على الرغم من تبقى أكثر من ثلاث سنوات على انتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، إلا أن بورصة الترشيحات والمرشحين بدأت تشتعل بالفعل بشأن من يمكن أن يخوض سباق البيت الأبيض 2024 من الحزبين الجمهورى والديمقراطى، فى ظل حقيقة أن الرئيس جو بايدن سيكون قد تجاوز من العمر 82 عاما بنهاية فترته وربما لن يترشح لفترة ثانية.
وبين الجمهوريين، يتصدر الرئيس السابق دونالد ترامب قائمة المرشحين المحتملين، وهو لم يؤكد بعد نيته محاولة العودة إلى البيت الأبيض لكنه ألمح إلى الأمر أكثر من مرة، لكن هناك أسماء أخرى قد تجد لها فرصة.
من بين هذه الأسماء نائب ترامب، مايك بنس، الذى ظهر مؤخرا فى فعالية أمام 500 من الجمهوريين، ورأى البعض فى كلماته ما يوحى بأنه قد يخوض السباق.
وتقول صحيفة يو إس إيه توداى الأمريكية إن الجمهوريين فى مختلف أنحاء أمريكا يفكرون فى فرص أن يصبح بنس رئيسا، ويرجع ذلك جزئيا إلى الرجل الذى لا يزال فى قلب سياسات الحزب وجعل بنس نائبا وهو ترامب.
فترامب وبعض حلفائه ينتقدون بنس لرفضه مطالبة الرئيس السابق مساعدته فى قلب خسارته الانتخابية أمام جو بايدن. وأدى التمرد الذى قام به مثيرو الشعب المؤيدون لترامب فى اقتحام مبنى الكابيتول فى 6 يناير إلى تعريض حياة بنس للخطر.
والجمهوريون الذين يرون ضرورة أن يتجاوز الحزب فترة ترامب يعتقدون أن نائب الرئيس السابق هو جزء من المشكلة فقد كان مواليا ساعد على تمكين الرئيس.
ولم يقل بنس إنه سيترشح فى الانتخابات القادمة لكنه أثار الدهشة بعودة ظهوره علنا فى ساوث كارولينا، موطن الانتخابات التمهيدية الرئيسة للحزب الجمهورى فى انتخابات 2024، كما أن لديه مجموعة من الفعاليات خلال الأشهر المقبلة، والتى تبدو كأنها محاولة لاستمالة ناخبى ترامب دون إغضاب الأخير.
ويقول الجمهوريين إن بناء قاعدة لخوض الانتخابات الرئاسية يمثل تحديا دائما، لكن مأزق بنس فريد من نوعه. ويشير دنفر ريجلمان، عضو الكونجرس السابق الجمهورى والمنتقد صراحة لترامب، إنه لا يرى طريقا لبنس.
لكن الصحيفة تشير إلى أن بنس هو واحد من عديد من الجمهوريين الذين يقومون بخطوات كتلك التى يقوم بها من يفكر فى الترشح للرئاسة، فقد أنشا لجنة سياسية باسم "تعزيز حرية أمريكا" للدفاع عن سياسات إدارة ترامب وبنس. ونشر إعلانات إلكترونية تصور موقف حول عدة قضايا مثل أمن الحدود.
كما أعلنت منظمة شباب أمريكا المحافظة أن بنس سيلقى خطابا فى مؤتمر السنوى للطلاب المحافظين فى أغسطس المقبل فى هيوستن. ويخطط بايدن أيضا لدعم المرشحين الجمهموريين فى سباق الانتخابات النصفية فى عام 2022. ويكتب نائب الرئيس السابق أيضا مذكراته المقرر نشرها فى 2023، قبل عام من الانتخابات.
وتقول سارة لونجويلن المخططة الإستراتيجية إن بنس يواجه تحديات كثيرة فى سباق 2024. أولها أن ترامب سيهاجمه لأنه لم يكن مخلصا بما يكفى، وسوف يلقى الناخبون الذين يعتقد أن الانتخابات قد تمت سرقتها باللوم على بنس.
بينما يرى الجمهوريون الذين يريدون التخلى عن ترامب أن بنس متواطئ فى تصرفات الإدارة بما فى ذلك الاحتجاجات التى طال أمدها على الانتخابات. وهذا يعنى أن من يحبون ترامب لا يحبونه ومن يكرهون ترامب لا يحبونه أيضا.
وتقول يو إس إيه توداى إنه نواب الرؤساء عادة ما يجدون صعوبة فى الخروج من ظل الرؤساء الذين عملوا معهم لكن العمل فى هذا المنصب خدم البعض منهم. فقد تم انتخاب ريتشارد نيكسون وجورج بوش الأب وجو بايدن بعد أن شغلوا منصب نائب الرئيس.