أكدت الدكتورة سناء السيد نائب مدير مركز الحفريات الفقارية بكلية العلوم جامعة المنصورة، أنها سعيدة بالإنجاز الذي تم بتوثيق واكتشاف بقايا لحفريات فقارية من رواسب يرجع عمرها إلى 56 مليون سنة أي من فترة PETM، حيث تم تسجيل حفرية سمكة القمر (Mene) .
وأشارت في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أن الاكتشاف يعد من الاكتشافات الهامة والتى سوف تغير العديد من النظريات، حيث أنه لم يتم العثور على حفريات أو رواسب بجودة عالية خلال عصر الاحتباس الحراري، ولم يتمكن أحد من الوصول إلى حفريات تمكنه من دراسة هذا الفترة، بينما بعد هذا الاكتشاف هو الأول من نوعه.
وأوضحت أن الاكتشاف تم فى الصحراء الشرقية بالقرب من مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر ويوجد أكثر من مكان به نفس الرواسب المكتشف فيه الحفرية، مضيفة أن الاكتشاف أوضح بوجود تشابه كبير بين الأسماك الموجودة فى شمال الكرة الأرضية وبين التى تم العثور عليه، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة عند الاقتراب من خط الاستواء وهو ما يؤكد قدرة الأسماك على التأقلم على درجات الحرارة المرتفعة، وذلك عكس النظرية التى كانت تشير إلى هروب الأسماك من تلك المناطق.
وأكدت الدكتورة سناء السيد نائب مدير مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، والمشرف على هذه الدراسة أن هذا الاكتشاف يعد حدثا علميا فريدا من نوعه، حيث أنه ولأول مرة يتم توثيق أنواع مختلفة من أسماك تلك الفترة الهامة في التاريخ الجيولوجي من قارات الجزء الجنوبي "أفريقيا وأسيا وأمريكا الجنوبية وأستراليا وقارة القطب الجنوبي" وتعد الأسماك من الكائنات الحساسة لأي تغير في المناخ.
ومن بين النتائج الهامة للدراسة أنه تم التعرف على حفرية سمكة القمر (Mene) من الحفريات المكتشفة وهذه هي المرة الأولى التي يتم تسجيل حفريات هذا النوع من الأسماك من قارة أفريقيا. وتشير الدراسات العلمية لوصول درجة حرارة المحيطات في ذلك الوقت إلى ما يقارب الـ 40 درجة مئوية في المناطق الاستوائية وهي درجة حرارة مميتة لكثير من مجموعات الأسماك.
وأضافت الدكتورة سناء السيد، أن تعريف أنواع الاسماك الجديدة من مصر "القريبة نسبيا من خط الاستواء"، ودراسة استجابتها للتغيرات المناخية الناتجة عن الاحتباس الحراري القديم، سوف يعطي لنا تصور أوضح لفهم سلوك تلك الأسماك إزاء التغيرات المناخية السريعة التي يشهدها الكوكب اليوم.
فيما صرح البروفيسور طارق عنان أستاذ الصخور الرسوبية بعلوم المنصورة والباحث المشارك في الدراسة، أن حفريات الاسماك وجدت في صخور تكونت في قاع المحيط التيثي القديم، الذي غطي شمال مصر آنذاك، كما تبين من دراسة تلك الصخور انها تكونت في بيئة تعاني من نقص حاد في كمية الاكسجين.
وصرح البروفيسور محمود فارس أستاذ الحفريات الدقيقة بعلوم طنطا والباحث المشارك في الدراسة: "تقدم الدراسة حفريات تم استخراجها من الحد الفاصل PETM، وذلك اعتماداً على دراسة الحفريات الدقيقة من صخور منطقة الدراسة، كما تم تحديد عمر هذه الحفريات بنحو 56 مليون سنة.
ويعلق البروفيسور هشام سلام، استاذ الحفريات بالجامعة الأمريكية ومؤسس مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وقائد الفريق المصري: "أن هذا الاكتشاف فتح لنا الباب للإجابة على اسئلة هامة تضيف لنا وللعالم معلومات هامة في فهم الاحتباس الحراري الحالي بالنظر للتجارب السابقة التي خاضتها الأرض عبر تاريخها الماضي العتيق.
وأضاف أن هذه الورقة العلمية ما هي إلا البداية لسلسلة من الاكتشافات التي سوف تسفر عنها الرحلات الاستكشافية لجمع مزيد من المعلومات والدلائل عن تلك الحقبة التاريخية الهامة لحاضرنا ومستقبلنا نحن سكان الأرض.
يهتم علماء الجيولوجيا والبيولوجيا القديمة بدراسة الاحتباسات الحرارية القديمة وتأثيرها على الكائنات الحية ليس فقط من أجل تكوين صورة علمية لفهم سلوك الاحتباس الحراري الذي يشهده كوكب الأرض حالياً، ولكن أيضاً لتوقع تأثيره المستقبلي على التنوع البيولوجي المعاصر بما يشمل مستقبل جنسنا البشري على الكوكب.
يذكر أن الفريق البحثي المشارك من عدة جامعات مصرية "جامعة المنصورة وجامعة طنطا" ، وأخرى أمريكية "الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة ميتشجان".
الحفرية
الفريق البحثى
جانب من جهود الفريق البحثى
عضوات من الفريق البحثى
مكان اكتشاف الحفريات