هنا قبر الخديوي إسماعيل وأمه.. الجدة قاتلت حفيدها توفيق.. لايف من السرداب

الأحد، 30 مايو 2021 06:19 م
هنا قبر الخديوي إسماعيل وأمه.. الجدة قاتلت حفيدها توفيق.. لايف من السرداب الخديوي إسماعيل
كتب محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بث تليفزيون اليوم السابع، حلقة جديدة من حلقات لايف من السرداب، التي يقدمها ويعدها محمود حسن، على تليفزيون اليوم السابع.

وجاءت تلك الحلقة من مسجد الرفاعي، وتحديدا أثناء زيارة قبر الخديوي إسماعيل وأمه خوشيار هانم، وروت القصة الحزينة لخوشيار هانم وكيف واجهت حفيدها أثناء الثورة العرابية، وقامت بدعم الثورة العرابية التي وقفت بوجه الخديوي توفيق بكل شراسة.

ورغم النهضة التي حققها الخديوي إسماعيل إلا أن الديون التي استدانها تسببت في مأساة عظيمة وضخمة، والحقيقة أن الكثير من هذه الديون كانت لحياته الشخصية، فمن الممكن مثلا أن نقرأ في كتاب المؤرخ المصري الكبير محمد صبري السربوني "الإمبراطورية المصرية في عهد إسماعيل" لنرى أمثلة هذه القروض.


لنجد مثلا أن الخديوي نال قرض سنة 1866 قيمته 3 ملايين جنيه إنجليزي، ورهن في مقابله إيرادات السكة الحديد، ليدفع رشوة للسلطنة العثمانية للحصول على فرمان مايو 1866 الذى يجعل وراثة الحكم في مصر بين أبناء إسماعيل فقط، بعدما كانت في أكبر أفراد عائلة محمد على كلها.

وبعد سنوات من القروض الضخمة انتهى الأمر بكارثة مالية في الدولة المصرية، وفي كتابه مصر والمسألة المصرية" للكاتب الإنجليزى "ماكنزى والاس" بيحكى مشهد جمع الضرائب من الفلاحين فيقول إن الفلاحين كانوا يضربون بالكرباج لجمع أموال الضرائب، ويطوف الريف المصري مرابين يونانيين يقوموا بمنح الفلاحين ديون بالربا لسداد أموال الضرائب ما يدفع الفلاحين لترك أراضيهم، حتى أن المساحة اللى هجرها الفلاحين في الشرقية والدقهلية بس في سنة 1875 بس 47 ألف فدان، تركهم أصحابهم وهربوا.

في نهاية عهد إسماعيل وبداية عهد توفيق بدأت الثورة العرابية بأحداثها الطويلة والكثيرة والتي استمرت 3 سنوات، وفى يونيو من عام 1882 بدأ الفصل النهائي من الثورة حين بدأت إنجلترا تدك مدينة الإسكندرية بالقنابل وبدء عملية احتلال مص
ر.

وساعتها انقسمت أسرة إسماعيل انقساما مريرا واضطر الأب أن يحارب ابنه، والجدة أن تحارب حفيدها!.

يقول المؤرخ "حافظ دياب" في كتابه انتفاضات أم ثورات، إن الخديوي إسماعيل بدأ يتواصل وقتها مع عرابي، بل وبدأ يسهل له التواصل مع أجانب لنصحه كي يكونوا مستشارين له مثل جون نينيه السويسري الذى أصبح من كبار نشطاء الثورة العرابية، بل وأرسل الخديوي إسماعيل مقاتلين من الثوار الذين شاركوا في انتفاضة كوميونة باريس، التمرد الفرنسي الشهير الذى وقع سنة 1871، كي يمدوا عرابي بخبراتهم في المقاومة المسلحة.

 

أما خوشيار هانم فقامت بدور وطني عظيم، فتبرعت الجدة المسنة بالخيول اللازمة لجيش عرابي، وبأموال طائلة لتمويل طعام جيش أحمد عرابي والذى في لحظة من اللحظات كان حاول يحرق سراي الرمل كي يقتل حفيدها الخديوي توفيق الموجود داخلها حرقا. وأن تدعم الثورة العرابية التي استصدرت فتوى من الأزهر إن الخديوي توفيق خرج من الدين والملة، وأصبح كافر وخائن لوطنه ودينه.

بالطبع فشلت الثورة العرابية وخوشيار هانم السيدة المسنة الخيرة توفيت سنة 1885 بعد 3 سنين من فشلها ودفنت في مسجد الرفاعي غير مكتمل البناء وقتها.

وفيما يشبه نوع من أنواع الانتقام من الخديوي توفيق من جدته التي وقفت ضده، لم يقم الخديوي توفيق بوضع طوبة واحدة لإكمال بناء المسجد حتى مات سنة 1892 حين كان عمره 40 سنة فقط، وأيضا لم يختر أن يدفن هنا بل ذهب بعيدا عن مقابر عائلته كي يبني لنفسه مقبرة خاصة به هو فقط ، في المكان المعروف بقبة أفندينا بصحراء المماليك.

واستمر مسجد الرفاعي غير مكتمل البناء، حتى أكمل بناؤه الخديوي عباس حلمي الثاني وافتتحه سنة 1912، بعد 27 سنة كاملة من وفاة جدته خوشيار هانم.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة