يعد الاقتصاد الأخضر هو الطريق الوحيد وطرق النجاة للتعافى من الآثار السلبية لجائحة كورنا، فقد أشار تقرير لـ"المنتدى الاقتصادى العالمي" بأن التركيز على التعافى اقتصادياً من جائحة كورونا بشكل يراعى البيئة، من شأنه أن يعزز الاقتصاد العالمى بـ10 تريليونات دولار سنوياً، ويولّد 395 مليون وظيفة مع حلول 2030.
ويواجه العالم تحديات كبيرة، منها جائحة كورونا، وتغيّر المناخ، وتصاعد معدلات الفقر وعدم المساواة، وتزايد أوضاع الهشاشة والعنف.
وأكد صندوق النقد فى تقرير له أن وضع قضايا المناخ وتصحر الأراضى والتنوع البيولوجى والمياه وغيرها فى صميم استراتيجيات الدول مع قيام كل دولة بتنفيذ جهود التعافى الاقتصادى - لإعادة بناء الاقتصاد ولتقوية النظم الصحية، نظراً للتأثيرات السلبية لتدهور النظام البيئى وفقدان التنوع البيولوجى على الحياة اليومية وإعاقته لخطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.
ولإشراك القطاع الخاص فى الاقتصاد الاخضر لمًا له أهمية كبيرة وقعت جمعية رجال أعمال الإسكندرية، ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، بروتوكول تعاون لتهيئة البيئة المُشجعة للقطاع الخاص على التحول الأخضر والاستثمار فى المجالات الأكثر استدامة، حيث يتم الاتفاق حول المعايير والقواعد المتعلقة بهذا التحول وتحديد القطاعات ذات الأولوية، وكذا الإصلاحات الهيكلية المطلوب تنفيذها بشأن تشجيع الاستثمار الخاص فى هذه القطاعات.
وأخذت مصر خطوات التعافى الأخضر، وعملت على دمج القطاع الخاص والمجتمعات المحلية فى مسارات التنمية فيما يخص ملف البيئة على الرغم من الآثار الاجتماعية والاقتصادية السلبية الهائلة وغير المسبوقة لأزمة COVID-19 على الدولة.
وأظهرت مصر ريادتها على المستوى الإقليمى، حيث كانت اول دولة فى شمال إفريقيا والشرق الأوسط تقوم بإصدار سندات خضراء بقيمة 750 مليون دولار فى سبتمبر 2020، لتمويل الطاقة المتجددة، والنقل والإسكان المستدامين، وكذلك إدارة النفايات، كجزء من جهود مصر للسير قُدماً نحو عمليات التعافى الأخضر، كما وافق مجلس الوزراء على إصدار معايير الاستدامة البيئية التى يجب أن تضعها فى الاعتبار أى مشروعات أو استثمارات يتم تنفيذها.
وبلغت قيمة محفظة مصر من المشروعات الخضراء 1.9 مليار دولار حتى شهر سبتمبر 2020، منها 16% فى مجال الطاقة المتجددة، و19% بمجال النقل النظيف، و26% بمجال المياه والصرف الصحى، و39% فى مجال الحد من التلوث.
وأبرز المشروعات الخضراء التى تستهدفها السندات الخضراء، وتتمثل فى مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، ومشروعات التكيف مع التغيرات المناخية، وكذلك مشروعات وسائل النقل النظيفة، ومشروعات التحكم فى التلوث ومنعه، ومشروعات المبانى الخضراء.
وعن نماذج المشروعات الخضراء المنفذة والتى يجرى تنفيذها، بمجال الطاقة المتجددة، إلى أنه تم تنفيذ مشروع مجمع بنبان للطاقة الشمسية بإجمالى حجم استثمارات أكثر من 2 مليار دولار، وبإجمالى حجم قدرة إنتاجية 1465 ميجا وات.
كما يجرى تنفيذ مشروع توليد الكهرباء بتكنولوجيا الضخ والتخزين “عتاقة”، بحجم تكلفة 2.7 مليار دولار، وقدرة إنتاجية 2400 ميجا وات، إضافة إلى توقيع عقد بقيمة 4.3 مليار جنيه لتنفيذ مشروع محطة توليد الكهرباء من طاقة الرياح فى خليج السويس، وبإجمالى قدرة إنتاجية 250 ميجا وات.
وبالنسبة لمجال النقل، يجرى تنفيذ مشروع القطار الكهربائى بإجمالى تكلفة 1.2 مليار دولار، و7 مليار جنيه، سوف يستفيد منه نحو 500 ألف راكب يومياً، كما يجرى تنفيذ مشروع خطى مونوريل العاصمة الإدارية و6 أكتوبر بإجمالى حجم تكلفة 2.7 مليار يورو، سيستفيد منه نحو 650 ألف راكب يومياً.