رغم اعتراض الكثير من الجمهوريين على سياسات الرئيس الأمريكى، خاصة تلك المتعلقة بالاقتصاد، نجح جو بايدن فى إقناع شريحة كبيرة منهم بخطته للبنية التحتية الضخمة والتى يحتاج إلى دعم الحزبين لتمريرها عبر الكونجرس، مما يزيد من إمكانية تمريرها ولكن ربما بعد إضفاء الجمهوريين لبعض التعديلات.
وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن إمكانية تمرير الرئيس الأمريكى جو بايدن لمشروع قانون رئيسى للبنية التحتية من خلال الكونجرس بدعم من الحزبين آخذة فى الارتفاع الآن، على الرغم من أن الخلافات حول التمويل لا تزال قائمة وربما تفسد الصفقة.
وأوضحت الوكالة أن الجمهوريين من المقرر أن يقدموا فى مجلس الشيوخ عرضًا منقحًا لحزمة تشمل الطرق والمواصلات العامة والمطارات وسيعرضونها على البيت الأبيض أمس الاثنين.
وخلال الحملة الرئاسية فى العام الماضى، تعهد بايدن باستعادة الشراكة بين الحزبين. ومع ذلك ربما تؤثر هذه الخطوة على التوقعات لبقية رؤيته الاقتصادية حيث يريد توسع كاسح للحكومة الفيدرالية فى تقديم الدعم لملايين الأمريكيين ذوى الدخل المنخفض، بتمويل من ضرائب أعلى على الشركات والأثرياء.
واعتبرت الوكالة أن استراتيجية المسار المزدوج لبايدن ربما تسمح له الوفاء بوعوده للعمل مع الجمهوريين ، وستمنح المشرعين الوسطيين والمقاطعات المتأرجحة في حزبه الإنجاز الحزبي الذي يتوقون إليه مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي لعام 2022.
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن بايدن أحرز تقدمًا في جهود التسوية لتمرير فاتورة البنية التحتية البالغة 2 تريليون دولار حيث عقد اجتماعات فردية ومناقشات جماعية مع أعضاء من كلا الحزبين على مدار الأيام الماضية.
وأوضحت الصحيفة أن بايدن تعهد ببذل قصارى جهده للعمل مع الجمهوريين، وفى الوقت الحالى، يرى هو والمشرعون المحافظون أن تمرير مشروع قانون البنية التحتية لا يزال ممكنا.
وقالت إنه إذا نجح فى تمرير هذه الحزمة، فسيكون ذلك بمثابة خطوة مهمة إلى الأمام بالنسبة للرئيس الأمريكى لتمرير جزء كبير من جدول أعماله التشريعى الذى يهدف إلى إطلاق شرارة انتعاش الاقتصاد الأمريكى المتضرر من الوباء.
وعقد فريق بايدن مقارنات مع جهود فرانكلين روزفلت لإخراج أمريكا من الكساد الكبير من خلال البرامج الحكومية ومشاريع الأشغال العامة الكبيرة، وفقا للصحيفة.
وخلال الأسبوع الماضى، انخرط بايدن فى اجتماعات فردية ومناقشات جماعية مع كبار المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين فى الكونجرس، والأعضاء الأكثر تحفظًا فى الحزب الديمقراطي. وقالت الصحيفة أن كانت تلك المناقشات كانت التحرك الأكثر وضوحًا بين مسئولى بايدن والجمهوريين بشأن التوصل إلى صفقة بنية تحتية، حيث يتطلع الرئيس إلى تمرير خطة الوظائف الأمريكية التى تبلغ قيمتها حوالى 2 تريليون دولار.
ووعد بايدن بالعمل مع الجمهوريين، وقالت الصحيفة إنه لسنوات، كان الجمهوريون والديمقراطيون يتذمرون من عدم قيام إدارة ما بدفع الحزبين للموافقة على تحديث الطرق والجسور والنقل والشبكة الكهربائية فى البلاد، وهو ما يحاول بايدن فعله الآن.
والتقى بايدن يوم الخميس بخمسة أعضاء جمهوريين فى مجلس الشيوخ ساعدوا فى قيادة المفاوضات إلى جانب وزير النقل بيت بوتيجيج ووزيرة التجارة جينا ريموندو.
ودافع الرئيس الأمريكى فى كثير من الأحيان، عن خطته الاستثمارية الضخمة لتحديث البنى التحتية، مشددا على أن تنفيذها لا بد منه لتمكين الولايات المتحدة من الحفاظ على مكانتها الريادية فى العالم فى مواجهة الصين.
وقال بايدن فى خطاب ألقاه "إن الهدف هو إعادة بناء أمريكا، وتعزيز اقتصادنا حتى نتمكن من أن نكون أكثر قدرة على المنافسة فى جميع أنحاء العالم"، محذرا من أن الصينيين يستثمرون مئات مليارات الدولارات.. وأضاف أن الحقيقة هى أننا فشلنا على مدى نصف قرن، لم نستثمر المبالغ اللازمة فى البنى التحتية.
وأوضح أنه يعتزم تمويل هذه الخطة التى يستغرق تنفيذها ثمانى سنوات، من خلال زيادة الضرائب على الشركات من 21 % إلى 28 %.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة