هل كان متدينا؟.. وهل كتب الرباعيات؟.. شكوك تطارد عمر الخيام

السبت، 15 مايو 2021 04:00 م
هل كان متدينا؟.. وهل كتب الرباعيات؟.. شكوك تطارد عمر الخيام عمر الخيام
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عمر الخيام عالم وفيلسوف مسلم (1048- 1138) أبدع فى علوم الرياضيات، والفلك، واللغة، والفقه، والتاريخ، وتحل هذا الشهر ذكرى ميلاده، إذ ولد في 18 مايو من عام 1048م، رحل عن عالمنا فى 4 ديسمبر عام 1131، عن عمر ناهز 83 عاما، وقد ارتبطت بـ "الخيام" عدة أمور منها التقويم الجلالى ومنها ما يتعلق بتدينه والشك حول كتابته لرباعياته.

ارتبط بعمر الخيام التقوميم الجلالى، حيث قال كتاب "علم التاريخ - دراسة فى المناهج والمصادر" للدكتور إسماعيل سامعى، إن الخيام قام بوضع ما يعرف بالتقويم الجلالى، وهو تقويم فارسى ينسب إلى السلطان السلجوقى جلال الدين شاه سلطان خراسان، الذى أمره بإعداده سنة 468 هـ، 1075 م، وهو تقويم شمسى إسلامى، وضعه مع ثمانية فلكيين مسلمين، يرأسهم "الخيام"، وكان لا يقل دقة عن التقويم "الجوريجورى"، مع أنه سبقه إلى الظهور بأكثر من 500 عام، ومازال مستخدما حتى اليوم فى أفغانستان، وكان يستخدم فى إيران حتى عام 190، حيث استبدل بالتقويم الهجرى، وقد حدد الأول من برج الميزان بداية هذا التقويم، وهو يتناسب والسنة المدارية فى بلاد فارس.

 

التقويم الجلالى 

والتقويم الجلالى نسبة لجلال الدولة ملك شاه سلطان السلاجقة، وهو تقويم مداره الأبراج الفلكية التى تمر فيها الشمس، حيث إن لكل برج فلكى 30 درجة قوسیة على مسار الشمس، والشمس تمر ببرج واحد فى كل شهر شمسى وهو بذلك يختلف بشكل طفيف عن التقويم الجريجورى الذى يعتمد على الاعتدال الربيعى بالأساس ولذا فدقة التقويم الهجرى الشمسى أعلى من الميلادى حيث تبلغ نسبة الخطأ فيه يوم واحد فقط لكل 3.8 مليون سنة، فى مقابل نسبة الخطأ فى التقويم الميلادى البالغة يوم واحد لكل 3300 سنة والخطأ الوارد هنا يختلف عن السنة الكبيسة، حيث إن كلا التقويمين بهما سنة كبيسة.

 

اتهامه فى صحيح دينه

كما اتهم البعض عمر الخيام فى حديثه لحديثه عن المتع الدنيوية، لكن ظلت مكانته محفوظة كونه أحد علماء المسلمين، الذين أثروا الحياة العلمية والأدبية وغيرها العديد من العلوم الأخرى، وأثار الخيام الجدل برباعياته الشهيرة، تاركا البعض يتهمه بالمغالاة فى المتع الدنيوية، والبعض الآخر يراها نوعا من الزهد والتصوف والتقرب إلى الله، إلى أن قاموا بحرق العديد من مؤلفاته التى لم يتبقى منها سوى الرباعيات.

وعلى الرغم من تنصيف الكثيرين أشعار ورباعيات الخيام على أنها صوفية، إلا أن الكثير من المحققين والمترجمين لأشعاره نفوا ذلك، كذلك رفض الكثير من المتصوفة نسب "الخيام" إلى الصوفية، وفسر البعض رباعياته على أنها إلحاد، كونها تدعو إلى اللهو والمجون، بينما يرى الفريق الآخر أنه مات مسلماً، مستمداً استنتاجه من سيرة الخيام ومؤلفاته ومن رافقه من العلماء.

 

نسبة الرباعيات لـ عمر الخيام 

تبدو صحة نسب "الرباعيات" الشهيرة له صاحبة شك كبير، إذ شكك عدد كبير من الباحثين فى عدد الرباعيات التى وصلت لعصرنا من الفيلسوف المسلم، كما شككوا فى أن يكون كتبها من الأساس.

وبحسب كتاب "الآراء الفلسفية عند أبى العلاء المعرى وعمر الخيام"، فإن عمر الخيام كان فى الأساس فلكيا وفيلسوفا فى العالم القديم، ولم يذكر كشاعر إلا لماما، وما ورد عنه من الشعر فى المراجع التاريخية لا يزيد على أبيات من الشعر العربى وعدد من الرباعيات يتجاوز العشر بقليل، وأما الغالبية من الرباعيات فكان ظهورها وكتابتها فى مخطوطات بعد وفاته بقرون، وأكد النقاد أن الروح العامة فى هذه الرباعيات التى نسبت إلى الخيام تختلف تماما عما عرف عنه وذكره الشهود العيان وحفلت به كتب المؤرخين.

ولفت الكتاب، إلى أن فى العصور الحديثة كان منشأ شهرة "الخيام" هو الرباعيات التى لا يعرف على وجه التحقيق عددا وما هو ثابت النسبة منها له، ويبدو أن "الخيام" لم تجمع رباعياته فى حياته، ولم يستطيع أن يظهرها للناس إلا لخاصة أصدقائه من الذاهبين مذهبه فى التفكير وذلك بسبب ظروف الحياة آنذاك، وجعل عدد الرباعيات يزداد حتى وصل فى أحد الأراء إلى 1200 رباعية تغص بأفكار فلسفة لأشخاص متفاوتة، وقد نسبت إلى الخيام نسبة عمياء.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة