المحطة.
وأوضح مدير محطة المعالجة بالجبل الأصفر، أنه على الرغم من كل المحاولات الكبيرة لإنتاج الكهرباء والتى تصل إلى 60% من الاستهلاك والذى يبلغ 4500 ميجاوات شهريا، تصل فاتورة استهلاك الكهرباء الشهرية إلى 13 مليون جنيه.
المحطة بعد الانتهاء منها
وإستطرد مدير محطة معالجة الجبل الأصفر، أن المحطة تساهم إلى درجة كبيرة فى مواجهة الفقر المائى الذى أصبحت تعانى منه الكثير من الدول وباتت أثاره واضحة على العالم كله، حيث تضع الدولة تحقيق أكبر استفادة من كل متر موجود من المياه فى الصالح العام، مشيرا إلى أن المحطة تمتلك مزرعة تجريبية على مساحة 300 فدان، حيث أنه بعد المعالجة النهائية للمياه يتم استخدام المياه فى رى تلك المساحة وعمل أبحاث من مدى صلاحية هذه المياه فى الرى، حيث تضم المزرعة أشجار "الليمون، والزيتون، والموالح، والبيكان، والجيتروفا".
كما تعمل غرفة التحكم الخاصة بإدارة المحطة بالكامل إلكترونيا ويتم إدارتها من داخل الغرفة، حيث توفر عمالة ما يعادل 40 عامل، وتدار من خلال فريق يتكون من 12 عامل، حيث يتم التحكم بأعمال التشغيل والإيقاف بكافة مكونات المحطة، وهو أحد الاسباب التى دفعت بتفرد المحطة بين باقى المحطات، من خلال سرعة تدارك الأخطاء ومعالجتها.
جانب من المحطة
غرفة التحكم بالمحطة
محطة معالجة الجبل الأصفر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة