لم يكن للعرب قبل الإسلام، عند أغلب الباحثين، أى فن سوى الشعر الذى نما إلى النضج الكامل، وكانوا يفتخرون به، وكما هو الحال مع أشكال الثقافة الأخرى، استعار العرب المسلمون فنهم من بلاد فارس وبيزنطة، ومهما كانت العناصر التى اقترضها العرب، فقد كانت استلهاماتهم بطريقة دمجتهم فى مجتمع «روحى جمالى» متجانس، وخلقت لديهم حسهم الفنى الخاص.
ومع رؤيتنا التى لا ترى فى الفن أية حرمانية، بل ضرورة وجودية، فإننا لا نجد أى إشكالية فى الإشارة إلى أن أهم مبدأ يحكم الفن، هو التحريم الدينى لتصوير الكائنات الحية وتمثيلها، ويستند هذا النهى إلى افتراض أن الله هو المؤلف الوحيد للحياة، وأن الشخص الذى ينتج عملا شبه كائن حى يسعى إلى منافسة الخالق، وأفردت المصادر التاريخية لهذا التحريم الفقهى، وما صاحبه من تصورات ناهية، حتى بات شبه مستقر لدى دارسى الفقه أن الشخص الذى يصنع صورة لكائن حى سيطلب منه يوم القيامة أن يبث الحياة فيه، ورغم ذلك لم يثبت التحريم المطلق لفن التصوير، فقد قال الإمام النووى «يُستثنى من منع تصوير مما له ظل ومن اتخاذه لعبُ البنات، لما ورد من الرخصة فى ذلك»، كذلك ذكر الداعية الشيخ خالد الجندى، أن السيدة عائشة كانت لديها حصان مجنح تمثال لحصان كانت تلهو به، ولم يمنعها النبى.
الأمر لم يقتصر على فنون الرسم والنحت فحسب، بل امتد إلى الموسيقى والغناء والرقص، ومنذ مهد الإسلام، نوقش جواز الموسيقى والغناء، وهى مناقشة لم تقتصر على شرعية فنانى الأداء فحسب، بل نوقشت مشروعية متابعتها والفرجة عليها، دعاة ومعارضون، على حد سواء، أرجعوا شرعية موقفهم إلى القرآن والأحاديث النبوية، كما هو الحال فى مصر الحالية.
ومع هذا التحريم، نلاحظ أن الفقه كان فى واد والواقع الفعلى فى وادِ آخر، ففى الوقت الذى يجرم فيه بعض الفقهاء الفنون، كانت القصور الحاكمة وبيوت البرجوازيين العرب عامرة بمختلف أنواعها وشتى صنوفها، بل شهدت بعض الحواضر العربية رواجًا كبيرًا للغناء والرقص وخصصت لها الحانات التى كانت سمة أساسية لتلك الحواضر، ولم تمنع النقاشات حول شرعية الموسيقى الفن من الازدهار.
إذًا، علاقة الفن والإسلام، بدأت منذ بداية الدعوة الإسلامية، فالاثنان لم يبتعدا أو يتضادا أبدًا، الناظر إلى تاريخ الدين الإسلامى منذ دولة النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، وإلى اليوم يرى الفن والإبداع كانا دائمًا جزءا أصيلا من روح الدين، الشعر والغناء والموسيقى والعمارة والنحت، كلها فنون أبدع فيها المسلمون، وتركوا فيها لمساتهم الخاصة، فأصبح لدينا ما يعرف بـ«الفن الإسلامى».
الإمام أبى حامد الغزالى، أحد أشهر الفقهاء فى تاريخ الإسلام، قال فى كتابه «إحياء علوم الدين»، ما نصه «من لم يحرّكه الربيعُ وأزهاره، والعودُ وأوتاره، فهو فاسدُ المزاج ليس له علاج»، هكذا علق الفيلسوف المسلم عن الجمال فى الفن الذى تدركه العقول والأبصار والأسماع وسائر الحواس، وكيف يصنع الإحساس الجمالى لدى الإنسان ورفع ذائقته السمعية.
النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، من يفهم شخصيته يلمس نفسيته المقدرة للفن، فالنبى الذى أقام دولة فى شبه الجزيرة العربية مكتملة الأركان لمفاهيم الإمبراطوريات الكبرى، أحب الشعر، وقدر الغناء، وحث المسلمين طوال حياته على حب الجمال، ومن يتمعن فى كتب التراث والسيرة النبوية، يرى كيف كان المصطفى يصحح الذوق الفنى ويقر الجمال حيثما كان ما لم يقترن بحرام، يقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: «إن الله جميل يحب الجمال».
الموسيقى والغناء
الغناء أحد أهم الفنون التى ترتبط بالإنسان للتعبير عن حبه وانتمائه وعاطفته تجاه نجواه، والنبى نفسه لم ينه عنه، إذ قال لأبى موسى الأشعرى، وقد أعجبه حسن صوته: «لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود»، كما قال لعائشة: «أهديتم الفتاة إلى بعلها؟ قالت: نعم، قال: وبعثتم معها من يغنى؟ قالت: لا، قال: أو ما علمتم أن الأنصار يعجبهم الغزل؟ ألا بعثتم معها من يقول: «أتيناكم أتيناكـم.. نحييكم نحييكم ولولا الحبة السمراء.. لم نحلل بواديكم».
وذكر عن النبى وأصحابه أنهم كانوا يسمعون الشعر، وينشدونه ويستنشدونه من غيرهم، فى سفرهم وحضرهم، وفى مجالسهم وأعمالهم، بأصوات فردية كما فى إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع، وبأصوات جماعية، كما فى حديث أنس فى قصة حفر الخندق، قال: فلما رأى الرسول ما بنا من النصب والجوع قال: «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرين».
وحثَّ رسول الله عليه الصلاة والسلام على التغنِّى، وفى حديث صحيح رواه البخارى ومسلم عن عائشة: «دخل على أبو بكر، وعندى جاريتين من جوارى الأنصار تُغنِّيان بما تقاوَلَتْ به الأنصار يوم بُعاث، قالت: وليست بِمُغنيتَيْن، فقال أبو بكر: أَبِمَزمور الشَّيطان فى بيت رسول الله؟! وذلك فى يوم عيد، فقال رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر، إنَّ لكلِّ قومٍ عيدًا، وهذا عيدنا»، كذلك روى البخارى ومسلم وأحمد عن عائشة أنها زفَّت امرأة من الأنصار، فقال النبى «يا عائشة: ما كان معكم من لَهْو؟ فإنَّ الأنصار يعجبهم اللهو».
وذكر ابن القيم: أن النبى رخص فى أنواع من اللهو فى العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف فى الأعراس والأفراح.
ومن أجل فهم وجهات النظر الإسلامية الأصولية حول الفن والترفيه، لا يمكننا الاعتماد فقط على رأى علماء المسلمين القدامى، لكن يجب أيضًا أن ننظر إلى الرأى الدينى الحديث، ووفقًا لشيخ الأزهر الراحل محمود شلتوت، الذى أفتى عام 1960، بـ«جواز الموسيقى بشروط معينة» يجادل بأن الله ليس ضد اللذة، وأن الإسلام يسعى للوسائل الفنية، ومع ذلك، لا ينبغى أن يحدث فى ظروف غير أخلاقية أو مع رفقاء فاسقين!
ورغم أن القرآن الكريم لم يذكر فيه بشكل صريح وواضح آيات لتحريم الغناء فإن البعض يستند إلى تفسيرات عدد من الشيوخ والأئمة التى تحرم ذلك، ربما أغلبها تستند إلى الآية الكريمة «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ» «لقمان 6»، وذلك وفقًا لرؤية عبدالله بن مسعود، حيث قال وهو يُسأل عن هذه الآية السابقة فقال عبدالله: «الغناء والذى لا إله إلا هو»، ورددها ثلاث مرات.
لكن التفسير السابق اختلف معه الشيخ محمد متولى الشعراوى، وقال عن تفسير الآية سالفة الذكر: «لا تقُل الغناء، لكن قُلْ: النص نفسه إنْ حثَّ على فضيلة فهو حلال، وإنْ أهاج الغرائز فهو حرام وباطل، كالذى يُشبِّب بالمرأة ويذكر مفاتنها، فهذا حرام حتى فى غير الغناء»، وهو ما يتفق عليه الشيخ محمد المسير أيضًا.
أما فى تحريم المعازف، فهناك من يستشهد بالحديث الشريف الذى يقول: «لَيَكُوْنَنَّ فى أُمَّتِى أقوامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحر «أو الـخَزَّ» والحرير والـخَمْرَ والـمعازِفَ»، إلا أن أغلب من روى الحديث أجمعوا أن الوعيد ليس على المعازف، وقال القاضى المالكى أبو بكر بن العربى فى كتاب «الأحكام»: «لم يصح فى التحريم شىء»، وقال ابن حزم فى «المحلى»: «ولا يصح فى هذا الباب شىء أبدًا، وكل ما فيه موضوع»، وقال أيضًا: «إنَّ الغناء مُباح»، وبنَى كلامه على تضعيف حديث أبى مالكٍ الأشعرى، ويرى ابن حزم أن الاستماع للموسيقى مباح مثل التَّنَزُّه فى البساتين ولبس الثياب الملونة.
الشيخ سيد سابق أحد علماء الأزهر الشريف، قال فى كتابه «فقه السنّة» فى باب بيع آلات الغناء «فإن الغناء فى مواضعه جائز؟ والذى يقصد به فائدة مباحة حلال وسماعه حلال، وبهذا يكون منفعة شرعية يجوز بيع آلاته وشرائها لأنها متقومة»، وعدد الكتاب أشكال الغناء الحلال وكان من ضمنها «تغنى النساء لأطفالهن وتسليتهن، وتغنى أصحاب الأعمال وأرباب المهن أثناء العمل للتخفيف عن متاعبهم والتعاون بينهم، الغناء فى الفرح إشهار له، التغنى فى الأعياد إظهار للسرور».
وتطرق الدكتور محمد عمارة، فى كتابه «الغناء والموسيقى حلال.. أم حرام؟» إلى إباحة الغناء، وقال «إذا كان الغناء فى جوهره: صوت جميل تصاحبه ألحان وأنغام مؤتلفة تزيده جمالا، فلقد عرض الفكر الإسلامى لهذا الغناء باعتباره فطرة إنسانية تحاكى بها الصنعة الإسلامية الخلقة الإلهية التى أبدعها الله وخلقها فى الطيور والأشجار، فالصوت الجميل الصادر من حنجرة الإنسان هو محاكاة للأصوات الجميلة الصادرة من حناجر البلبل والعندليب والكروان.. ومعزوفات الأوتار التى تثمر الألحان المؤتلفة والجميلة هى محاكاة الصنعة الإنسانية لما تعزفه الأشجار والأغصان والأوراق فى الحدائق الغناء عندما تهب عليها الرياح والنسمات، وإذا كان غير وارد ولا جائز ولا معقول تحريم الأصوات الجميلة إذا جاءت من حناجر الطيور، فلا منطق يحرمها إذا صدرت من حنجرة الإنسان».
وفى القرن السابع عشر، ميّز الرحالة المسلم «أوليا شلبة» بين ثلاث فئات من الموسيقى: موسيقى الطيور، وأصوات الحلق البشرى ومن الآلات، وذكر أنه يجوز فى الإسلام الاستماع إلى ألحان الطيور، وألحان الحلق البشرى، بشروط وضوابط معينة. ومع ذلك، فإن «الاستماع إلى الآلات التى يتم نفخها أو ضربها، لا يجوز أبدًا»، ونلا حظ هنا أن بعض الآلات الموسيقية محرمة لأنها من المفترض أن تحرض على الشرب.
ووفقًا للباحث الفلسطينى إسماعيل راجى الفاروقى، فإن الرأى الدينى يصنع تسلسلًا هرميًا للموسيقى والغناء فى أشكال ممنوعة، وغير مرغوب فيها، وغير مبالية، وموصى بها وجديرة بالثناء. تقف تلاوة القرآن فى ذروة التسلسل الهرمى، تليها مباشرة الأذان للصلاة والترانيم الدينية. وهناك أيضًا أنواع مختلفة من الأغانى المرتبطة بالاحتفالات العائلية وهتافات القوافل وأغانى العمل وموسيقى الفرق العسكرية. وفى أسفل التسلسل الهرمى، نجد «الموسيقى الحسية التى يتم تأديتها بالاقتران مع أنشطة مدانة، أو التى يُعتقد أنها تحرض على ممارسات محظورة مثل تعاطى المخدرات والكحول، والشهوة، والدعارة.. إلخ». ومن الواضح أن هذه الأنواع ممنوعة أى محرمة، ومع ذلك تقع معظم أشكال الموسيقى والغناء بين هذه الفئات الواضحة وهى مثيرة للجدل.
ولا تتعلق الموافقة أو الرفض على فنانى الأداء فقط بالنوع، لكن أيضًا بسياق الأداء، فيما يتعلق بجواز السياق، واعتبر الإمام الغزالى ثلاثة عناصر مهمة، أى الزمان والمكان والشركاء، من غير المقبول تخصيص الكثير من الوقت للعروض بحيث يتعارض مع الأهداف الإسلامية العليا ويشتت انتباه المؤمنين عن الإخلاص لله.
بالتالى، فإن المؤدين المحترفين بدوام كامل أقل قبولًا من الهواة غير المحترفين، ويعتبر قبول مكان ومناسبة العرض عاملاً مهمًا أيضًا فى الحكم على مشروعية الفنانين وجمهورهم. أخيرًا، يؤثر نوع الأشخاص الحاضرين أثناء الأداء على جواز فنانى الأداء وجمهورهم. ويمكن أن يكون نوعًا معينًا من الموسيقى مسموحًا به فى سياق واحد بينما يرفض فى ظروف أخرى. العزف على الدف، على سبيل المثال، مقبولًا إذا كان من قبل النساء فى حفل زفاف لكنه ممنوعًا إذا قام به الرجال فى سياق غير مقبول!
الرقص والأداء الحركى
مع أى حديث عن التصالح الدينى مع الرقص، فإن العلاقة بين الفن والترفيه والتسلية من جهة والسلطات الإسلامية وأحكامها من جهة أخرى «مشحونة»، فالتأثير العاطفى للموسيقى والغناء، والأثر «المفسد» للرقص والأفلام، والطبيعة «غير الشرعية» للصور البشرية كلها أمور حساسة لعلماء الدين، فيما يروج المتشددون دومًا أن الموسيقى وما يصاحبها من فنون تدمر الأخلاق العامة أو أنها شر خلقه الشيطان!
المناقشات الدينية حول الرقص أقل تفصيلاً فى التراث الإسلامى، وتتعامل بشكل مستقل مع طبيعة حالات النشوة الذهنية. ووفقًا للإمام الغزالى، فإن السلوك اللائق أثناء النشوة مرتبط بقواعد الزمان والمكان والشركة. علاوة على ذلك، إذا تغلبت النشوة على الإنسان وجعلته يتحرك دون إرادة، فهذا أمر لا يمكن تبريره. ومع ذلك، عند الإفاقة، يفضل السكون وضبط النفس، وهنا القاعدة العامة «إذا كانت اللذة التى تسبب الرقص جديرة بالثناء، وزادها الرقص وقويها، فالرقص حميد، ومع ذلك، صحيح أن ممارسة الرقص لا تليق بمكانة الشخصيات البارزة التى تكون قدوة لأنها فى أغلب الأحيان تنبع من اللعب والرياضة».
عندما سئل الشيخ محمد متولى الشعراوى، عن حكم الدين فى الرقص عمومًا، فأجاب بأن الرقص يكون حلالًا إذا كان فيه ستر للعورة، أما إذا كان فيه كشف للعورة فهو حرام، تلك الفتوى التى أفتاها الشيخ الشعراوى، كانت موجزة ومقتضبة، ووضعت الفتوى فى مكانها الصحيح، فالحقيقة أن الفقه تصالح مع كل أشكال الإبداع خاصة الرقص وفنون بشرط عدم الابتذال.
ووفقًا لعدد من الفتاوى التى صدرت عن علماء معاصرين، فإن الفقه وضع قواعد لإباحة الرقص بالصورة التى تتفق مع روح الدين الإسلامى، ووصفوا الرقص بأنه التمايل والخفض والرفع بحركات موزونة، وهو جائز، ومنه ما يكون للأطفال وما يكون فى الأعياد، ومنه ما يكون مصاحبًا للذكر، ومنه ما يكون من المرأة بحضرة أجانب، فما كان للأطفال بمعنى أن أم الطفل ترقصه للمداعبة والترويح عنه فلا حرج فيه، حيث جاء فى الحديث أن فاطمة، رضى الله عنها، كانت تزفن الحسن أى ترقصه، وكان طفلا صغيرا.
وما كان فى الأعياد فهو مباح، فعن عائشة رضى الله عنها قالت: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جالسا فسمعنا لغطا وصوت صبيان، فقام رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإذا الحبشة ترقص والصبيان حولها فقال: «يا عائشة تعالى فانظرى». وهذا مباح كما قلنا، ما لم يخرج عن حد الاعتدال، وما لم يصاحبه أمر محرم كشرب خمر أو قمار أو معازف، وأما رقص المرأة فإن كان أمام زوجها فقط فلا حرج فيه على كل حال وكذا إن كان أمام نساء وهى ساترة لبدنها فلا حرج فيه أيضا.
أما فيما يخص فن الباليه، فبحسب موقع «دار الإفتاء» فإن ما يسمى برقص «الباليه» وهو يقوم على الرشاقة والخفة والقدرة على الحركة والتثنى والارتفاع والانخفاض بسرعة وتفوق، فإذا كانت المرأة تفعل ذلك فى ناد مغلق على النساء، ولا يشهده الرجال، فلا حرج فى ذلك، فهو ضرب من ضروب الرياضة، ما لم يكن فيه كشف لعورة محرمة.
التمثيل وفنون الأداء الحركى هى الأخرى تصالح معها الإسلام، ووفقا لفتوى أصدرها أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية الشيخ محمد عبدالسميع، إن التمثيل مهنة مثل كثير من المهن يعتريها أحكام، فإذا كانت فى ممارساتها تدعو إلى الخير وتأمر الناس بمكارم الأخلاق والفضيلة وليس فيها مخالفة لأحكام الشرع فهى جائزة ومالها حلال.
وأوضح «لدينا فى مصر الكثير من الفنانين العظام الذين كان لهم رسالة وغاية وهدف وأفادوا الناس وحين يقومون بأعمال درامية أو مسرحية أو أفلام تجد فيها رسالة يوجهها للمجتمع، دون أن يكون فى مشاهده ابتذال أو يكون فى مشاهده ابتذال أو تعرض لما يغضب الله عز وجل، أو إغواء الناس وإغراء، أما الرسالة المبتذلة والمعانى القبيحة والدعوة لشرب الخمر فهذا لا يكون صحيح وغير جائز وماله فيه شبهة».
التاريخ الإسلامى فى النهاية وقف بوجه متصالح مع الفنون، ورغم أهوال التحريم والترهيب، ظل الفن صامدًا، وأصبح كل مجال من مجالات الإبداع له مظهره الذى يتوافق مع روح الإسلام السمحة، ومع رؤى الرسول الجمالية، وجوهر الدين الحنيف، ومع ذلك فإن معظم أشكال وسياقات الفن والترفيه فى مصر الحالية لا تزال مثيرة للجدل خاصة بالنسبة للنساء كممثلات، ويتعرضن لموجات من الهجوم من الأصوليين الإسلاميين، والمحافظين والمتشددين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة