ذائقة الموت لـ محمود الكردوسى رواية عن الصعيد الجوانى وأساطيره.. العمل الأدبى يحكى عن الحياة والموت والصراع والثأر.. الكردوسى يعيد صياغة حكايات الجنوب في صبر ولم يتخل عن جمال اللغة

الإثنين، 24 مايو 2021 05:32 م
ذائقة الموت لـ محمود الكردوسى رواية عن الصعيد الجوانى وأساطيره..  العمل الأدبى يحكى عن الحياة والموت والصراع والثأر..  الكردوسى يعيد صياغة حكايات الجنوب في صبر ولم يتخل عن جمال اللغة ذائقة الموت لـ محمود الكردوسى رواية عن الصعيد الجوانى وأساطيره
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمود الكردوسى، كاتب صحفى كبير، وقد خاض مؤخرًا فنًا أدبيًا هو فن الرواية، حيث صدرت له عن دار العين للنشر والتوزيع رواية "ذائقة الموت"، وفيها دخل "الكردوسى" إلى عالم يعرفه جيدًا هو عالم الصعيد.

ومن أجواء الرواية نقرأ

"لم تكن هناك حياة.

يقول بعض سكان الوادى: منذ ثلاثمائة عام، ويقول آخرون: بل منذ ثلاثمائة ألف عام، كانت هناك ربوة ضبابية ملتهبة تسبح في خلاء موحش، وتحيط بها غابة حلفا غارقة في مياه آسنة، لا يجرح سكونها سوى خليط من أصوات غامضة، مخيفة.
وتبد النجوم في ظلمتها الحالكة أسرابا من الأرواح الشريرة يلاحق بعضها بعضا. كانت الغابة سياجا يحمى سكان الوادى في صعيد مصر من غارات العربان".
 
ذائقة الموت
 
لا يمكن القول إن الرواية ذات صبغة محلية، إلا لو كنا نقصد بالمحلية معنى الأصالة، فمحمود الكردوسى يكتب عن عالم هو جزء منه، عاشه في صغره وعرف حكاياته، فكلمتا الموت والحياة في مجتمع الصعيد الذى ينتمى إليه الكردوسى لهما دلالة ومعنى، يعرفه من تشكل وعيه على ذلك.
 
وكان محمود الكردوسى قد ذكر فى تصريحات صحفية سابقة عن عالم الرواية فقال إنها "تتحدث عن الثأر بوصفه تجليا للكبرياء والنخوة وليس قتلا مجانيا، عن الجنازات والعديد بوصفها تعبيرا مبدعا عن الاحتفاء بالموت، وعن الموت باعتباره حياة وقدس أقداس، وفى الرواية أيضا طغاة وملائكة، حب وعلاقات محرمة، أقباط ومسلمون، متصوفون وكفرة، عبيد وأسياد، وفيها طموح مدمر وصراعات بداوة ونزق طبقي، هذه الرواية أعادت الصعيد إلى قلبى حبا وكرها بعد أن كادت العاصمة أن تضيعه وتضيعني".
 
 
 وعن الرواية قال الكاتب الدكتور خالد منتصر في مقالة له بعنوان "ذائقة الموت" والكاتب الصحفى محمود الكردوسى واحد من هؤلاء الذين يمتلكون الحس الروائى واللغة الرشيقة والخيال الجامح والتفكير بالصورة ورؤية المدفون والمطمور أسفل تراب العادة وطمى المألوف، وفوق هذا وذاك هو ابن الصعيد، هذه البقعة من العالم التى اختزنت فى نواتها أساطير العالم بحكمتها الموجعة وخرافاتها المدهشة، واختزلت فى حكاياتها عصارة الكون بكل أعاصيره العاصفة وسكونه الغامض، لذلك سعدت بصدور روايته العذبة ذائقة الموت عن دار العين للنشر، واحتفيت بلحظات انفلات المبدع من قبضة الصحفي، والهروب من لهاث الديسك والسبق والمانشيت إلى تروى الحلم وتمهل النسج الروائى والسبك القصصي، رواية تحس أنها فى بعض الفصول قد كتبت بأظافر تخدش وتعرى لحم الزيف لتكشف عرى الحقيقة الكامن فى الأحشاء، وفى البعض الآخر تشعر أنها قد كتبت بقوس كمان يطبطب بالموسيقى على قلب من يعيشون على الكفاف، رواية يحضر فيها الجنس والموت بنفس الكثافة والسخونة والحميمية، كأننا نعيش مارشاً جنائزياً فى ليلة حمراء، رواية يتجاور فيها الدين بعمقه وتوغله ورتوش الطائفية واحتكار السماء إلى جانب رقص الغوازى وحلقات الذكر وانحرافات الخطيئة، يصف بيوت فقراء الصعيد وآلامهم وأوجاعهم وصراعاتهم وكأنه يحمل جهاز أشعة رنين مغناطيسى يكشف المخبوء، هناك فقرات هى أقرب للشعر بروح الأبنودى وأمل دنقل.
 
بالفعل على الرغم من الحكاية المشوقة ولكن محمود الكردوسى لم يسمح للقصة بأن تطغى على الفن،  فجاءت  اللغة ممسكا ببعضها في جمال وفتون، كما حرص على إلقاء الضوء صورة واضحة على دنيا وأساطير وحكايات وتراث نكاد نكون قد ودعناه تماما، أوتلاشى خلف المدنية  الطاغية .









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة