هناك عدد من الحروب والمعارك التى دخلتها مصر وعانت بسببها رغم أننا لم نكن طرفا فيها ولم تمسنا من الأساس لكن حكام مصر فى عصر الأسرة العلوية وفى عصر الاحتلال الإنجليزى، أدخلونا فى الكثير من هذه الحروب.
وضع يتناسب تماما مع المثل القائل: "لا ناقة لي فيها ولا جمل" جاءت قصة هذا المثل من الحارث بن عباد الذي رفض المشاركة في حرب البسوس بين تغلب وربيعة، وقد كان سبب الحرب أن كليباً قتل ناقة البسوس، فقام جساسٌ لقتل جمل كليب، لكنَّه قتل كليباً نفسه، فاشتعلت الحرب بين أبناء العمومة.
وقبل 158 عام وبالتحديد فى عام 1863، أرسل الوالى سعيد، كتيبة مصرية محاربة إلى المكسيك بناء على طلب صديقه نابليون الثالث، اللذان كانا يرتبطان بصدافة قوية، مما شجع إمبراطور فرنسا أن يتقدم بطلبه الذى أسرع والى مصر بالاستجابة له.
ويذكر الأمير "عمر طوسون"، فى كتابه "بطولة الأورطة السودانية المصرية فى حرب المكسيك"، "الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة"، أن حكومة المكسيك أساءت معاملة كثير من رعايا فرنسا وإنجلترا وأسبانيا، ونهبت أموالهم على أثر مطالبهم لها بوفاء ما عليها لهم من الديون، فكان ذلك السبب الظاهر لهذه الحرب، ويقال إن الغرض الذى كان يسره نابليون الثالث فى قرارة نفسه من وراء هذه الحرب إنما هو تأسيس حكومة ملكية كاثوليكية فى المكسيك، ليضمن بذلك وجود التوازن فى هذه البلاد مع نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية»، ويضيف طوسون: "عقدت هذه الحكومات الثلاث النية على استخدام القوة المسلحة للحصول على مطالب رعاياها ووجهت كل منها حملة إلى المكسيك فى سنة 1861، ولكن لم يلبث الخلاف أن دب بين هذه الدول فسحبت إنجلترا وأسبانيا جنودهما من المكسيك فى أبريل سنة 1862، وقامت فرنسا وحدها بأعباء هذه الحرب".
وفيما يذكر «طوسون» أن عدد الجنود 453، يؤكد "شمس الدين نجم"، أن العدد 1200 مقاتل، ويضيف طوسون، أنه فى يوم 8 يناير «مثل هذا اليوم» عام 1863، أقلعت النقالة الفرنسية «لاشين» بهذه الأورطة من الإسكندرية مارة بـ«طولون»حتى وصلت إلى «فيراكروز» فى المكسيك يوم 23 فبراير، أى أن السفر استغرق 47 يومًا، ومات سبعة جنود أثناء السفر، وكانت بقيادة البكباشى «جبرة الله محمد أفندى» ووكيله اليوزباشى «محمد أفندى الماسى».
جاء فى التقارير الفرنسية عن الحملة، أنها كانت ذات ملابس حسنة وسلاح جيد وهيئة أنيقة واستعداد عسكرى يثير إعجاب كل من يراها، والتفاهم معها فى بادئ الأمر كان متعذرًا لجهل أفرادها للغة الفرنسية، فدعت الحالة إلى استخدام بعض الجنود الجزائريين الذين كانوا معهم فى حرب المكسيك للترجمة بينهم وبين سائر الجنود الفرنسية، ويؤكد «طوسون» على أن جنود هذه الأورطة قدموا أعظم الخدمات لشجاعتهم وبراعتهم فى الرماية وضرب النار. يذكر «شمس الدين نجم»، أن هذه القوات بقت مدة تزيد على أربع سنوات، قتل خلالها قائد الكتيبة، ولم يبق منها سوى بعض الضباط و300 جندى، وعادت إلى فرنسا بعد جلاء الفرنسيين عن المكسيك، واستعرضها الإمبراطور الفرنسى، بحضور القائد المصرى شاهين باشا الذى كان يزور فرنسا وقتئذ، ووزعت الأوسمة على بعض المميزين من رجالها، ورجعت إلى مصر عام 1867، فاستعرضها الخديو إسماعيل بسراى رأس التين وأمر بترقية عدد منهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة