كان لمحافظة القاهرة تجربة فريدة لمعالجة مشاكل فرز مخلفات القمامة فى الشوارع وتوفير فرص عمل للشباب فى نفس الوقت، وهى إنشاء منافذ لشراء المخلفات الصلبة للقمامة، بعدة مناطق بالعاصمة، حيث تم إنشاء ما يقرب من 26 منفذا يعمل به أكثر من 60 شخصا على الأقل بشكل مباشر، بالإضافة إلى نشر فكرة الفصل من المنبع لمخلفات القمامة وهو ما انعكس على عمليات الفرز فى الشوارع بجوار صناديق القمامة والتى كان يقوم بها "النباشين".
هذه الفكرة بدأت محافظة القاهرة تطبيقها منذ 5 سنوات تقريبا، ولكن أين وصل مشروع الفرز من المنبع، وما هو حال أصحاب تلك المنافذ بعد هذه المدة، خاصة أنهم واجهوا عددا كبيرا من المشاكل على مدار 5 سنوات بالإضافة إلى محاربة جامعى القمامة لهم.
على مدار 5 سنوات واجه أصحاب منافذ شراء مخلفات القمامة الصلبة عدد من المشاكل والتحديات كان أهمها رفع قيمة الإيجار الشهرى بالإضافة إلى وقوع البعض فى مسار أعمال التطوير التى تم تنفيذها بشوارع العاصمة والتى استدعت نقل وإزالة عدد كبير من الأكشاك المنتشرة بالشوارع ومن بينها منافذ شراء "مخلفات القمامة".
فى البداية كان أصحاب المنافذ يدفعون 600 جنيه فى الـ6 أشهر إيجار للمنفذ، ثم تم مضاعفتها لـ ألف جنيه ثم 2000 جنيه تدفع كل شهر، ما زاد العبء على أصحابها فضلا عن دفعهم عداد كهرباء وتجهيزات للمنفذ، وهو ما عجز الكثير عنه خاصة أصحاب الأكشاك الموجودة فى المناطق الشعبية التى لا تمثل دخلا كبيرا لأصحابها مثل الأحياء الراقية التى يكثر بها المخلفات الصلبة مثل "الكانز – زجاجات المياه الفارغة".
يقول عيد حسين، صاحب منفذ بحى المطرية شرق القاهرة، أنه تعرض لخسائر تقارب الـ70 ألف جنيه أنفقها على تجهيزات المنفذ، ثم أصدر الحى قرار بنقله لمنطقة تقاطع شارع الترولى مع شارع الغزالى، ليكتشف أن المكان عبارة عن مقلب للقمامة يديره "غنام" يستغل تجميع القمامة لتغذية الأغنام عليها، بالإضافة إلى أنه تم منعه من قبل "الغنام" من إنشاء منفذه بالمنطقة، ما جعله يتوقف عن إعادة إنشاء المنفذ مرة أخرى وتوقف عن العمل منذ عدة أشهر، مطالبا المحافظة بتوفير مكان بديل له، قائلا: أنفقت ما يقرب من 70 ألف جنيه على التجهيزات والمعدات وعشمان أن المشروع يكسب لتعويض الخسائر.
وأكد كريم خضر أنه فقد منفذه الذى وقع فى مسار أعمال التطوير التى تم تنفيذها بتقاطع شارع عباس العقاد مع شارع البطراوى بمدينة نصر، ولكنه لم يحصل على موقع بديل لنقل المنفذ، مؤكدا أنه خسر ما يقرب من 70 ألف جنيه، قائلا: تجهيز المنفذ كلفنى 45 ألف وكان عليا مديونية 12 ألف للحى ودفعتهم رغم أن المنفذ كان متوقف عن العمل، بالإضافة إلى 14 ألف جنيه قيمة تجهيزات وعدادات الكهرباء.
وفى السياق أغلق حمدى مهدى منفذه بشارع عبدالله العربى بالحى السابع بسبب وقوعه بمسار أعمال تطوير الشارع، بينما ما زال يعمل منفذه الأخر بشارع السبأ بمصر الجديدة كما أغلق منفذ شبرا مصر بميدان الخلفاوى ومنفذ الألف مسكن، والسفارات بمدينة نصر أمام هيئة الاستثمار، وغيرهم الكثير.
بينما أكد عمرو الفسخانى، صاحب منفذ شراء مخلفات القمامة الصلبة، بميدان المسلة بحى المطرية، أن الحى أنذره بإزالة المنفذ نظرا لأعمال التطوير الجارية بالشارع، دون أن يوفروا له بديل لنقل منفذه، مشيرا إلى أنه بسبب مضاعفة الإيجار الشهرى لـ ألفين جنيه تراكمت عليه المديونية .
من جانبه أكد المهندس سيد الرفاعى المسئول عن منافذ شراء مخلفات القمامة الصلبة بمحافظة القاهرة، أن عدد منافذ شراء المخلفات الصلبة قل لـ8 منافذ حتى الأن وهم 2 بالمطرية و3 بمصر الجديدة و2 بمدينة نصر و1 بحدائق القبة.