استأنفت وزارة الثقافة تحت قيادة الدكتورة إيناس عبد لدايم، العمل بمسرح المنصورة القومى، والذى تعرض للتخريب والدمار جراء وقوع تفجير مديرية أمن الدقهلية عام 2013م، وسيتم خلال عامين الانتهاء من صيانته بالكامل، وذلك حسب ما صرح به الدكتور مجدى صابر، رئيس دار الأوبرا المصرية، خلال تفقده لدار أوبرا المنصورة، التى كانت سرايا للخديوى إسماعيل فى وقت من الأوقات، وبعدها تم تقديم عروض الأوبرا، وفى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تم تحويلها إلى مسرح المنصورة القومى، فما هى قصة الدار منذ الإنشاء وحتى الآن؟
مسرح المنصورة
ودار أوبرا المنصورة كانت من ملحقات قصر أمينة هانم زوجة الخديوى توفيق، وبني القصر عام 1870 ثم قام المهندس الإيطالى ماريللى عام 1902م بتصميم الدار، وإعادة بنائه ليحتوى على ديوان مجلس بلدية مدينة المنصورة وحجرات وصالة لإقامة أعضاء المجلس البلدى بالإضافة إلى مسرح يتسع لـ650 مقعدا، وبه كازينو المجلس البلدى وصالة للبلياردو.
وفى عام 1964 تمت إعادة افتتاح مسرح المنصورة القومى فى عيد الدقهلية القومى 7 مايو، وقف عليه كل من جورج أبيض ويوسف بك وهبى الذى قدم على خشبته عرضا مسرحيا لموسم كامل، كذلك أقامت عليه السيدة أم كلثوم عددا من الحفلات الغنائية فى الثلاثينات وأوائل الأربعينيات.
مسرح المنصورة
وفى الأربعينات تم تخصيص صالة المسرح لوابورات المطافئ حتى عام 1964، وتمت اعادة افتتاح مسرح المنصورة القومى فى عيد الدقهلية القومى 7 مايو 1964.
وأغلق المسرح فى عام 2005 وأوقفت جميع أنشطته ليدخل مراحل الترميم، وتحويله إلى دار أوبرا الا انه تعرض لإضرار بالغة خلال العملية الإرهابية التى استهدفت مديرية أمن الدقهلية فى نهاية 2013، وقررت وزارة الثقافة ترميمه ليكون مركز إشعاع ثقافى فى الدلتا.
وفى عام 2010 تم عمل مقايسة تقديرية لمشروع ترميم المسرح وتحويله لصرح ثقافى متكامل، دار أوبرا المنصورة ومسرح وسينما وفندق لإقامة الفرق من الخارج وبلغت التكلفة آنذاك 22 مليون جنيه، حيث عرضت حكومة اليابان تقديم منحة لمشروع الترميم والإحلال والتجديد للمسرح وتحويله لدار أوبرا المنصورة بملحقاته وهى منحة تقدمها حكومة اليابان للمراكز الثقافية بدول العالم الثالث كل عدة أعوام، واشترطت حينها إخلاء المبنى بالكامل من الأنشطة غير الثقافية كالبنك ومجلس المدينة ومعرض الأسر المنتجة والمحلات، ولم يتم الحصول على المنحة وقتها لصعوبة إخلاء تلك الأنشطة، إلا أن حكومة اليابان قدمت منحة جديدة لدول العالم الثالث لعام 2013 بذات الشروط ولم نحصل عليها مرة ثانية لذات الأسباب.
مسرح المنصورة
فى أواخر عام 2013 قررت وزارة الثقافة ترميم مبنى مسرح المنصورة القومى وتطويره، ووفرت الاعتمادات المالية لذلك، وكان سيتم البدء بأعمال الترميم فور إخلاء المبنى من الأنشطة غير الثقافية، ونظرا لرفض البنك والأسر المنتجة وبعض المحلات التجارية بالمبنى أمر الإخلاء بقى الوضع كما هو عليه حتى يوم 24 ديسمبر 2013.
وفى يوم 24 ديسمبر من عام 2013، استيقظت الناس على تفجير مديرية أمن الدقهلية التى تقع بجانب مبنى مسرح المنصورة، والذى تضرر بشكل مباشر بعد تفجير نظرا لقربه الشديد من السيارة المفخخة والتى فجرت المبنى، وبعد ساعات من الحادث قام حى غرب المنصورة بإصدار قرار إزالة للمبنى حتى سطح الأرض نظرا للخطورة الداهمة، وقام وزير الثقافة آنذاك الدكتور صابر عرب بتفقد مبنى المسرح بعد يومين من الحادث، وأكد دعم وزارة الثقافة لترميم المسرح وعودته كمنارة ثقافية فى المدينة وإقليم الدلتا.
وصدر قرار من مجلس الوزراء بترميم المبنى واعتماد الاعتمادات المالية اللازمة لذلك بالتعاون مع وزارة التخطيط، وبعد أيام قليلة، قام حى غرب بوضع لافتة جديدة فوق لافتة الترميم تؤكد قرار إزالة المبنى للخطورة الداهمة.
شكلت وزارة الثقافة لجنة من أساتذة كلية هندسة المنصورة، لمعاينة المبنى لتحديد صلاحيته للترميم من عدمه، وتحديد أسلوب الترميم فى حالة ترميمه، إلا أن اللجنة لم تستطع معاينة بعض الأجزاء من المبنى وطلبت من الوزارة تكليف شركة بدعم وصلب المبنى، وإزالة الأجزاء القابلة للانهيار حتى يتسنى لها مباشرة عملها على النحو المطلوب.
وفى 29 مارس 2016، قال وزير الثقافة آنذاك الكاتب الصحفى حلمى النمنم، إنه قد تم الاتفاق على برنامج زمنى سريع، خصوصا مع توافر الاعتمادات المالية، حيث أوضح أنه طلب بتقليص المدة الزمنية فى العمل على أن يتم الانتهاء من كل أعمال الترميم والتجهيزات الفنية فى أسرع وقت، ووجه وزير الثقافة للشركة المنفذة والمسئولين بدار الأوبرا التعاون وعقد لقاءات دورية، وإصدار قرارات من شأنها تقليص الفترة الزمنية للتنفيذ وحل أى مشكلات تواجه المشروع، كما وجه وزير الثقافة بمتابعة رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة للمشروع بشكل أسبوعى والتذليل الفورى لأى معوقات إدارية.
وبعد ذلك توقفت الإصلاحات، إلا أن الدكتورة إيناس عبد الدايم، عملت على إعادة الترميم والصيانة مرة أخرى، وفى هذا الإطار قال الدكتور مجدى صابر رئيس دار الأوبرا، خلال زيارته الأخيرة، إن أسباب توقف الإصلاحات والإنشاءات بالمبانى ، يرجع إلى بعض المعوقات فى المشاكل الهندسية وللحفاظ على المبنى الأصلى وسط مخاوف من سقوطه وتم عمل مقترحات هندسية جديدة حفاظا عليه.
وأكد رئيس الأوبرا على استمرار استكمال أعمال الإنشاء والصيانة، وتم الاتفاق مع الاستشارى والشركة المسئولة عن الأعمال ودار الأوبرا عن طريقه الترميم ، مع الوعد بإيجاز الأعمال خلال عامين ويكون المبنى جاهز للعمل مع المحافظة على شكل تراث المسرح.