البرازيلى إديسون أرانتيس دو ناسيمنتو المعروف عالميا بـ"بيليه" واحد من أساطير كرة قدم وإن لم يكن أعظمها على الإطلاق، حقق فى عالم الساحرة المستديرة كل شىء، سجل ما يفوق الألف هدف، صال وجال فى ساحات المونديال كما لم يفعل قبله أو بعده أحد.
ورغم أن الملايين من أبناء بلاده يعتبرونه بطلا قوميا، وأحد أهم بطاقات تعريف العالم على البرازيل، لكن آخرين أطلقوا عليه العم توم فى إشارة إلى خضوعه وعدم مشاركة آرائه السياسية عندما كان الحكم الديكتاتورى يفتك بالبرازيل، وكان بيليه وقتها ملكا متوجًا كلمة منه تغير الكثير.
فى ذروة تألق بيليه كان هناك رجلا أسمر آخر فى الشمال يسجل مواقف دونها التاريخ بأحرف من نور وهو محمد على كلاى، وقف وحيدًا أمام سياسات الولايات المتحدة وتحمل العواقب، بينما بيليه اختار الصمت واتبع سياسة الباب المفتوح مع الساسة وكان يدخل ويخرج فى سلام.
يدلل منتقدو بيليه أنه كان لديه الكثير ليفعله فى العديد من القضايا، فقد كانت أقدامه قادرة على إيقاف الحروب، وهذه ليست مبالغة إنما حقيقة جرت فى عام 1967 عندما ذهب بيليه مع فريقه لإقامة مباراة ودية فى نيجيريا، وكانت وقتها واقعة فى أهوال الحرب الأهلية بين فصيلين من شعبها.
إلا أن حضور بيليه كان له مفعول السحر أو أكبر، وكان كافيا لإعطاء هدنة من الحرب، وفى موقف أصاب العالم كله وقتها بالذهول، قرر الفصيلان المشاركان فى الحرب الأهلية النيجيرية وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، حتى يتمكنوا من مشاهدة بيليه، وهو يلعب مباراته الاستعراضية فى لاجوس، تخيل أن أقدام بيليه فعلت ذلك فماذا كان سيكون الوضع إذا تحدث وقتها وتبنى مواقف واضحة كما قال منتقدوه؟.