يتوارث أهالى سيناء فى مناطق الشمال والجنوب عادات وتقاليد متوارثة فى الاحتفال بالعيد فى البيوت والمجالس والدواوين، وقبل يوم من حلول العيد يبدأ التجهيز فى الدواوين بتحضير ما يلزم يوم العيد من مشروبات الشاي والقهوة وتنظيف المكان وتهيئته لاستقبال المهنئين والمباركين بالعيد.
وقال عطالله الجداوى، شاعر شعبي وباحث فى التراث من أبناء قبيلة السواركة بشمال سيناء، إن توالى الظروف على كل سيناوى لم ينال من عادات احتفالهم بالعيد وهو أحدهم، مضيفا أنه يتم تطبيق شعار العيد فرحة مبكرا يستعد الرجال بتهيئة مكان استقبال الضيوف وكذلك السيدات فى بيوتهن.
وأشار "الجداوى"، إلى أنه قبل حلول العيد يكون يوم " وقفة العيد " وهى يوم التسوق حيث تذهب الأسر لأسواق المدن للتسوق وشراء احتياجات العيد من الملابس لافتا انه حتى وقت قريب لم يكن ابناء بادية سيناء يعرفون " كحك العيد " ويحضرون كميات من الحلويات وفول السوداني يخلطونها للاهداء يوم العيد، ولكن حاليا بدأت الكثير من الأسر للاتجاه لكحك العيد مطهية فى البيوت او جاهزا من الأسواق .
استقبال المهنئين فى المجالس
وتابع أنه صبيحة يوم العيد يحرص الجميع من الرجال والشباب والأطفال على أداء صلاة العيد وهمك يرتدون الأثواب التقليدية واغطية الرأس للرجال، وبعد الصلاة يتناولون " لقمة سريعة " وفى الغالب يكون طعام مالح.
وأشار إلى أنه بعد صلاة العيد يتوجه الرجال فى مواكب جماعية لتقديم التهنئة لأرحامهم من كبار السن، بينما تستقبل الدواوين والمجالس والزوايا التى يتواجد بها الرموز من المشايخ والقامات المجتمعية، حيث يصل المهنئون لهم لمعايدتهم.
اضاف انه فى اليوم الثانى من العيد يكون يوما لمعايدات الأقارب ممن يسكنون اماكن بعيده تحتاج للسفر اليها، واستطرد ان عبارات التهنئة فى العيد تتنوع وهى قول "من العايدين "، "مبروك عيدك"، "يجعلك سالم وغانم"، "يجعلك من هاديين البال".
وتابع الحديث الشاعر منصور القديرى بقوله إنه الملاحظ أن عادات بدو سيناء وتقاليدهم لا تتغير فى استقبال ومعايشة العيد حتى من اجبرتهم الظروف للهجرة خارج مناطقهم داخل سيناء او إلى محافظات أخرى .
التمتع بالطبيعة بين الجبال
وأضاف أن هناك تقاليد شبه انقرضت فى سيناء وبينها " العيد " وهى كلمة تعنى عند بدو سيناء الاحتفال بالعيد، حيث كان قديما من عاداتهم التجمع فى مكان مناسب وتقوم السيدات والفتيات بالغناء بالأهازيج الشعبية، بينما الشباب والرجال يتسابقون على ظهور الهجن.
وقال سعيد سليمان، إن كثير من القيم فى الاحتفال بالعيد لايزال يحتفظ بها أهل سيناء وأهمها الحرص يوم العيد على ان يحضرون لمعايدة من فقد أحد من مات احد من ذويه ويكون اول عيد يمر على فقده فنجد جميع اقربائه واصدقائه ومن يودونه يحضرون له ويقدمون له التهنئة ويجلسون معه حتى لايتركوه رهينة الحزن انه يمر العيد عليه وقد فقد أعز ما عنده.
وأضاف أن البعض من بدو سيناء لا يزال يحرص على عادة زيارة الموتى يوم العيد والترحم عليهم، ولافتا جدا مشهد الزيارات فى كل المقابر يوم العيد من الأسر والكبار والصغار.
تجهيز الشاى فى الديوان
وتابع أن مرادف الحزن هو الفرح ولأن العيد مناسبة سعيدة يلاحظ أن الكثير من ابناء بدو سيناء يختارون توقيت الايام التالية للعيد لتكون يوما لعقد افراج الزواج لأبنائهم، والمكان الذي تقام فيه أفراح الزواج تحول العيد فرحتين وفيه يكون المكان عامرا بالكثير من الوافدين للمشاركة فى إحياء هذه المناسبة بدعوة والد العريس للضيوف على ولائم الغداء والعشاء.
وأشار عتيق أبو محمد من أبناء قبائل جنوب سيناء، إلى أنه رغم الطبيعة الصعبة وسط الجبال إلا ـأنهم يحيون العيد ويعيشون فرحته وهم يتنقلون بين الطرق الوعرة للوصول للكبار السن من بينهم لمعايدته فى مكانه.
وأضاف أن العيد للشباب فى جنوب سيناء يكون فرصة للخروج للمناطق الخالية والاحتفال به فى أجواء مفتوحة بعيدا عن الزحام والتخلص من مشاغل العمل، لافتا إلى أنه نظرا لطبيعة جنوب سيناء السياحية يشاركهم العيد ضيوفهم السائحين القادمين من كل الدول.
وقال إن بعض من شباب بدو جنوب سيناء يحتفلون بالعيد بين الجبال بسباقات هجن تقليدية تراثية خلالها يزينون إبلهم وعلى ظهورها يستعرض كلا قدرته على الجرى لأطول مسافة ممكنة فى مسافات طويلة.
وتابع أنه يعتاد فى المجالس أن تقدم القهوة إكراما للضيوف بينما فى الرحلات الخلوية يكون المجال متاحا لشرب ما تجود به الصحراء من أعشاب غنية من بينها "الحبق" و"النعناع الجبلى" وغيرها.
تقديم واجب الضيافة
رموز من بدو سيناء
من رحلات بدو جنوب سيناء
وجوه من جنوب سيناء