لا يزال أصداء الاحتفال الرسمى بالذكرى الـ200 على رحيل الإمبراطور نابليون بونابرت - إذ رحل الجنرال الفرنسى وقائد الحملة الفرنسية على مصر فى 5 مايو عام 1821 - مستمرا حتى الآن، بكشف العديد من أسرار وتفاصيل حياة الزعيم الفرنسى الراحل.
وخلال الاحتفالات الأخيرة أثارت مسألة وفاة الجنرال الفرنسى نابليون بونابرت فى منفاه الجدل مرة أخرى، ما بين من يعتقد أنه مات نتيجة إصابة بالسرطان، ومن يرى أن وفاته لابد أنها جاءت بعد تدخل خارجى، مرجحا أن يكون مات مسموما.
وكانت نظرية تسميم نابليون بالزرنيخ محل اهتمام الكثير من المؤرخين والباحثين، لكن يبدو أنه مع الاحتفال بالمئوية الثانية على رحيله يستبعدها العلماء والمؤرخون الذين يدعمون الرواية الرسمية حول وفاته نتيجة قرحة معدة تطورت إلى سرطان.
وقال المؤرخ بيار براندا، مؤلف كتاب "نابوليون في سانت إيلين"، إنه "من الصعب علينا تقبل وفاة نابليون في فراشه" من دون تدخل خارجي. ويضيف "نفضل" أن يكون الرجل العظيم "سمم، أو أن يكون تم استبدال جسده".
وكتب حاكم الجزيرة السير هودسون لو في تقريره بعد تشريح الجثة، أن سبب الوفاة "سرطان المعدة"، وليس ذلك غريباً، إذ توفي والده شارل وأخته إليسا بالمرض نفسه.
في بداية ستينات القرن العشرين، قاد تحليل عينات من الشعر منسوبة إلى الإمبراطور المخلوع إلى تفجر "قضية نابليون"، عثر على آثار سم الزرنيخ في العينة، وفق ما أورد خبر لوكالة "فرانس برس" في 1964، وأكد طبيب بريطاني أنه "تعرض لتسميم بطيء بالزرنيخ" خلال احتجازه، وأنه "فقد 40 كيلوغراماً من وزنه خلال آخر عام" من حياته.
تتالت الاختبارات طوال عقود، ويقول مدير "مؤسسة نابليون" تييري لنتز مازحاً: "يشن أنصار نظرية التسميم حملات باستمرار، كما أكد باحثون سويسريون وأميركيون عام 2007 أن الإمبراطور توفي جراء سرطان في المعدة يرجح أنه نتيجة التهاب بكتيرى، ولوحظ أثناء التشريح وجود قرحة مثقوبة، وقد عانى في آخر أيامه من نزف حاد، فمنحه أطباؤه الزئبق لعلاجه، لكن الأخير فاقم النزف.
في الإطار، يرى المؤرخ بيار براندا أن ذلك ربما قصر حياته بضعة أيام لا أكثر، وتوفي الإمبراطور وهو يعاني آلاماً مبرحة، وفق ما أفاد شهود.