هى جميلة الروح وطيبة الملامح وتعكس قسمات وجهها سمة التسامح الذى يغلب على كل أبناء الواحات الداخلة بمحافظة الوادى الجديد ولديها مواهب فنية بالفطرة ظلت تتنامى لديها حتى اكتملت وتجلت فى صورة ابداعية جعلتها تضفى ملامح الحياة على الحجر الرملى الأصم فتذوب حبيباته بين أناملها فتصنع منها قطعا فنيا تجسد ملامح الحياة الأصيلة والتراث الرصين لواحات الجمال والخير.
انها فنانة الصحراء أمل منصور ابنة مدينة موط بالداخلة وهى قصة كفاح مهنى وإبداع فنى يعكس مكانة المرأة الواحاتية وتفردها بالمشاركة فى إبراز جمال الحياة فى الواحات وكيفية استغلال الخامات البيئية ومكونات الطبيعة فى انتاج قيما فنيا تستحق الاقتناء فهى مصنوعة من احجار رملية نادرة صنعتها الطبيعة الالهية فى صحراء الوادى الجديد فهى تخرج فى رحلات للبحث عن تلك الأنواع من الأحجار بألوانها الفريدة وتشكيلاتها الرملية المبهرة وتقوم بنحتها على شكل تماثيل ونماذج من الحياة القديمة فتكاد تنطق بالجمال حياة.
وكانت أمل منصور تعيش طفولتها فى القاهرة ودرست فى كلية الفنون الجميلة فى القاهره قسم نحت شعبة النحت الميدانى وتتلمذت على يد الدكتور محمد وشاحى والكثير من عظماء فنانين النحت والفن التشكيلى حيث استفادت من توجيهاتهم فى صقل موهبتها الفنية التى تنامت بداخلها واستثمرت تلك المعايير الفنية فى استكمال شخصيتها الفنية الكامنة داخلها انتظارا للفرصة التى تمكنها من إستخراج إبداعها وتصديره فى صورة انتاج فنى متفرد وغر تقليدى.
وشأن أى فتاة استكملت منصور دراستها حتى تخرجت وتزوجت وعادت للحياة فى الواحات الداخله وحصلت على فرصة عملت فى مجال التدريس بقطاع التربية والتعليم فى نطاق تخصصها الفنى مدرس للتربية الفنية وظلت تكافح فى رحلتها الوظيفية حتى ترقت لوظيفة موجه أول للتربية الفنية ولها فضل كبير فى اكتشاف العديد من النماذج الطلابية من الموهوبين وحققت مراكز أولى على مستوى الجمهورية فى تخصصها الفنى بالتعاون مع كافة الإدارات المختصة بقطاع التربية والتعليم.
وقالت أمل منصور فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أنها بدأت رحلتها مع النحت على الحجر الرملى فى عام 2007 وذلك أثناء مشاركتها فى رحلة سفارى عبر الجبال والوديان وهناك تعرفت على الحجر الرملى وبدأت تستخدمه فى عملها الفنى وحاولت النحت عليه باستخدام منشار حدادى وقابلتها مشكله تفتت الحجر بين يديها وكانت نتائج تجربتها جيدة رغم صعوبة التعامل مع هذا النوع من الأحجار التى تحتاج لمعاملة خاصة حتى يستطيع الفنان أن ينتج العمل الفنى المراد نحته دون عناء وجهد قد ينتهى بتدمير القطعة الفنية قبل اكتمالها.
وأضافت أنها قررت أن تكثف من رحلات البحث عن الأحجار الرملية الصلبة وأيضا ذات الألوان النادرة والتى لاتتواجد إلا فى مناطق محددة تحتاج وقتا وجهدا وعناءً فى البحث عنها فهى كمن يبحث عن قطع من الجواهر بين الصحارى ووصلت إلى المناطق المتداخلة فى صحراء عجوله وصحراء بير الجبل وصحراء عزب القصر وصحراء تنيده حتى عثرت على بغيتها وبدأت فى جلب تلك الاحجار الرملية والبدء فى النحت عليها بأزاميل النحت بمقاسات مختلفه واستخدام السنفره وتقنيات أخرى لإخراج العمل الفنى فى أروع صوره.
وأكدت فنانة الصحراء أنها بدأت بتجسيد الحياة فى الواحة من شخصيات وطيور والحيوانات وإظهار تراث البيوت والمعمار فى البيئة المحيطة وبخامات بيئيه بسيطة وشاركت فى أول معرض لها وهو المعرض الدولى وكان عام 2016 وتم اكتشافها من قبل أسامه غزالى وليلى حسنى وضموها لمبادرة إبداع من مصر ثم المشاركه فى معرض كرافيتى ثم معرض تراثنا بنسخه ثم معرض ديارنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة