قد يعتقد الكثير منا أن الأشخاص المكفوفين يختلفون كثيرًا عن المبصرين، ولكن فى الحقيقة هم أشخاص يتعاملون مع ظروف الحياة بأشكال مختلفة، وهو ما أدركته إيمان الحسيني، والتى حاولت تطويع موهبتها فى الطبخ لمساعدة شريحة مهمة فى المجتمع وهم المكفوفين، وتعليمهم الدخول إلى المطبخ وطهى مختلف الوصفات.
دكتورة إيمان خلال تعليمها للمكفوفين
دكتورة ايمان الحسينى المداح الحاصلة على دكتوراة فى ترميم الآثار، وعضو هيئة تدريس سابق بكلية الاثار والارشاد السياحى، ودفعها حبها للطبخ إلى عمل مدونة باسم "جوا الحلة" لتعليم أشهى الوصفات، بمساعدة أختها إسراء والتى تحترف التصوير.
دكتورة إيمان الحسينى المداح
وبعد 6 شهور من نجاح المدونة في تصوير وطهي الوصفات بطريقة احترافية، بدأت الدكتورة إيمان وأختها فى التفكير فى خدمة المجتمع من خلال فكرتهم، ومن هنا جاءت الفكرة للدكتورة إيمان لتعليم فن الطهى للمكفوفين، وقامت بعرض فكرتها على وزارة الثقافة المصرية، وحصلت على حقوق الملكية الفكرية لهذه الفكرة المميزة.
خلال تعلمهم الطبخ
وعن فكرتها قالت الدكتورة إيمان الحسينى المداح لليوم السابع: "بدأت أجهز المطبخ الخاص بى للتعامل مع المكفوفين، بالفعل وجالى 3 بنات وأتعلموا معايا الطبخ وأصبحوا مؤهلات لإعطاء دورات فى الطهى لغيرهم ، وبدأت أتعرف أكتر على عالم المكفوفين، ومع دخول فيروس كورونا توقفت الكورسات الخاصة بالمكفوفين، ولكنى بدأت فى أتجاه آخر وهو تأليف كتاب للطبخ للمكفوفين".
تعليم الطبخ للمكفوفين
وحرصت الدكتورة إيمان أن يكون كتابها عن الوصفات موجه لفاقدى البصر من خلال تأليفه بطريقة برايل، وخاطبت من خلاله حواس المكفوفين الأربعة وأستبدلت حاسة البصل بالسمع للوصول إلى هدفها.
كتاب جوا الحلة
وأكدت الدكتورة إيمان أن الكتاب يتميز بتخصيص جزء لشرح كل عوامل الأمان والسلامة التي يجب أن يتبعها المكفوف عند دخوله للمطبخ.
وعن الكتابة بطريقة برايل قالت الدكتورة إيمان: "التكنولوجيا ليها فضل كبير، كتبت الكتاب على الورد ووديته لمطبعة خاصة بالمكفوفين وقاموا بتحويل الكلام لطريقة برايل وده وفر وقت ومجهود كبير جدًا".
واحدة من أصحاب الهمم
وتابعت الدكتورة إيمان لـ"اليوم السابع" قائلة: "الفكرة كبرت بسبب كورونا، لقينا نفسنا مش قادرين نروح لحد أو حد يجى، ففكرنا فى تطبيقات الموبايل، ودلوقتى بمساعدة اخواتى بنعمل أول تطبيق من نوعه لتعليم الطبخ وهيطلع فى شهر 6".
خلال تعلم الوصفات
تطبيق الموبايل يختلف عن باقى التطبيقات الموجهة للمكفوفين، حيث سيعتمد على الوصفات المسموعة بصوت بشرى، وهو ما لاقى إستحسان كثير من المكفوفين.
وعن التحديات التى واجهتها إيمان لتعليم المكفوفين الطبخ قالت: "التحديات كبيرة لتعليم المكفوفين الطبخ، زى وجود النار والسكينة والأمان والسلامة".
خلال تعليمهم الطبخ
وأكدت الدكتورة إيمان أن من أهم عوامل السلامة والأمان للكفيف عند تعلم الطبخ، هو إعداد الأدوات الخاصة بهم، موضحة أنه يجب أن يقوم الشخص الكفيف بترتيب مطبخه وأدواته بفسه، بدءًا من السكاكين وصولاً إلى برطمانات التوابل، وإذا كان يساعدهم شخص مبصر يفضل ألا يعيد ترتيب المطبخ وأدواته مرة أخرى، وفى حالة تربية حيوان أليف يفضل حبسه قبل البدء بالطبخ حتى لايقوم بأى حركة تربك الشخص الكفيف أثناء الطبخ، كما يجب ترك مسافة بينه وبين البوتاجاز واستخدام ولاعة ذات مقبض طويل فى حالة عدم وجود غاز حتى لا تقترب أيديهم من النار دون وعى.
إحدى المكفوفات تقوم بالطبخ
وعن المدة التى يمكن ان يتعلم فيها الكفيف الطبخ قالت دكتورة إيمان :"فى أقل من أسبوع ولكن فى ساعات مكثفة أصبحوا طباخات ماهرات، بسبب طموحهم وإصرارهم وعزيمتهم، وأنا تعلمت منهم الطموح والتفاؤل".