أجرى "اليوم السابع" حورارًا مع أحمد بن ركاض العامرى، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وذلك بعد انطلاق مهرجان الشارقة القرائى للطفل، فى دورته الـ 12، والتى انطلقت يوم 19 مايو وتستمر حتى 29 من نفس الشهر.
,استعرض خلال حواره آليات التجهيزات للمهرجان، والخطة الكاملة لتطبيق الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، وأسباب حرض الشارقة وتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان القاسمى، حاكم الشارقة، لخروج المهرجان بشكل يناسب العصر الحالى، مع الحفاظ على هويته.. إلى نص الحوار..
أحمد بن ركاض العامرى وأحمد منصور محرر اليوم السابع
س / ما السبب وراء الحرص على إقامة معرض الشارقة القرائى للطفل فى موعده رغم ما يشهده العالم جراء انتشار فيروس كورونا؟
ــ أصرت الشارقة على إقامة المهرجان نتيجة الاستقرار الذى نشهده فى التعامل مع أزمة كورونا فى دولة الإمارات، فهناك توازن فى التعامل مع الأزمة من خلال وجود ضوابط وقائية وأيضًا وجود انفتاح على الحياة، وهذا التوازن ولد لدينا نوعًا من الثقة لإقامة المهرجان فى موعده، وعادة المهرجان كان يقام فى أبريل ولكن تم تأجيله حتى يمضى شهر رمضان الكريم، كما أن إيماننا بأن الأطفال هم المستقبل وهم من نرى من خلالهم الحياة، وجود المهرجان ونجاحه من خلال التعلم والاستفادة، هو نجاح يواكب ما تتطلع إليه الشارقة.
س / هل يقام المهرجان فى موعدة بشهر أبريل من العام المقبل؟
ــ من الصعب أن يكون فى شهر أبريل لأنه سيوافق شهر رمضان، ومن الممكن أن يكون فى شهر مارس أو كما حدث هذا العام فى شهر مايو.
س / هل سيختلف معرض الشارقة الدولى للكتاب عن العام الماضى؟
ــ بالطبع، فالنسخة الماضية كانت تغلب عليها الأحداث الافتراضية وهو أول معرض دولى يقام خلال جائحة كورونا، والنسخة المقبلة ستكون على أرض الواقع، فإذا نجحنا فى إقامة مهرجان الشارقة للطفل على أرض الواقع، فمن الطبيعى أن يكون معرض الكتاب كذلك.
س / ما أكبر التحديدات التى واجهتكم عند تنظيم مهرجان الشارقة القرائى؟
ــ أكبر التحديدات هو وجود عدد من الدول المستمرة فى غلق مطاراتها، فكان هناك مجموعة من الكتاب يأتون من تلك الدول، ولكن بسبب الإغلاق لم يستطيعوا الحضور، كما أن هناك مجموعة من الفنانين الذين تم دعوتهم وعند قرب سفرهم اكتشفوا من خلال إجراء المساحات أنهم مصابين بكورونا، وهى أسباب خارجة عن الإرادة.
س / كيف يتم اختيار ورش وفعاليات المهرجان بما يتناسب مع الطفل ويهدف لزيادة الوعى لديه؟
ــ نحن فى تلك الدورة الـ 12 من المهرجان تم التركز على الكيف وليس الكم، فعندنا ننظر إلى آخر دورة لمهرجان القرائى فى 2019، نجد هناك أكثر من 3 آلاف فعالية، واليوم بدورته الحالية أكثر من 500 فعالية، ولكن المضمون تغير، فلدينا فعالية عن علم النفس لتعليم كيفية كسر الحالة بعد جائحة كورونا، كما نجد فعاليات البرمجيات والكمبيوتر، فمع انتشار الجائحة توجهت أطفال كثيرة للعب الألعاب الالكترونية من منازلها، ونجد أيضا فعاليات الكوميكس التى لاقت نجاحًا كبيرأ، وخلال الفعالية حاولنا تطبيق ما يواكب العصر الحالى، وذلك مع مراعاة العدد داخل كل ورشة حفاظًا على الإجراءات الاحترازية داخل المهرجان.
س / هل من الصعب تنظيم فعاليات تستطيع جذب الطفل وسط هذا التطور التكنولوجي الذى نعيشه فى عصرنا الحالى؟
ــ استطعنا أن ننجح فى ذلك، من خلال الخروج من التقليدية، فنقوم فى الأساس بتحضير الفعالية بعيدًا عن الجمود، ولم تعتمد على التقلين، لأن الطفل برفض هذا النوع من الفعاليات، ولكن نقوم على الفعالية التفعالية، فلدينا على سبيل المثال فعالية عن كيفية صناعة الروبوت، وهو ما يقوم بتطبيق فيما بعد فى منزله أو مدرسته، وهذا ما يسعد أطفالنا فى الوطن العربى.
س / كيف تم وضع خريطة المهرجان قبل؟
ــ كانت هناك توجيهات من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، حاكم الشارقة، وأيضًا قرينته الشيخة جواهر القاسمى، بأن يكون المهرجان مواكبا للمتغيرات، ولكن يحافظ على قيمه ولغته وهويته، لذلك كان يجب العمل على تحقيق كل هذا، فنجد مسابقة فارس الشعر التى تم إطلاقها للطلبة وحققت نجاحًا كبيرًا، ومعرض رسوم كتب الأطفال، كما تم اختيار دور النشر فقط المختصة فى كتب الطفل، ولدينا عدد كبير من التوكيلات، فنجد لدين 50 دار نشر ولكن بالتوكيلات نجدهم 170 دار نشر.
س / هل يتم مشاركة الأطفال فى التحضيرات للمهرجان؟
ــ نعم، نقوم بعمل اختبارات لمعرفة مدى تفاعل الأطفال مع الفعالية نفسها، ويتم ذلك حتى فى اختيار شخصيات ضيوف المهرجان، فنحن نعرف ما الذى يهتم الطفل به حتى نأتى به إلى مهرجان الشارقة القرائى للطفل، وتكون مفيدة للطفل، ولهذا يسعد الطفل فى المشاركة بمثل هذه الفعاليات.
س / لحظت خلال عدد من الندوات تخصيص جزء من الندوة لتناول أسئلة المهرجان.. كيف ترى ذلك مستقبلا؟
ــ تم عمل ذلك أولا خلال التحضيرات للمهرجان، وذلك حتى يأخذ الطفل مساحة للسؤال عما يريده فى فعاليته هو، فنحن عندما نسأل نطرح سؤال عميق، ولكن الطفل يسأل نفس السؤال ولكن بطريقته المبسطة، وها ما يجعله يكتسب ثقة بنفسه ويؤهل لأنه يكون أحد القيادات مستقبلا فى مجال عمله.
س / هل انتشار فيروس كورونا يؤدى إلى عزوف الكبار والصغار عن الكتاب الورقى نظرا لانتشار الكتاب الرقمى من خلال الفعاليات الافتراضية؟
ــ لا، وتفاعل القارئ مع الكتاب أمر مختلف تمامًا، يأتى من حرص الأسرة على اقتناء الكتب لأطفالها، ويحافظون على هذه العلاقة بين الطفل والكتاب، فالطفل مادة خصبة وهو ذكى للغاية، والقراءة هى ثقافة وعلم يفتح العقل، ليصبح شخصًا متحضرًا لبناء مستقبل أفضل.