تشهد الكرة الأرضية، اليوم الأربعاء، خسوفا كليا للقمر، هو الأول من اثنين هذه السنة، وسيكون مشاهدا بالعين المجردة فى جميع إنحاء المحيط الهادئ وأجزاء من شرق آسيا واليابان وأستراليا نيوزيلندا وغرب أمريكا الشمالية، لكنه غير مشاهد فى سماء الوطن العربى، حيث كشف المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أنه طبقا للحسابات الفلكية التى يقوم بها المعهد فسوف يحدث خسوف كلى للقمر اليوم الأربعاء، ويتفق توقيت وسط هذا الخسوف مع توقيت بدر شهر شــوال لعام 1442هـ حيث يغطى ظل الأرض 100,9% تقريباً من سطح القمر.
وقال الدكتور أسامة رحومة، رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد بأنه يمكن رؤيته فى المناطق التى يظهر فيها القمر عند حدوثه ومنها ( جنوب شرق أسيا– قارة أستراليا – الأمريكتين – المحيط الباسفيكى – المحيط الأطلنطى – المحيط الهندي– القارة القطبية الجنوبية).
وسوف تستغرق جميع مراحل الخسوف منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها 5 ساعات ودقيقتين تقريباً، ويستغرق الخسوف من بداية الخسوف الجزئى الأول حتى نهاية الخسوف الجزئى الثانى مدة قدرها 3 ساعات و7 دقائق تقريباً، ويستغرق الخسوف الكلى 14 دقيقة وثلاثون ثانية، ولن يمكن رؤيتة فى مصر.
ويمكن الاستفادة من ظاهرتى الكسوف الشمسى والخسوف القمرى للتأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية حيث أن هذه الظواهر تعكس بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس. إذ يحدث الكسوف الشمسى فى وضع الاقتران أو الاجتماع أى أن حدوث الكسوف الشمسى بشير بقرب ولادة الهلال الجديد ويعتبر مركز الكسوف هو موعد ميلاد القمر الجديد. كما يحدث الخسوف القمرى فى وضع التقابل أى فى منتصف الشهر القمرى عندما يكون القمر بدراً.
وفى نفس السياق، كشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أن القمر سيعبر خلال ظل الأرض ليحدث خسوف ستستغرق مرحلة الكلية وقت قصير سيبلغ 14 دقيقة و30 ثانية فقط، إلا أن مرحلة الخسوف الجزئى قبل الخسوف الكلى تستمر حوالى ساعة ونصف وبعده ساعة ونصف أخرى، لذلك من البداية إلى النهاية سوف يستغرق القمر ما يزيد قليلا عن 3 ساعات لعبور منطقة ظل الارض.
وتابع التقرير: إضافة لذلك يعتبر هذا القمر البدر اقرب قمر حضيض إلى الأرض هذا العام أو ما يعرف باسم القمر العملاق، وهذا التزامن بين الخسوف والقمر العملاق حدث اخرى مرة فى سبتمبر 2015.
وخسوف القمر الكلى يحدث عندما يتحرك القمر من الغرب إلى الشرق عبر ظل الأرض (عندها سيأخذ اللون النحاسى أو الأحمر) عند الذروة العظمى، وسيلاحظ وجود نقطة ضوئية برتقالية مائلة للحمرة براقة قرب القمر ذلك نجم قلب العقرب.
وأوضح التقرير، أن مراحل الخسوف ستكون فى نفس التوقيت حيث سيبدأ القمر بالدخول إلى منطقة شبة ظل الأرض عند الساعة (08:47 ص بتوقيت جرينتش) وهذه المرحلة عادة لا تكون ملاحظة لأن قرص القمر سيبقى مضاء بالكامل.
بعد ذلك سيبدأ الخسوف الجزئى مع بداية دخول القمر إلى منطقة ظل الأرض الخسوف الجزئى عند الساعة (09:45 ص بتوقيت جرينتش) ويبدأ قرصه يفقد الضوء تدريجياً وفى هذه المرحلة سوف يرى شكل ظل الأرض (المقوس) ساقطاً على القمر وهى احدى الطرق القديمة فى اثبات كروية الأرض.
يتبع ذلك بداية الخسوف الكلى مع دخول كامل قرص القمر فى ظل الأرض عند الساعة (11:11 ص بتوقيت جرينتش)، وتعتبر مرحلة الخسوف الكلى هامه بسبب الطريقة التى تحدث بها وتأثير الغلاف الجوى للأرض فى تشكيلها .
وتابع التقرير: فلو أن الكرة الأرضية لا يوجد حولها غلاف جوى فإن القمر فى مرحلة الخسوف الكلى سوف يكون أسودا إلا أنه يتحول إلى اللون الأحمر والسبب فى ذلك إلى أشعة الشمس غير المباشرة تبقى قادرة على الوصول إلى القمر ولكن قبل ذلك عليها المرور خلال الغلاف الجوى للأرض الذى يقوم ببعثرة معظم الطيف الأزرق وسيتبقى الطيف الأحمر والبرتقالى القاتم إضافة لذلك يقوم الغلاف الجوى للأرض بجعل كمية من ضوء الشمس تنحنى وتصل إلى القمر وتجعله مضيء.
القمر عند خسوفه الكلى يمكن أن يأخذ اللون البنى الغامق والأحمر إلى البرتقالى البراق والأصفر وهذا يعتمد على كمية الغبار والغيوم الموجودة فى الغلاف الجوى حول الأرض لذلك هذا يخضع للرصد المباشر.
خلال الدقائق الأولى لبداية خسوف القمر الكلى يمكن رصد ظهور لون (أخضر مزرق) على إحدى حواف القمر، والسبب فى ذلك اللون أن الضوء القادم من الشمس عند عبوره أعلى طبقة الستراتوسفير يخترق طبقة الأوزون التى تمتص الضوء الاحمر ويمر الضوء الأزرق ويصل إلى القمر وسيتكرر ذلك فى الدقائق الأولى بعد نهاية الخسوف الكلى أيضاً.
وسيصل الخسوف الكلى ذروته العظمى عند الساعة (11:19 ص بتوقيت جرينتش) ونظرا لأن القمر لن يعبر مركز ظل الارض سيلاحظ فى هذا الوقت فإن الجزء الشمالى من القمر سيبدو اكثر اشراقا من الجزء الجنوبى المغمور عميقا فى الظل.
وسينتهى الخسوف الكلى عند الساعة (11:26 ص بتوقيت جرينتش) مع بداية خروج القمر من ظل الأرض وتبدأ المرحلة الثانية من الخسوف الجزئى والتى ستنتهى عند الساعة (12:52 بعد الظهر بتوقيت جرينتش) وتعود كامل اضاءة القمر وينتهى الحدث الرئيسي.
وأكد التقرير أن خسوف القمر الكلى سيتيح الفرصة لقياس لون وسطوع ظل الأرض، وبالتالى محتوى الهباء الجوى (الغاز والرماد) البركانى فى طبقة الستراتوسفير، وهذا مهم علميا لأنه يكشف الكثير عن مناخ الأرض بناء على لون و سطوع الخسوفات القمرية التى رصدت حديثاً، فاذا كان الخسوف مظلم فهو علامة على الهباء البركانى فى طبقة الستراتوسفير - وهى جسيمات يمكن أن تعكس أشعة الشمس وتبرد الكوكب، واذا كان الخسوف ساطعاً فهى علامة على أن طبقة الستراتوسفير خالية من الشوائب، فطبقة الستراتوسفير الصافية تتيح لضوء الشمس تدفئة الكوكب اسفلها.
جدير بالذكر أن وصف الخسوف الكلى بالقمر الدموى أو قمر الدم المنتشر على نطاق واسع ليست تسمية علمية، ظهرت للمرة الأولى فى العام 2013 برغم ذلك أصبح هذا المصطلح يستخدم عند حدوث أى خسوف كلى للقمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة