أشار الباحث والكاتب السعودى فرج الظفيرى إلى أهمية مكتبات الطفل، ودورها فى تنمية وعى الصغار وتثقيفهم، إلى جانب أهمية وجود مكتبات عامة تواجه إشكاليات غياب القراء، ونبه إلى أهمية أن يكون أمين المكتبة مؤهلاً ويمتلك خبرة فى انتقاء القصص والكتب المناسبة لكل طفل حسب الفئة العمرية.
فرج الظفيرى خلال الندوة
وحول آلية اختيار الكتاب للقراء الصغار قال: "إن أولياء الأمور يتساءلون بهذا الشأن، ويقفون حائرين ولا يدركون ما هي الكتب الملائمة لأعمار أبنائهم وبناتهم"، مشيراً إلى اختلاف التكوين النفسي والميل للخيال من فئة عمرية لأخرى. وبدأ بوصف ملامح وميول شخصيات الأطفال بين 3 و5 سنوات، ثم الفئة الثانية من 6 إلى 8 سنوات، والفئة الثالثة بين 9 و11 سنة، وأخيراً الأطفال من 12 إلى 14 سنة، وذلك خلال ندوة بعنوان "مكتبات الطفل بين الواقع والمستقبل"، والتى نظمت مكتبة وادي الحلو التابعة لمكتبات الشارقة العامة، ضمن فعاليات الدورة الـ 12 من مهرجان الشارقة القرائى، بمشاركة الكاتب أدب الطفل السعودى فرج الظفيرى "عن بعد".
أما المرحلة العمرية الثالثة فترتبط، حسب ما ذكر فرج الظفيري، بالميل نحو البطولة، ويفضل خلالها الطفل القصص ذات الطبيعة الإبداعية الملهمة التي توفر له حلولاً للمشكلات وخبرات حياتية، وأخيرا تأتي الفئة العمرية الأخيرة (12 – 14 سنة) التي وصفها المحاضر بمرحلة ما بين الطفولة والرجولة، وتتسم بطابع المثالية، لأن الطفل يتجه خلالها إلى الرغبة فى الاستقلال عن الآخرين والسعى إلى الكمال وإلى تعزيز الرجولة فى شخصيته، وذلك يقوده إلى قراءة قصص الشخصيات التي توفر له الإلهام والشعور بالبطولة، بينما تتجه الفتاة إلى القصص التي تنمي عالمها الذي يناسب شخصيتها في طريق انتقالها من الطفولة إلى مرحلة النضج.
وحول واقع مكتبات الأطفال ومستقبلها، أشاد الظفيري بدعم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لثقافة الطفل، مستشهداً برعايته لمهرجان الشارقة القرائي، إلى جانب المبادرات العديدة التي تتصل بثقافة الطفل تحتضنها الإمارة، مضيفا الإمارات تشهد قفزات في العناية بأدب الطفل، وذكر أن الجوائز التي تمنح في الإمارات لكتب الأطفال تدفع المؤلفين والناشرين إلى التنافس لتطوير إنتاجهم وتجويد صناعة كتاب الطفل، على مستوى النصوص والرسوم والإخراج الفني، وأيضاً على مستوى الخامات المستخدمة فى الطباعة.
وأوضح الظفيري أن الطفل فى المرحلة الأولى يتسم بخيال محدود، لذلك تناسبه الكتب التي تغلب عليها الرسوم والكلمات القليلة، بينما يمتلك في المرحلة العمرية الثانية خيالاً أوسع ورصيداً أكبر من الكلمات، إلى جانب احتكاكه بالشارع والمدرسة وعالم الأصدقاء، وذلك يؤهله لقراءة قصص تزيد فيها مساحة الكلمات المصاحبة للرسوم. ومن حيث المضمون يفضل أن يتم منح الطفل في هذه السن القصص التي تساعده على الاندماج مع المجتمع وإلى التفاعل بصورة إيجابية مع محيطه.
ونوه الباحث الظفيرى إلى أهمية المبادرات المختلفة التي انطلقت من الإمارات، نظراً لإسهامها في الارتقاء بأدب الطفل، مثل تحدي القراءة، ومنصة أفق التي أطلقتها هيئة الشارقة للكتاب، ومبادرة ألف كتاب وكتاب، ومبادرة مكتبة الأسرة، إلى جانب منح الترجمة التي تقدم للناشرين.
ولفت الظفيرى إلى موضوع الكتاب الرقمي والأطفال، ولفت إلى خطأ المقارنة بين الكتاب الورقي والكتاب الرقمي، قائلاً:إن الكتاب الورقي لا يزال يحظى بالصدارة، وأن انشغال الأطفال بالوسائط الرقمية لا يعني بالضرورة أنهم يقرأون كتبا رقمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة