تمر، اليوم، الذكرى الـ47 على تنفيذ الهند أول تفجير نووى لها بنجاح، وأطلق المسئولون عليه "ابتسامة بوذا"، وأصبحت بذلك سادس دولة تتحكم بالمفاعلات النووية فى العالم بعد الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة البريطانية والصين والاتحاد السوفيتى.
ويبدوا إطلاق الهند اسم المعبود القديم "بوذا" على أول تفجير نووى لها بالأمر الغريب، حيث دائما ما يرتبط بوذا بالتسامح، وبحسب الباحثين، لم يكن بوذا نبيا ولا صاحب دين، وإنما هو باحث فيلسوف مفكر، اعتنى بالناحية الأخلاقية والمبادئ أكثر من عنايته بالناحية العقدية، كما أن النفوس البشرية عند بوذا عرضة للتحول الدائم.
وبحسب كتاب "بوذا والفلسفة البوذية - جزء - 18 / سلسلة أعلام الفلاسفة" للدكتور كامل محمد محمد عويضة، فإن كلمة بوذا ليست اسما لعلم، ولكنها فى الأصل تعنى الحكيم، ثم أصبحت تطلق علما على جوماتا صاحب المذهب البوذى.
ويعد مذهب بوذا واحدا من المذاهب التى ظهرت فى شمال الهند كرد فعل عنيف ضد مغالاة الديانتين الجينية والهندوسية فى ابتداع طقوس معقدة قاسية لاسيما فى البرامج التى كان على الأفراد اتباعها فى التقشف والتصوف، ومنها على سبيل المثال اليوجا القاسية، ولم يكن بوذا فى المبدأ إلا واحدا ممن عارضوا الطقوس المعقدة الهندوسية، بالتحرير من سلطة "الفيدا" ورفض الاعتراف بأى أساس ثابت فى العالم.
ومن آراء بوذا، أنه كان يرى فى الشهوات الحسية العدو الأول الذى يحب قهره، لكنه كما رفض المبالغة فى الانغماس فى المتع الحسية، رفض أيضا المبالغة فى الحرمان ومجالدة النفس، ونأى بطريق وسط بين هذين الطريقين المسرفين يوصل إلى "النرفانا" أو حالة الراحة النفسية، ولكن لكى ينعم الفرد بالراحة النفسية عليه أن يصل إلى حالة الاستنارة أو الحكمة.
لكن على الرغم من حكمة وتسامح "بوذا" لكن وزارة الشؤون الخارجية قامت بإطلاق اسمه على (تجربة بوكران الأولى) كان الاسم الرمزى المخصص لأول اختبار ناجح للقنبلة النووية فى الهند فى 18 مايو 1974. فُجّرت القنبلة فى قاعدة أرض اختبار بوكران (بّى تى آر) العسكرية فى راجستان من قِبل الجيش الهندى تحت إشراف العديد من جنرالات الهند الكبار.
كانت "تجربة بوكران الأولى" أول تجربة مؤكدة لأسلحة نووية أجرتها دولة ليست من الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ووصفت وزارة الشئون الخارجية الهندية، على الصعيد الرسمى، هذا الاختبار بأنه "تفجير نووى سلمى"، وأُجريت سلسلة من التجارب النووية عام 1998 تحت اسم "تجربة بوكران الثانية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة