كان وباء الموت الأسود قد استكمل مساره بحلول أوائل خمسينيات القرن الثالث عشر، لكن ظهر الطاعون مرة أخرى على مدار عدة قرون، وخففت ممارسات الصرف الصحى والصحة العامة الحديثة بشكل كبير من تأثير المرض، لكنها لم تقض عليه، فى حين أن المضادات الحيوية متوفرة لعلاج الموت الأسود، فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية لايزال هناك من 1000 إلى 3000 حالة طاعون كل عام.
وصل الموت الأسود الوباء العالمى المدمر، الذى ضرب أوروبا وآسيا فى منتصف القرن الثالث عشر الميلادى، إلى أوروبا فى أكتوبر 1347، عندما رست 12 سفينة من البحر الأسود فى ميناء ميسينا الصقلى، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع هيستورى.
قوبل الناس المتجمعون على الأرصفة بمفاجأة مروعة: معظم البحارة على متن السفن ماتوا، وأولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة يعانون من مرض خطير وأجسادهم مغطاة بالدمامل السوداء التى تنضح بالدماء والصديد.
وأمرت السلطات الصقلية على عجل بإخراج أسطول "سفن الموت" من الميناء، لكن الأوان كان قد فات، وعلى مدى السنوات الخمس التالية، قتل الموت الأسود أكثر من 20 مليون شخص فى أوروبا - ما يقرب من ثلث سكان القارة.
حتى قبل وصول "سفن الموت" إلى ميناء ميسينا، كان العديد من الأوروبيين قد سمعوا شائعات عن "وباء عظيم" كان يشق طريقًا مميتًا عبر طرق التجارة فى الشرقين الأدنى والأقصى، وفى أوائل أربعينيات القرن الرابع عشر، أصاب المرض الصين والهند وبلاد فارس وسوريا ومصر.