- أستاذ جيولوجيا : سد النهضة ليس للتنمية كما تدعى إثيوبيا
- أماني الطويل تحكي مسيرة "منظمة الوحدة الإفريقية"
- عباس شراقى يثبت حق مصر الأصيل في حصتها من النيل
عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، صالونها السياسى للاحتفاء بـ"يوم إفريقيا"، فى سياق اهتمام الدولة المصرية وانفتاحها على عمقها الإفريقى كملف أساسى فى السياسة الخارجية لمصر، باعتباره امتداد للدور التاريخى الذى لعبته القاهرة فى دعم حركات التحرر من الاستعمار بالقارة السمراء.
تطرق الصالون إلى العلاقات المصرية الإفريقية ودور مصر التاريخى فى القارة السمراء، وركز الصالون الذى أدره النائب محمد السباعى عضو مجلس الشيوخ عن التنسيقية على التعاون الإفريقى فى كافة المجالات، كما ناقش المشاركون فى الصالون، اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية "حلم الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية"، وكيفية تحقق التكامل الاقتصادى بين دول القارة، والتحديات التى تعيق هذا التكامل.
شارك فى الصالون الدكتورة أمانى الطويل خبير الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والدكتور عباس شراقى أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، والدكتورة نهلة أبو العز أستاذ الاقتصاد بكلية الدراسات الإفريقية، والنائبة رشا أبو شقرة عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وأمين سر لجنة الشئون الإفريقية.
في البداية، قالت الدكتورة أماني الطويل، خبير الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن منظمة الوحدة الإفريقية نشأت في بدايتها كرد فعل على سياسة الاستعمار والفصل العنصري في القارة السمراء، حيث كانت المظلة الوحيدة التي تتبادل تحتها الدول الإفريقية الرؤى والمقترحات لمجابهة القوي الاستعمارية والتخلص من هيمنتها علي موارد القارة الإفريقية.
وأضافت "الطويل" أن المنظمة أدت إلى التفاعل بين الدول الإفريقية، لكنها لم تنجح علي مستوي تطوير القارة بشكل كامل، نتيجة عدم وجود آليات قوية قادرة على حل مشكلات ما بعد الاستعمار، ونتيجةً لذلك تم تأسيس الاتحاد الإفريقي ليحمل لواء التطوير بعد أن أدت منظمة الوحدة الإفريقية دورها في التخلص من الاستعمار.
كما أكدت "الطويل" علي رجوع الاستعمار إلي القارة السمراء في أشكال جديدة، عبارة عن تغول الشركات متعددة الجنسيات وتنافس الأقطاب المتصارعة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى استمرار استنزاف موارد القارة وابتعاد حلم تحقيق التكامل الاقتصادي عن الواقع.
وفي محور التكامل الاقتصادي، قالت الدكتورة نهلة أبو العز أستاذ الاقتصاد بكلية الدراسات الإفريقية، إن التكامل الاقتصادي يعني إلغاء كافة الحواجز الجغرافية وغير الجغرافية بهدف تنسيق السياسات بين الدول، كما يمر التكامل الاقتصادي بست مراحل مختلفة، لم ينجح في تجاوزها غير الاتحاد الأوروبي.
وأضافت "أبو العز" أن التكامل الاقتصادي في القارة الإفريقية حلم بعيد المنال ويحتاج إلي مواجهة التحديات التي تتمثل في خوف الدول الإفريقية الناشئة من الدول الإفريقية العملاقة، حيث تعتقد الدول الناشئة ان التكامل الاقتصادي يصب في مصلحة الدول الإفريقية الكبري التي سوف تجني الثمار وحدها، كما أن تعدد العضويات في المنظمات المختلفة يعيق هذا التكامل بسبب الاشتراطات المختلفة لكل منظمة اقتصادية.
وإلغاء التعريفات الجمركية يعد إحدي التحديات الكبيرة التي تواجه التكامل الاقتصادي في الدول الإفريقية كما قالت "أبو العز"، حيث تتردد الدول في هذه الخطوة نتيجة خسارة جزء من مواردها المتمثلة في التعريفات الجمركية، ولذلك تحتاج القارة مزيد من التعاون لتذليل هذه العقبات.
أما عن الآمال التي تقوم عليها اتفاقية التجارة الحرة التي كانت مصر سببًا رئيسًا في ظهورها، أشارت أبو العز إلى أن هذه الاتفاقية تضمن تبادلًا تجاريًا مع 54 دولة في العالم، وهو ما يحفز الصادرات المصرية ويشجع علي اتخاذ خطوات أخري نحول التكامل الاقتصادي.
وبخصوص الصراعات في القارة الإفريقية، قالت النائبة رشا أبو شقرة، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وأمين سر لجنة الشئون الإفريقية، إن سد النهضة مشروع إلهاء للشعب الإثيوبي، حيث يستخدمه آبي أحمد شعارا لمد فترة ولايته المنتهية دون إجراء انتخابات، كما يستخدمه للهروب من مواجهة الانقسام والتشرذم الداخلي في الدولة التي تعتمد علي الفيدرالية العرقية.
ونوهت "أبو شقره" إلى أن آبي أحمد جلب القوات الإريترية لمساعدته في قمع شعب التيجراي رغم أن الدستور الإثيوبي ينص على الحق في الانفصال للإقليم الذي يريد ذلك، كما شددت "أبو شقره" على أن سياسة آبي أحمد سوف تؤدي لحالة من عدم الاستقرار في القارة الإفريقية.
وبالحديث عن الموارد في القارة السمراء، قال الدكتور عباس شراقى أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن القارة الإفريقية غنية لكن شعوبها فقيرة، حيث تمتلك إفريقيا ثلث موارد العالم من المعادن، لكن ينقصنا التكنولوجيا التي نستطيع بيها تسخير تلك المعادن لخدمة القارة السمراء.
ولفت "شراقي" الى أن مشكلة المياه عالمية، وليس هناك شح في الموارد المائية بقدر ما هو عدم استغلال لتلك الموارد، فالمياه ليست موزعة بطريقة متجانسة، كما أن كميات ضخمة منها تصب في البحار، ونهر الكونغو مثال علي ذلك، حيث تمتلك الكونغو ثلث مياه القارة السمراء وأغلب هذه المياه تضيع في البحار، ونهر الأمازون أيضًا، ويري "شراقي" أن الأمم المتحدة عليها العمل علي حل هذه المشكلات.
وبالحديث عن سد النهضة، أثبت "شراقي" حق مصر التاريخي في حصتها من المياه، حيث كانت هذه المياه تضيع في البحر الأحمر قبل إنشاء السدود في مصر، كما أن حصة مصر أقل بكثير من حصة إثيوبيا التي تستهلك 3 أضعاف ما تستهلكه مصر والسودان معًا.
ونفي "شراقي" المزاعم الإثيوبية حول الجدوى الاقتصادية لسد النهضة، مضيفا أن إثيوبيا تعتمد علي الزراعة المطرية، كما أن إنتاجها من الكهرباء لا يعالج سوء التوزيع السكاني علي أراضيها والذي يمنع وصول الكهرباء إليهم، كما أن تصدير الكهرباء لا يحقق الجدوى الاقتصادية التي يمكنها ان تعوض جزءًا بسيطًا من تكاليف السد، وبالتالي فإن للسد أهدافًا سياسيةً فقط.
واختتم النائب محمد السباعي، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، اللقاء باستعراض أهم ما تناوله الصالون من موضوعات تتعلق بمستقبل القارة الإفريقية، كما أكد علي ضرورة الاستفادة من مخرجات الصالون بتقديم الحلول والمبادرات للجهات المختصة داخل مصر وخارجها.