تجدد التوتر اللبناني الإسرائيلي على الحدود المشتركة أمس عقب مقتل أحد المتظاهرين اللبنانيين على أيدى القوات الإسرائيلية، حيث كان متظاهرون لبنانيون نظموا أمس وقفة احتجاجية بالقرب من الحدود مع إسرائيل تنديدا بالعدوان على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحاولت مجموعة منهم اجتياز "المنطقة العازلة".
الأمر الذي ردت معه القوات الإسرائيلية من الجانب الآخر بإطلاق الرصاص وبعض القذائف المتفجرة على نحو أدى إلى إصابة شابين ومقتل أحدهما لاحقا متأثرا بجراحه.
الدولة اللبنانية تطالب المجتمع الدولى بالتحرك
وفى رد فعلها استنكرت الدولة اللبنانية على لسان وزيرة وزيرة الدفاع اللبنانية زينة عكر، الخروقات الإسرائيلية المتمادية لسيادة لبنان والاعتداءات التي تطال المتظاهرين والمدنيين اللبنانيين عند الحدود وكذلك الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مطالبة المجتمع الدولي بضرورة وضع حد لهذه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل.
وقالت وزيرة الدفاع اللبنانية في بيان اليوم السبت، تعقيبا على مقتل مواطن لبناني أمس برصاص الجيش الإسرائيلي عند الحدود المشتركة للبلدين: "جريمة جديدة من جرائم إسرائيل تُرتكب بحق المدنيين اللبنانيين كما الفلسطينيين في غزة والقدس المحتلة "، مضيفة أنه "إزاء ما يجري عند الحدود اللبنانية وفي الداخل الفلسطيني، لا بد من التوقف أمام هذه الاعتداءات الوحشية والهمجية التي تطال العُزّل من المتظاهرين والمدنيين".
قوات اسرائيلية على الحدود مع لبنان
وتابعت: "إن الإدانة قليلة أمام هذه المشاهد المروعة وأمام استشهاد الشاب اللبناني محمد طحان وإصابة آخرين بجروح".
حسان دياب
وقالت: "إننا إذ نشجب وندين هذه الاعتداءات والخروقات المتمادية والمتكررة على أرضنا وأجوائنا وحدودنا والتي تعتبر خرقا لقرار مجلس الأمن 1701، نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة وضع حد لها والعمل على وقفها فورا ومطالبة إسرائيل بعدم تكرار هذه الاعتداءات وحثها على وقف التصعيد".
إطلاق الرصاص على المتظاهرين
وعلى صعيد متصل ، أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب، إطلاق القوات الإسرائيلية الرصاص على متظاهرين في الجانب اللبناني من الحدود المشتركة على نحو أسفر عن مقتل أحدهم، وأكد أن هذا يمثل عدوانا وخرقا لقرارات مجلس الأمن، مطالبا من المجتمع الدولي إدانة هذا الاعتداء.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية، في بيان له مساء الجمعة، "لا تتوقف إسرائيل عن تأكيد وحشيتها، وهي اليوم ارتكبت جريمة جديدة بحق المتظاهرين العُزّل في الجنوب اللبناني، فسقط الشهيد محمد طحان برصاص العدوان وأصيب آخرون".
تحركات على الحدود
وأضاف دياب: "إن هذا العدوان يشكل خرقا فاضحا لقرار مجلس الأمن 1701 ، وندعو المجتمع الدولي لإدانة جرائم إسرائيل في الجنوب اللبناني وفي غزة التي تقاوم العدوان بقوة وعزيمة لدحر الاحتلال".
إسرائيل تحذر لبنان
فى المقابل وجهت إسرائيل، اليوم السبت، تحذيرا إلى لبنان، قائلة إنه سيتحمل مسؤولية أي محاولة للمس بسكان إسرائيل، وذلك بعد محاولات لاختراق الحدود وانتشار دعوات للمشاركة في تظاهرات هناك، فيما وضع الجيش اللبناني حواجز لمنع اختراق الحدود، وفق سكاى نيوز.
وتشهد منطقة مرجعيون الحدودية جنوبي لبنان، تدابير أمنية مشددة من جانب الجيش اللبناني الذي أغلق كل الطرق المؤدية إلى سهل مرجعيون، قبالة مستوطنة المطلة الإسرائيلية، الحدودية مع الجنوب اللبناني.
وأقام الجيش الحواجز لمنع المواكب الفلسطينية من الوصول إلى الحدود اللبنانية، بعدما وجهت الفصائل الفلسطينية الدعوة إلى الفلسطينيين الموجودين على كل الأراضي اللبنانية، ومن مخيمات نهر البارد والبداوي والرشيدية وعين الحلوة، للتوجه إلى الجنوب على متن حافلات، للمشاركة في حركات احتجاجية عند الحدود، تضامنا مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويتوقع أن تحيي مجموعة من الأحزاب والقوى الفلسطينية "يوم النكبة" في المنطقة الحدودية وفي عدد من المناطق، توازيا مع الأحداث التي تجري في الأراضي الفلسطينية وغزة.
موقف أحزاب لبنانية
ومن جهة أخرى، حذر حزب الكتائب اللبنانية من خطورة جر لبنان وشعبه إلى "مغامرات غير محسوبة" لا قدرة للبنانيين على تحملها، في ظل حالة التصعيد العسكري الجارية حاليا من قبل إسرائيل مع الفلسطينيين، وذلك بعدما أطلقت أمس فصائل فلسطينية صواريخ من الأراضي اللبنانية تجاه إسرائيل.
ودعا حزب الكتائب اللبنانية – في بيان له – المسئولين اللبنانيين إلى إدراك خطورة الوضع ومنع تكرار أي عمليات من هذا النوع، وتدارك أي انزلاق يُمكن أن ينقاد إليه لبنان رغما عن أهله.
وقال حزب الكتائب اللبنانية: "على وقع التصعيد العسكري الحاصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أُطلقت من لبنان 3 صواريخ ليل أمس وضعت البلد في عين العاصفة وكادت أن تدفعه إلى تطورات خطيرة لا تحمد عقباها".
وأضاف: "إن حزب الكتائب اللبنانية يعتبر أن هذه الخطوة شكلت برهانا جديدا على خطورة تفلت السلاح واستمراره في يد الفصائل الفلسطينية داخل المخيمات أو خارجها بيد الميليشيات التي لا تخضع لسلطة القوى الشرعية اللبنانية، وتسمح لنفسها باستخدام قدراتها العسكرية متى شاءت ودون أن تقيم أي حساب للتداعيات التي يمكن أن تجرها على البلد وأهله".
وتابع البيان: "ومن هنا يحذر حزب الكتائب اللبنانية من يعتبرون أنفسهم في موقع المسئولية، من تخليهم المتمادي عن مسئولياتهم ويطالبهم بأن يدركوا خطورة الوضع وخطيئة تخليهم عن السيادة وتسليمهم قرار الحرب والسلم إلى أصحاب السلاح غير الشرعي، وأن يتداركوا أي انزلاقة يمكن أن ينقاد إليها البلد رغما عن أهله".
وطالب حزب الكتائب اللبنانية من الجيش والقوى الأمنية وقوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في الجنوب اللبناني (يونيفيل) أن تسهر على منع تكرار أي عملية من هذا النوع حرصا على لبنان واللبنانيين، وبخاصة أهل الجنوب "الذين تحملوا الويلات جراء مغامرات غير محسوبة ولا قدرة لهم على تحملها اليوم إلى جانب كل المآسي التي يعانون منها".