قبل أيام، انتهت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، من مشروع ترميم قبة السلطان قانصوه أبو سعيد بالقرافة الشرقية للمماليك وتنسيق الموقع العام لها.
عمليات الترميم الإنشائي والمعماري للقبة تضمنت تدعيم الحوائط والأساسات، وأعمال تنظيف وترميم واجهات القبة الأربعة ومنطقة انتقال خوذة القبة وهلالها النحاسي، وتركيب الشبابيك الجصية المعشقة بالزجاج الملون لتغشية شبابيك رقبة القبة والقندليات مما أضفى على القبة وأنارتها من الداخل طابعها الأصيل بألوان ساهمت في اظهار عناصرها المعمارية بشكل مميز.
كما تم تركيب نظام إضاءة جديد داخلية وخارجية للقبة، بالإضافة الى أعمال الترميم الدقيق حيث تم الانتهاء من ترميم المحراب والقبة من الداخل، وكافة الرنوك والأشرطة الكتابية المزخرفة بهم وتنظيفها وتثبيت ألوانها وإظهارها، مع مراعاة الأصول الفنية والأثرية المتبعة.
ومن أمام القبة التقت اليوم السابع مع الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، والذي روى قصتها حيث قال إن قبة السلطان قانصوه أبو سعيد أنشئت عام904 هجرية /١٤٩٨ميلادية علي يد السلطان المملوكى الجركسي قانصوة أبو سعيد فى نفس عام تسلمه للسلطنة لتكون مدفنا له. ولكنها عرفت مؤخرا "بقبة الغفير" لأنها كان تستخدم كسكن لحارس المنطقة "الغفير" وسميت الترب التي تقع حولها بنفس الاسم "ترب الغفير".
الدكتور أسامة طلعت والزميل محمد أسعد
أضاف الدكتور أسامة طلعت، أن القبة تتوسط طريق محور الفردوس المستحدث، والذي "جاء علينا بالخير" وفقا لقوله لأنه تم الاتفاق على تطوير القبة وإعادتها لجمالها ورنقها مع وضع خطط إنشاء المحور، حيث عاد الأثر في أبهى صوره مع إبراز عناصر جماله وإبداعه، مشيرًا إلى أن أعمال الترميم ليس فقط محاولة لإعادة الأثر لما كان عليه، ولكن أيضًا لإطالة عمره حتى تتسلمه الأجيال القادمة، والمكان المحيط به يليق بالأثر، موضحًا أن الآثار الإسلامية تشهد حاليًا عملية بعث مرة أخرى وعناية لم تشهدها من قبل، والدولة توفر كل الدعم المادي والعلمي لذلك.