رفع وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكين شعار "المساهمات الأمريكية الكبيرة" لإعادة إعمار قطاع غزة فى محطته الأولى من زيارته الرسمية الأولى إلى الشرق الأوسط، حيث أكد وهو يتحدث إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده ستعمل على ضمان وصول المساعدات للفلسطينيين، مشيرا إلى أن كلا الجانبين تعرضا لخسائر "عميقة".
ويمثل لقاء بلينكين مع نتنياهو ومسئولين إسرائيليين كبار آخرين المحطة الأولى في جولته فى المنطقة والتى تشمل زيارة لإسرائيل والضفة الغربية ومصر والأردن.
بلينكين ونيتناهو
وقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن الجولة تأتي في أعقاب أسوأ أعمال عنف منذ سنوات، تسببت فى قتل ما لا يقل عن 248 فلسطينيا، من بينهم 66 طفلا، وفقا لمسئولي الصحة الفلسطينيين. وقُتل ما لا يقل عن 12 شخصًا في إسرائيل، من بينهم طفلان، وفقًا للجيش الإسرائيلي وخدمة الطوارئ.
واتفقت إسرائيل والفصائل الفلسطينية على وقف لإطلاق النار يوم الجمعة بوساطة مصرية بعد 11 يوما من الصراع.
كما التقى وزير الخارجية الرئيس الفلسطينى، محمود عباس والمسئولين الفلسطينيين رفيعى المستوى لبحث سبل تعزيز وقف إطلاق النار.
وقال بلينكين يوم الثلاثاء إنه سمع اعترافًا مشتركًا من جميع الأطراف بالحاجة إلى معالجة الظروف الأساسية التي تغذي الصراعات الإسرائيلية الفلسطينية خلال زيارته للقدس ومدينة رام الله بالضفة الغربية.
وصرح بلينكين للصحفيين خلال إيجاز صحفي بأنه قضى يومًا مثمرًا للغاية، مضيفًا أن القادة على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بحاجة إلى إجراء تحسينات حقيقية في حياة الناس.
بلينكين وعباس
من جانبها، أبرزت وكالة "الأسوشيتيد برس" إعلان بلينكين أن الولايات المتحدة ستعيد فتح قنصليتها في القدس في خطوة تعيد تعزيز العلاقات مع الفلسطينيين بعد أن عملت إدارة الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب على تقويضها.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن القنصلية لطالما عملت كمكتب مستقل مسئول عن العلاقات الدبلوماسية مع الفلسطينيين، لكن ترامب قلل من مستوى عملياتها ووضعها تحت سلطة السفير الأمريكى في إسرائيل عندما نقل السفارة إلى القدس المحتلة.
وآثارت خطوة ترامب حفيظة الفلسطينيين الذين يعتبرون القدس الشرقية أرضا محتلة وعاصمة لدولتهم المستقبلية.
بلينكين ومحمود عباس
ولم يذكر بلينكين موعدا دقيقا لإعادة فتح القنصلية. وأعلن هذه الخطوة بعد لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وقال "كما أخبرت الرئيس، أنا هنا للتأكيد على التزام الولايات المتحدة بإعادة بناء العلاقة مع السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، وهي علاقة مبنية على الاحترام المتبادل وكذلك على القناعة المشتركة بأن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء يستحقون المساواة فى الأمن والحرية والفرص والكرامة".
ووعد وزير الخارجية "بحشد الدعم الدولي" لمساعدة غزة في أعقاب الحرب. وأعلن لاحقًا عن 40 مليون دولار من المساعدات للفلسطينيين، بما في ذلك 5.5 مليون دولار من المساعدات الطارئة لغزة. وبذلك يصل إجمالي المساعدة الأمريكية للفلسطينيين تحت إدارة بايدن إلى أكثر من 360 مليون دولار بعد أن قطعت إدارة ترامب جميع المساعدات لهم تقريبًا.
ونقلت الوكالة عن مصدر بالخارجية الأمريكية قوله إن محادثات بلينكين ستركز على تعزيز وقف إطلاق النار، وإرسال مساعدات عاجلة إلى غزة، وإنهاء العنف في المدن الإسرائيلية، ووضع الأساس الأولي لعودة محادثات السلام.
وقال المسئول، الذي تحدث إلى الصحفيين بشرط عدم الكشف عن هويته، إن بلينكين سينظر في كيفية دعم الولايات المتحدة لإسرائيل وفلسطين لإعادة البناء، ومعالجة الأسباب الكامنة التي أدت إلى هذه الأزمة وتعزيز تدابير متساوية للحرية والأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين "بطرق ملموسة".
ويبدأ بلينكين زيارته الرسمية للقاهرة، الأربعاء، ويلتقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره المصرى سامح شكرى. وتوسطت القيادات المصرية فى وقف إطلاق النار بين الجانبين، وتحدث الرئيس الأمريكى جو بايدن، إلى الرئيس السيسى مرتين وشكره خلالهما على دبلوماسية القاهرة الناجحة والتنسيق مع الإدارة لجعل إنهاء العنف ممكنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة