اشتهرت العديد من الشوارع فى القاهرة القديمة بممارسة بعض الحرف اليدوية، من أعمال النجارة وصنع الأوانى بمختلف أنواعها وكذلك صناعة الفوانيس والقطائف والكنافة والكحك والغريبة وتصليح السيارات وبيع إكسسواراتها وصناعة السيوف قديماً مثل سوق السلاح، وغيرها من الحرف اليدوية الأخرى، التى عرف الشارع باسمها، ومازال بعض سكانها يعملون بنفس المهن، وشوارع أخرى مازالت تحتفظ بالاسم فقط، وعمل أبناؤها بمهن أخرى.
شارع الكحكيين
وقديماً عند اقتراب حلول عيد الفطر المبارك، كان يحرص أغلب سكان القاهرة على شراء الكحك والبسكويت وغيرها من مخبوزات العيد، من شارع "الكحكيين"، الذى كان يعمل أهله على تصنيع الكحك، منذ عهد الفاطميين لذلك سمى الشارع بهذا الاسم.
داخل الشارع
وكان الشارع يمتلئ بالعديد من المحلات والمخابز التى تعمل على تصنيع وبيع الكحك والبسكويت وغيرها من المخبوزات الخاصة بعيد الفطر، وظلوا على هذا الحال لسنوات طويلة، لكن مع تطور العصر، بدأ بعض السكان فى التراجع عن المهنة التى توارثوها من جيل لجيل، وعملوا بمهن أخرى.
وبدأت محلات المخبوزات تغيير أنشطتها، حيث تحولت بعضها لبيع المخلل وآخر عمل على بيع الملابس والعباءات وآخر حول محله لمطعم لبيع الدجاج المشوى والكفتة، وآخر حول محله لبقالة، ولم يتبقى سوى محلات قليلة تعمل على بيع المخبوزات والذين يطرحون مخبوزات العيد مع اقترابه فقط من كحك وبسكويت وغريبة وغيرها، وعند انتهاء العيد يعودون لنشاطهم الأساسى وهو بيع المخبوزات من عيش"الفينو" والسن والفطائر وغيرها من المخبوزات الأخرى التى يتناولوها الناس بشكل يومى.
كحك العيد
ورغم تغيير السكان لأنشطتهم المهنية، وابتعادهم عن صناعة الكحك والبسكويت واتجاههم لممارسة مهن أخرى، إلا أن الشارع مازال يحتفظ باسمه وهو شارع "الكحكيين"، ومازال يحتفظ سكانه بذكرياتهم مع محلات المخبوزات القديمة وقصة الشارع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة