حكايتها مع الزمان .. أهم محطات الطفولة والحب فى حياة وردة الجزائرية

الإثنين، 17 مايو 2021 10:00 ص
حكايتها مع الزمان .. أهم محطات الطفولة والحب فى حياة وردة الجزائرية وردة الجزائرية
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم 9 سنوات على وفاة الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية التى رحلت عنا بجسدها فى مثل هذا اليوم الموافق 5 مايو من عام 2012 ولكن سيبقى فنها يمتع الملايين الذين عشقوا صوتها من كل بلاد المشرق والمغرب.

وردة الجزائرية صاحبة التاريخ الفنى الطويل والتى يعشق صوتها الملايين من كل الأجيال وهى إحدى أكبر وأشهر مطربات العالم العربى اللاتى حققن شهرة واسعة ووصلت شهرتها للعالم وغنت على أكبر مسارحه.

ولدت وردة الجزائرية فى 22 يوليو عام 1939 وعاشت طفولتها الأولى فى فرنسا حيث كان والدها جزائرى الجنسية من عائلة فتوحى ووالدتها تنتمى لعائلة يموت اللبنانية.

وقد لا يعرف الكثيرون أن وردة الجزائرية كانت فى طفولتها لا تتقن اللغة العربية لأنها نشأت فى فرنسا.

وفى عدد نادر من مجلة الموعد صدر عام 1975 تحدثت وردة الجزائرية عن قصة اكتشافها وهى طفلة فى باريس حيث كانت تهوى الغناء منذ نعومة أظفارها وتغنى أحيانا فى مطعم يمتلكه والدها بالعاصمة الفرنسية، وكان من أهم الذين اكتشفوا صوتها وقدموا موهبتها أحمد التيجانى الذى كان يعمل فى باريس فى شركة ماركونى للاسطوانات وكان يعمل فى القسم العربى بإذاعة باريس ويعمل فى برنامج لتقديم مواهب الأطفال.

وذات يوم قدم له الموسيقى التونسى زكى طريف طفلة صغيرة دون سن العاشرة تتمتع بمواهب غنائية كبيرة سمعها تغنى أغانى أم كلثوم فى مطعم والدها فى باريس فذهب التيجانى لسماعها، وذهب للمطعم وتعرف على والدها.

وعندما وصلت الطفلة من المدرسة طلب منها والدها أن تغنى فقفزت على الكرسى وغنت أغنية "ما قاللى وقلت له" وأعجب التيجانى بموهبتها وعرض هو وطريف على محمد فتوحى والد وردة أن يسمح لها بأن تغنى فى الإذاعة ووافق الأب.

كانت المشكلة الأولى التى واجهت الطفلة وردة ومكتشفيها أنها لم تكن تعرف القراءة والكتابة باللغة العربية وكانت تتقن الفرنسية ، فاضطروا لكتابة الأغانى العربية لها بالحروف اللاتينية، وأدركت وردة بذكائها ضرورة أن تتقن اللغة العربية وعكفت مع شقيقها حميدو على دراستها، وبالفعل أتقنتها خلال 10 شهور.

ثم غنت أول أغنية تونسية خاصة بها وطرحتها فى اسطوانة وحققت نجاحا كبيرا، ثم غنت عدد من الأغنيات من تلحين المطرب اللبنانى صابر الصفح وغنت عددا من الأغانى الجزائرية والمراكشية.

وخلال هذه الفترة وقبل ان تكمل وردة سن 11 عاما أتقنت غناء رائعة أم كلثوم ياظالمنى  وسجلتها بصوتها على أسطوانة لحساب شركة ماركونى وزعت هذه الاسطوانة حتى أن الكثيرين ممن استمعوا لها اعتقدوا أن الاسطوانة بصوت أم كلثوم.

وبعد إعلان استقلال الجزائر سافرت وردة وعائلتها إلى بلدها وكانت أول مرة ترى فيها بلدها وشعرت بحماسة شديدة وحب كبير لوطنها وهى تغنى للعمال  فى العيد الرابع للاستقلال وأخذت تهتف بحماسة :" يحيا الجزائر".

غنت وردة الجزائرية بعد شهرتها لكبار الملحنين ومنهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ورياض السنباطى وفريد الأطرش والموجى وسيد مكاوى وغيرهم، ولكن يبقى ارتباطها بالموسيقار بليغ حمدى عاطفياً وفنياً أكبر تأثير فى مشوارها.

وبدأت علاقة وردة وبليغ حمدى قبل أن تراه حين استمعت الفتاة الجزائرية التي لم يتجاوز عمرها 16 عاما إلى أغنية "تخونوه" للفنان عبد الحليم حافظ من فيلم الوسادة الخالية، الذى شاهدته فى إحدى صالات السينما بفرنسا حينما كانت تقيم مع أسرتها هناك، أعجبتها الأغنية لدرجة جعلتها تتعلق بملحنها دون أن تراه، فعزمت على أن تلتقيه إذا سمحت الظروف.

وحانت لحظة اللقاء، حينما دعاها حلمى رفلة  للحضور إلى مصر، فشعرت وقتها بالسعادة لأنها ستلتقي بليغ حمدي، ملحن أغنية "تخونوه" التي تحبها.

وحكي الإعلامي الراحل وجدي الحكيم أن شرارة الحب انطلقت مع اللقاء الأول بين وردة وبليغ حمدي، عندما ذهب لتحفيظها أول لحن "يا نخلتين في العلالي" ، وقال الحكيم إن بليغ أخبره أنه لأول مرة يهتز حين يرى امرأة، عندما سلّم على وردة.

وأكد وجدى الحكيم أن بليغ اصطحبه هو ومجدى العمروسى كى يتقدم لخطبة وردة، لكن والدها رفض استقبالهم على باب المنزل.

ورغم رفض أسرة وردة زواجها من بليغ، ظل حبه لها مشتعلا، حتى بعدما عادت مع عائلتها للجزائر، وأصرّت أسرتها على زواجها من قريبها، وحتى بعدما أنجبت ابنيها وداد ورياض وابتعدت عن الفن، ومرّت عشر سنوات دون أمل.

بعد سنوات من ابتعاد وردة عن الفن، سافر عدد من الفنانين المصريين إلى الجزائر للاحتفال بعيد الاستقلال، فذهبت وردة للقائهم في الفندق، وكان من بين الحضور هدى سلطان ومحمد رشدي وبليغ حمدي، الذي أمسك بالعود وجاءته فكرة أغنية "العيون السود"، التى كتب عددا من أبياتها فى هذا التوقيت، وبعدها بعام ونصف العام انفصلت وردة عن زوجها، وعادت إلى مصر وغنّت "العيون السود" فى 1972، التى أكمل كتابتها الشاعر محمد حمزة بأفكار بليغ، وقال عنها وجدى الحكيم إنها جسدت قصة حب وردة وبليغ وعبر فيها العاشق الولهان عن مشاعره.

وبعدما عادت وردة إلى مصر تُوجِّت قصة الحب بالزواج، إذ عُقد القران في منزل الفنانة نجوى فؤاد، وغنّى فيه العندليب الأسمر أغنية "مبروك عليك يا معجبانى"، واستمر زواج وردة وبليغ 6 سنوات.

وغنّت وردة أجمل أغانيها من ألحان بليغ، ومنها: العيون السود، وخلّيك هنا، وحكايتي مع الزمان، واشتروني، وغيرها.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة