أصغر مامي.. هاشتاج جديد ظهر على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" شاركت الكثير من الفتيات تجاربهن مع الزواج في سن مبكرة، تلك الزيجات التي انتهت أغلبها بالفشل والانفصال بسبب صغر عمرهن، وعدم امتلاكهن للقدرة الكافية سواء على تحمل المسئولية أو اختيار شريك حياة مناسب، وأب جيد لأطفالهن، ليثير هذا الهاشتاج قضية السن المناسب لزواج الفتيات، وإليكم بعض الآراء.
قالت "مريم" وهي أم لطفلين ومنفصلة عن زوجها: "أنا اتجوزت وأنا عندي 18 سنة، وانفصلت بعد 3 سنين، وكانت النتيجة إني معايا طفلين دلوقتي عمرهم 6 و5 سنين، بشوف إنهم عوضي في الدنيا، والفرحة اللي ربنا رزقني بيها وبحمد ربنا عليهم."
هاشتاج أصغر مامي
"قعدة الخزانة ولا الجوازة الندامة".. مثل شعبي قديم تتخذه السيدة "أمال" شعارًا لها في التعامل مع ابنتها، وهي أم ستينية، ولديها فتاة تبلغ من العمر 30 عامًا وما زالت مخطوبة، وعن ذلك تقول: "الجواز بدري بيجيب مشاكل كتير في حياة البنت، عشان كده ما استعجلتش على جواز بنتي لحد ما جالها الراجل المناسب اللي يستاهلها، وبدعي ربنا يفرحني بيها قريب."
وشاركت فتاة أخرى تدعى "مروة" تجربتها مع الزواج في سن صغيرة قائلة: "اتجوزت وأنا عندي 18 سنة، وانفصلت بعد 9 سنين، وابني دلوقتي عنده 10 سنين، وطلعت من جوازتي بشنطة هدومي"، وقدمت نصيحة للفتيات المقبلات على الزواج قائلة: "اوعي تتجوزي في سن صغير بعيد عن إن انتي ممكن ترضي بالواقع وتفتكري إنه طبيعي، وانتي في الحقيقة بتظلمي نفسك."
هاشتاج أصغر مامي
"عيشوا مراحل حياتكم بالترتيب وبلاش تستعجلوا"، كانت هذه هي نصيحة "منى" التي مارست الأمومة وهي في عمر صغيرة، حيث تزوجت وهي فتاة تبلغ من العمر 18 عامًا، وانفصلت سريعًا، وأضافت أنه رغم جمال شعور الأمومة، ولكنه يصبح أجمل في حال نضج المرأة وفهمها مسئولية الزواج والأمومة.
هاشتاج أصغر مامي
وأخيرًا كانت تجربة "سماح" مختلفة، فلم تنتهي بالانفصال كغيرها، حيث توفي زوجها بعد 8 سنوات من الزواج عقب عودته من الجيم، ورغم أن زوجها كان رجلًا صالحًا، إلا أنها لن تقبل بأن تمر ابنتها بنفس التجربة، وعن قصتها قالت: "أنا كنت بشتغل من وأنا عندي 16 سنة في شركة كويسة، وماما خافت عليا لأن سني صغير ومعايا فلوس، عشان كدا كانت عاوزة تجوزني عشان تطمن عليا، وبالفعل بعد سنتين أتقدم زوجي الله يرحمه ووافقت عشان مكانش فيه عيب، وبقيت أم لطفلين وأنا عندي 20 سنة، وأجلت امتحان البكالوريوس مضطرة لمدة سنتين عشان الولادة."
وعن رأيها في الزواج المبكر بعد التجربة التي مرت بها قالت: "عمري ما هعمل في بنتي كدا، لازم تعيش كل سن بمرحلته، أنا ما عيشتش فترة مراهقتي، وشيلت مسئولية بيت وأطفال وأنا صغيرة."
وفي هذا الصدد تقول الدكتورة أسماء عبد العظيم استشاري الصحة النفسية إن زواج الفتيات في سن صغيرة يكون بسبب اعتقاد الأهل بأنها كأنثى يمكنها القيام بمتطلبات الزواج بسبب ظهور ملامح الأنوثة عليها، وهذا يعد إجرامًا في حق الفتيات، أو الخوف من أن تصبح مطمعًا، حتى لو لم يتم التصريح مباشرة بذلك.
وتضيف أن ولي الأمر يعتقد أن زواج ابنته في سن صغيرة يكون للحفاظ عليها، دون أن يفكر أن الزواج يعني امرأة تعي المسئولية وقادرة على احتواء زوج والتصرف في المشاكل، ورغم أن ابنة العشرين قد تخطئ أيضًا في اتخاذ القرارات، إلا أن مرحلة 16 والـ 17 تكون الفتاة ما زالت طفلة في مرحلة المراهقة، وبالطبع ينتهي زواجها بالفشل، لأنه غالبًا أيضًا ما يكون هذا الزواج بالشخص غير المناسب، لأن الرجل السوي لن يفكر في الارتباط بفتيات في هذه السن، فإما أنه سيكون مراهق مثلها، أو رجل غير سوي نفسيًا يرغب في استعبداها، وهذا شكل من أشكال السادية لأنه يرغب في امرأة لا تعارضه في أي شيء وتخضع لأوامره فقط وليست زوجة تشاركه حياته.
زواج
ورغم أن قديمًا كان العرف هو تزويج الفتيات في سن صغيرة، إلا أن الأمر في الوقت الحالي مختلف كثيرًا، فلم يكن الاضطراب الفكري والثقافي منتشر وقتها، فالأب كان يربي بطريقة صحيحة دون أن يتدخل أحد في طريقة تربيته لأطفاله، على عكس الوقت الحالي، حيث يبث الأب أفكاره للابناء، بينما يبث المجتمع أفكارًا أخرى، وكذلك الإعلام، لذا يشعر الأطفال بالحيرة بسبب هذا التنوع الذي يؤدي إلى خلل، فضلًا عن انشغال بعض الأهل عنهم.
وعن السن المناسب للزواج قالت الدكتورة أسماء، إن الأمر يتم تحديده في الوقت الذي يشعر فيه الأهل بأن ابنتهم قادرة على تحمل المسئولية ونضجت فكريًا وذهنيًا وليس جسديًا فقط، وكذلك الشاب، وأن يكون لديهما رغبة وقدرة واستعداد لتكوين أسرة وحياة منفصلة، واختتمت حديثها قائلة: "لو كل طرف فيهم معندهوش القدرة على احتواء الطرف التاني وتحمل المسؤولية والمشاكل ما يدخلش حياة حد يخربها لأنها هتنتهي بطلاق."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة