أشهر فتاة تعمل فى مغسلة سيارات بشبرا
استطاعت أن تحول الخراب إلى جمال والنقمة إلى نعمة، بأنامل فنية تجسد معانى حب الإبداع، فكان محور إبداعها تحويل الخدوش التى تصيب السيارات إلى لوحة فنية مبدعة. دنيا عاشور صاحبة الـ23 عامًا، تحولت من أشطر طالبة، إلى أشطر فتاة فى مغسلة سيارات بمنطقة شبرا، حولت موهبة الرسم لديها إلى صنعة باتت مبهرة لجميع المارين على المغسلة، خاصة أولئك المتأففين من خدوش أصابت سياراتهم. تدرس فى كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، وأتقنت الرسم كموهبة بدون أى دراسة، وكانت بدايتها التقليد، بدأت قبل 8 سنوات، رسمت ميكى والرسومات الكرتونية. كانت بداية الرسم على العربيات، بسيارة أختها بعدما تعرضت لحادث بسيط، وقتها كانت غاضبة من الخدوش التى أصابت السيارة، فاقترحت عليها أن تقوم بالرسم عليها بدلًا من رشها المكلف، ومن هنا كانت بداية فكرة الاستغناء عن الرش، إذا كانت الخبطة صغيرة وتحويلها لشكل جمالى غير مكلف. وقتها كانت المفاجأة بعدما عرضت رسمتها على مواقع التواصل الاجتماعى، وانهالت عليها التعليقات من أهلها وأصدقائها بأن الشكل بات جميلًا وأنها مبدعة، وذلك رغم صغر سنها، حيث كانت وقتها بعمر 17 عاما.
استطاعت بعد ذلك التوفيق بين هذه المهنة والدراسة، بعدها بدأت العمل فى الشارع، وسيطر عليها الخوف فى بداية الأمر من رد فعل الناس لكونها «بنت»، وتعمل فى الشارع بالرسم على الحوائط والسيارات.
فكرت «دنيا» فى ضرورة أن تمتلك مكانًا أكثر أمانًا من الشارع، وبدأت فى النزول مع أولاد خالتها الشباب الذين يمتلكون مغسلة للسيارات وتشاركهم العمل، ولكن بعيدًا عن شغل المغسلة. وتقول إن عملها غير مربح.
بائعة الثلج تمتن لمهنتها
فى السابعة صباحًا تبدأ رحلة رشا محمد اليومية، من مصنع الثلج بسرياقوس إلى شوارع شبرا، حاملة ألواح الثلج التى تبيعها لتكسب قوت يومها، الرحلة الطويلة لا تنتهى قبل الثانية بعد منتصف الليل ورغم ضآلة مكسبها الذى لا يتجاوز 2 جنيه فى كل لوح، إلا أنها تمتن للمهنة التى ورثتها أبًا عن جد وتغنيها عن الحاجة، وتساعد زوجها فى مواجهة أعباء الحياة، خاصة أنه عامل يومية بسيط.
بدأت رحلة رشا، 40 عامًا، مع الثلج منذ الطفولة، حيث كانت تساعد والدها فى عمله، ورغم أن لها إخوة ذكور إلا أنها كانت من بقيت على العهد مع هذه المهنة.
تبيع رشا ألواح الثلج لمحلات العصائر ومشتريه للاستخدامات المنزلية، وتقول لـ«اليوم السابع»، إن أكثرية العمل تكون فى الصيف عن الشتاء، أما رمضان فهو موسم للثلج يصل البيع فيه حد 100 لوح ثلج لليوم الواحد.
ورغم أن أغلب تعاملاتها اليومية تكون مع الرجال، إلا أن شهامة أهل شبرا واحترامهم لبنت منطقتهم شجعها على إكمال المسيرة، وقالت: «مفيش حد بيضايقنى علشان ناس شبرا رجالة جدعان جدًا وبيعاملونى كراجل زيهم مش واحدة ست».
وقالت رشا: لدى من الأطفال يوسف وبسنت، ويقوم والدى وابنى يوسف بمساعدتى، وقال يوسف، 14 عامًا، إنه يعمل مع أمه فى شهور الإجازة وأثناء الدراسة يساعدها بعد انتهاء اليوم الدراسى، وأضاف «أشعر بالتعب من حمل ألواح الثلج وأتمنى أن يكون عندى تروسيكل ليساعدنى».
أول مدربة ميكانيكا سيارات
الصدفة وحدها هى التى وضعت دنيا أشرف فى قلب واحدة من أصعب المهن الرجالية، إلا أنها حولت الصعب إلى تحدٍّ وحافز لتحقيق إنجاز، لتصبح أول مدربة ميكانيكا سيارات فى مصر، كما ابتكرت فكرة سيارات الميكانيكا المتنقلة كى توفر للعميل الوقت، وبدأت التنفيذ حيث تذهب للعملاء فى أماكنهم.
بداية القصة، كما ترويها دنيا لـ«اليوم السابع»، أنها كانت تدرس فى الثانوية الفنية، وبعدما اجتهدت فى السنة الأخيرة للحصول على مجموع يؤهلها لاستكمال دراستها، وجدت مجموعها يذهب بها إلى قسم ميكانيكا السيارات. ابنة الإسكندرية تجاوزت صدمة البداية وتجاوزت رفض أهلها لسلك طريق لا يسلكه غير الرجال، وبعدما أقنعت أسرتها بالأمر انخرطت فى الدراسة، ومعها بدأت تدريبات عملية فى ورش ميكانيكا، ومن هنا تعودت على الأمر وأحبت المجال.
من الورش إلى توكيلات السيارات، ثم إلى الورش مرة أخرى، تعلمت دينا الكثير عن المهنة الشاقة، حتى جاءت الفرصة كاملة من خلال منحة فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا لمدة 5 أيام، ثم تشارك فى مسابقة حملت اسم «شباب مصر للمهارات»، كانت البنت الوحيدة مع 19 شابًا خلال مراحل التدريب والمسابقة، رغم وجود رجال يمتلكون خبرات تفوق 30 عامًا فى مهنة الميكانيكا لكنها أثبتت وجودها وانطلقت فى المجال.
تقول دنيا إن الميكانيكا غيرت فيها أشياء كثيرة سواء على مستوى تفكيرها أو إعطائها القوة، وعلمتها التحدى ومن ثم النجاح، وتواصل حديثها عن حلمها فى إنشاء مركز صيانة يكون الجزء الأكبر منه للسيدات، لتصليح السيارات وتعليم البنات فنيات الميكانيكا.
أول بنت ديلفرى فى أسيوط
فى مشهد غير مألوف على شوارع أسيوط تتجول «شهد محمد» الفتاة ذات الـ18 عامًا، فوق دراجتها النارية الخاصة بتوصيل الطلبات، تلفت الأنظار بتمكنها من القيادة وثقتها وجسمها الصغير، وتحطم فى كل يوم عمل لها كـ«طيار دليفرى» الصورة النمطية عن بنات الصعيد.
قررت شهد الخروج عن المألوف، والعمل بمهنة احتكرها الرجال طويلًا، وبعد أن كان والدها يرفض بشدة أن تدخل سوق العمل بأى شكل، فوجئت بأنه غير رأيه، فقررت أن تتشبث بأول فرصة وجدتها أمامها وقتها، وكانت الفرصة المتاحة أمامها العمل كـ«دليفرى». تحكى لـ«اليوم السابع»، أنها فى بداية عملها كانت تواجه بعض المتاعب بسبب التعليقات السلبية عن عمل البنت، وأنها من المفترض أن تترك العمل وتتزوج، وأن مهنتها مهنة رجال، وكيف تستطيع أن تؤديها، لكن «شهد» كانت تتعامل مع تلك التعليقات بطريقة عكسية، باعتبار ذلك محفزًا لها لتحقيق نجاح يظنه الكثيرون مستحيلًا، وهو ما حدث بالفعل مع مرور الأيام.
وعن تجربتها تقول «شهد» إنها كانت حريصة عند توصيل الطلبات ألا تصعد إلى المنزل، وتكتفى بالتواصل مع العميل تليفونيًا أسفل المنزل، حتى تسلمه الطلبات. فى البداية كانت «شهد» توصل الطلبات على الدراجة العادية، إلى أن التقت بسيدة تعمل فى المجتمع المدنى، أعجبت بتجربتها جدًا، وقدمت لها الكثير من الدعم النفسى والمعنوى وشجعتها بهدية «سكوتر». وتابعت: «أنا مش محتاجة للفلوس حياتى المادية جيدة جدًا، لكن مش عيب أنى أنزل واشتغل مفيش شغل مقتصر على ولد وبنت الشغل موجود ومتاح للكل».
صاحبة أشهر كرفان أكل فى شوارع أسيوط
من «متر فى متر» بدأ مشروع بنت أسيوط التى أصبحت فى وقت قصير أشهر مقدمى الوجبات السريعة، يقصدها العديد من مراكز بعيدة، يطلبون أكلها الذى ذاع صيته.
نجلاء سيد حسن «35 سنة»، تعمل بكرفان فى وسط الشارع بإحدى مدن محافظة أسيوط، تقول إن مشروعها بدأ بفكرة، عندما كانت تفكر مع زوجها فى ظل الظروف الحالية فى أى دخل يساعدهما على تحسين الدخل بجانب شغل زوجها.
وجد الزوجان أن الأكل هو الفكرة الأقرب للنجاح، كونه الشىء الذى تجيده وتستطيع الإبداع فيه. ومن هنا بدأت نجلاء البحث عن مكان مناسب من حيث السعر وفى الوقت نفسه يكون مقبولًا. وقتها استقرت على تأجير المكان الحالى الذى تبلغ مساحته «متر فى متر»، رغم كونه صغيرًا وضيقًا إلا أنها أبدعت فى تقديم الواجبات المصرية والغربية والشرقية، وأصبح لها العديد من الزبائن الذين يقصدونها بالاسم ويأتون إليها من مراكز بعيدة. وتقول نجلاء فى حديث، لـ«اليوم السابع»، إن زوجها ساعدها فى تقديم الأطباق الغربية والشرقية وعلمها الطريقة، لافتة إلى أنها رغم وجودها فى أسيوط إلا أن زوجها كان المشجع الأساسى.
واختتمت «نجلاء» حديثها، موضحة أن البنات كانوا أكثر الداعمين لها، فكان أغلب زبائنها من السيدات والفتيات، وكانت ترى فى أعينهم تعبيرات بالسعادة لموقفى وعملى، لافتة إلى أن هدفها أن يصبح مشروعها الصغير فى يوم من الأيام «سلسلة مطاعم».
إيمان غزلت حلمها بأحبال المكرمية
«صدق حلمك» شعار وضعته إيمان نبيل أمام عينيها، وهى تسعى لتحقيق الحلم الذى تحول من مجرد فكرة إلى باب رزق لها وللنساء فى محيطها أيضًا، فيصبح لديها مصدر دخل مستقل من عمل يديها بعد أن علمت نفسها غزل المكرمية، وبدأت تعلمها للنساء اللاتى يحتجن مصدر دخل أو يرغبن فى العمل.
تقول إيمان ابنة محافظة الإسكندرية وشهرتها «كيما» فى حديثها لـ«اليوم السابع»، رغم الصعوبات وكم الإحباطات التى عرقلت طريقها لكنها لم تيأس، وبدأت قبل أربع سنوات صناعة المكرمية، بعدما كان يراودها الحلم منذ صغرها.
وتابعت «إيمان» إن زوجها كان معارضًا جدًا فى البداية، قائلة: «زوجى كان أكبر عدو لى فى الشغل، كان رافض الفكرة بشكل قوى جدًا لكن مع إصرارى على إنى لازم أحقق حلمى ولازم أشتغل وأغير من فكرته عن عمل المرأة ونجاحها، وفعلًا مع مرور الأيام زوجى أصبح أكبر سند وداعم لى نفسيًا وماديًا». وتواصل أن أول أوردر وصلها عن طريق «فيس بوك» بالصدفة، ومن هنا بدأت فى الانتشار. ولفتت إلى أنها تنفذ بالمكرمية «مرجيحة، طاولة، فانونس، مفروشات، زينة حوائط، وكل ما يخطر بالبال»، أما حلمها «أنى أعلم كل ست بيت محتاجة تشتغل.. أنا علمت ناس كتير بدون أجر وكنت مبسوطة كنت بنتظر الأجر من ربنا».
حصلت «إيمان» على كورسات كثيرة فى التسويق، وخلال فترة كورونا كانت خائفة من الركود لكن كانت المفاجأة: «الموضوع جالى عكسى وأكتر شغل طلب منى كان وقت كورونا»، وفق قولها. وتضيف أن حياتها تغيرت كثيرًا بعد العمل نفسيًا، متابعة: «فى البداية كنت لا أملك رأسمال، لكن كنت بحوش بالجنيه علشان أعرف أشترى حبال وأشتغل عليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة