تواجه الزراعة فى مصر العديد من التحديات نظرًا للكثير من الأسباب وتأتى على رأسها الزيادة السكانية، وحيث تتجه الدولة وفقًا لخطة استراتيجية نحو تطبيق نظم الزراعة الحديثة لزيادة الناتج الزراعى وخفض تكاليف الإنتاج والمضى قدمًا بعجلة التنمية الحضرية للأمام.
وتستهلك الزراعة نحو 82% من حصة مصر من المياه، وتبلغ المساحة الزراعية فى مصر ما يقرب من 10 ملايين فدان تروى بالغمر وتهدف الدولة لتطوير الرى فى مليون فدان خلال العام الحالى فى خطة طموحة لتطوير الرى فى 4 ملايين فدان مقسمة بين وزارتى الرى والزراعة.
وتشارك وزارة الإنتاج الحربى من خلال شركاتها التابعة فى تلبية احتياجات كافة المزارعين من أجهزة ووسائل رى حديثة وذكية تتيح التشغيل وفق أرقى المعايير العالمية، ويعد أحدث الأجهزة المستخدمة جهاز قياس درجة رطوبة التربة والذى قام بتصنيعه شركة حلوان للصناعات الهندسية (مصنع 99 الحربى) لصالح وزارة الرى والموارد المائية.
جهاز مقياس درجة رطوبة التربة
يتيح الجهاز للمزارع قياس درجة رطوبة التربة الزراعية، بحيث يسهم فى تحديد مدى احتياج المزروعات للمياه من خلال مؤشر يبين درجة رطوبة التربة ومدى احتياجها للرى من عدمه بما يسهم فى تنظيم عملية الرى وترشيد استهلاك المياه، وجارى العمل من خلال مهندسى شركة حلوان للصناعات الهندسية على مراقبة حالة رطوبة التربة عن بُعد، حيث يتم نقل بيانات جهاز قياس الرطوبة بصورة لاسلكية وعرضها باستخدام تطبيق على جهاز الهاتف المحمول الخاص بالمزارع مع إمكانية تشغيل ماكينة الرى عن بُعد باستخدام نفس التطبيق بناءً على قراءات مقياس الرطوبة.
ويأتى تصنيع جهاز مقياس درجة رطوبة التربة فى إطار منظومة أشمل تتضمن تشجيع المزارعين على التحول لاستخدام نظم الرى الحديث والتى تُعتبر البديل الفعال لأنظمة الرى التقليدية حيث تساعد على رفع جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية المحصولية وخفض تكاليف التشغيل وزيادة ربحية المزارع من خلال الاستخدام الفعال للعمالة والطاقة والمياه.
ووضعت وزارة الموارد المائية والرى خطة للبدء فى برنامج تدريبى للمزارعين على أساليب استخدام جهاز قياس الرطوبة، والتوعية بدوره فى توفير مياه الرى وكذا التوعية بأهمية استخدام طرق الرى الحديث من خلال تنظيم عدد من مدارس المزارعين بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة فى 5 محافظات، حيث من المستهدف تدريب (1000) مزارع خلال الأشهر الستة القادمة.
من جانب آخر تقوم شركة حلوان للآلات والمعدات (مصنع 999 الحربى) بتصنيع عدد من المعدات الزراعية الحديثة والتى تدخل ضمن المنظومة الزراعة الذكية حيث تقوم الشركة بتصنيع معظم الآلات الزراعية بالتعاون مع شركة أجروماش البيلاروسية حيث يتم تصنيع سطارة الحبوب والتى تعتبر الأكثر كفاءة على مستوى العالم، وهو منتج مصرى 100% وتستطيع زراعة جميع أنواع البذور.
وتتميز سطارة الحبوب بأنها توفر 25% من حجم الفاقد فى البذور عن السطارات الأخرى، بالإضافة إلى أنها توزع عدد (120 بذرة) فى وقت واحد للزراعة فى مصاطب، وهى مصممة على البذور من القمح إلى الفول على عكس السطارات الأخرى والتى تتخصص فى نوع واحد من البذور، وتعتبر هذه السطارة التى يقوم بإنتاجها مصنع 999 الحربى هى أحدث سطارة على مستوى العالم لانتظام زراعة المحاصيل وزيادة الإنتاج الزراعى خصوصًا فى الأراضى الصحراوية وكذلك المساهمة فى المشروع القومى لزيادة الرقعة الزراعية، وقد تم تجربة هذه السطارة وتم عمل عدد (52) سطارة منها لصالح مركز البحوث الزراعية كما توفر هذه السطارة 40% من الفاقد فى المياه، وتوزع نحو 60 إلى 70 كم من التقاوى على الفدان الواحد.
كما تقوم شركة حلوان للآلات والمعدات أيضًا بتصنيع (المحشة الدائرية، المحشة المفردة، مقطورة نثر السماد العضوى، مكبس قش دائرى طرازات مختلفة)، وعلى مستوى تحديث أنظمة الرى المستخدمة فى مصر تقوم الشركة بتصنيع أجهزة الرى المحورى ومنظومة الرى بالرش وتتميز جميع هذه الآلات بالتكنولوجيا والدقة الفنية العالية التى تجعلها لها دور هام فى تطوير وتنمية قطاع الزراعة فى مصر، كما تقوم الشركة حاليًا على تصنيع آلات الرى المحورى والرش الحديثة التى تقلل نسبة الرى عن طريق الماكينات التى تعمل بالديزل وتوفر 150 مليون دولار سنويًا.
دور وزارة الإنتاج الحربى فى تبطين الترع
فى شهر أبريل الماضى أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية توجيهات ببدء المشروع القومى لتأهيل وتبطين الترع، ومنذ ذلك الحين تشهد محافظات مصر العمل على قدم وساق فى تنفيذ هذا المشروع الهام الذى يساهم فى الترشيد وتقليل الفاقد من المياه التى يتم هدرها فى الشبكة المائية بما يحقق وفر فى مياه الرى بحوالى (5) مليارات متر مكعب سنويًا، خاصة وأن التوجيهات تضمنت سرعة الانتهاء من المشروع خلال عامين فقط بدلًا من عشر سنوات، ويبلغ إجمالى أطوال الترع التى يستهدفها المشروع (20) ألف كم على مستوى المحافظات على مرحلتين، وتبلغ أطوال ترع المرحلة الأولى (7000) كم تنتهى منتصف عام 2022، وتبلغ أطوال الترع التى تم تبطينها خلال عام 2020 (511.2) كم، ويبلغ إجمالى أطوال الترع التى تم الانتهاء من طرحها (4026) كم.
وتعد وزارة الإنتاج الحربى إحدى الجهات الوطنية المشاركة فى تنفيذ المشروع القومى لتبطين الترع، حيث تشارك من خلال شركة الإنتاج الحربى للمشروعات والاستشارات الهندسية والتوريدات العامة فى تأهيل عدد (12) ترعة بزمام هندسة رى السنطة بمحافظة الغربية، والتى تم معاينة خمسة ترع منها وهى (اخناواى، وصلة اخناواى، مصطفى فهمى، الكوم، الجانبية اليسرى) وذلك للعمل على تبطينها.
كما تقوم شركة الإنتاج الحربى للمشروعات والاستشارات الهندسية بتبطين ترع فى محافظة الأقصر بهندسة إسنا فى ترعتى "ساحل الدير" و"الدير" حيث جارى أعمال التبطين بالخرسانة المسلحة والعادية أعلى طبقة من الرمل المثبت بالترعتين وبأطوال مستهدفة (79) كم، كما تقوم بتبطين ترع "دير المواس" بالمنيا، وتقوم الشركة أيضًا بتبطين عدد من الترع فى محافظة البحيرة.
وتعمل شركة الإنتاج الحربى للمشروعات والاستشارات الهندسية والتوريدات العامة على تنفيذ المشروع بمعدلات تنفيذ عالية وبأفضل جودة وتسابق الزمن ليتم ذلك فى التوقيتات المحددة كما هو معهود فى أعمال الشركة، خاصةً وأن "تبطين الترع" يعد من أهم المشروعات القومية الجارى تنفيذها فى الفترة الحالية، ويتم أولا بأول التواصل بين الإنتاج الحربى والجهات المعنية لتذليل المعوقات التى قد تطرأ على أعمال تنفيذ المشروع الذى يحظى باهتمام كبير من القيادة السياسية.
وهناك العديد من العوائد والمميزات التى يحققها مشروع تبطين الترع، حيث يستهدف هذا المشروع توفير نسبة كبيرة من المياه المهدرة داخل الترع وخاصة المتهالكة بنسبة كبيرة تصل إلى (520) مليار متر مكعب، حيث يمنع تسريب المياه والرشح فى الترع الرملية وبذلك يتم توفير المياه، وكما هو معروف فإن "توفير المياه" يمثل أحد محاور الاستراتيجية القومية للموارد المائية فى ظل تبنى سياسات فاعلة وإدارة رشيدة للموارد المائية بالدولة من مفهوم شمولى وتكاملى والسعى الجاد لتنميتها وترشيد استخدامها والحفاظ عليها، ويستهدف المشروع أيضًا تحسين حالة الرى وزيادة إنتاجية ودخل المزارعين.
وبتأهيل الترع سيتم استعادة مساحة كبيرة على جانبيها والتى كان يحدث على بعضها تعديات لتعود إلى أصلها وتعود بالنفع على الدولة سواء مقابل حق انتفاع أو بالمساعدة على توصيل المياه إلى نهايات الترع بشكل أسرع دون عوائق والمساهمة فى ضمان توزيع المياه بمنتهى العدالة وزيادة الإنتاجية الزراعية.
فضلًا عن ذلك هناك فائدة صحية واجتماعية للمشروع، حيث يحقق حمايةً لأهالى المناطق المحيطة بالترع التى سيتم تبطينها حيث كانت القمامة والمخلفات التى توجد بالترع سببًا أساسيًا فى وجود الحشرات وانتشار الأمراض، كما أن سوء الصرف فى بعض الترع القديمة التى تأثرت بالجرف وغيره كان يتسبب فى غمر الأراضى المنخفضة حولها بالمياه فلا تصلح فيها الزراعة وبالتالى فإن تبطين الترع وتحسين الصرف سيساهم فى تلافى تكرار حدوث هذه المشكلة، بالإضافة إلى أن هذا المشروع يُعتبر من المشروعات كثيفة العمالة مما يساعد فى تحقيق أهداف الدولة فى مكافحة البطالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة