"كوفيد 25"، يعد من الأعمال التى حققت نجاحًا باهرًا، والذى نافس به النجم يوسف الشريف فى موسم رمضان المنقضى، حيث نافس به فى الجزء الثانى من الشهر الكريم، وجمع العمل بين المخرج السينمائى أحمد نادر جلال، والمؤلفة إنجى علاء، التى تقدم ثانى تجاربها فى عالم الدراما التليفزيونية كقصة وسيناريو وحوار، "اليوم السابع" أقامت ندوة فنية لتكريم صناع المسلسل، وتناقش معهم العديد من الأمور الفنية التى تخص المسلسل.
فى البداية تحدث النجم يوسف الشريف خلال ندوة تكريم صناع مسلسل "كوفيد 25"، والتى حضرها الزملاء بقسم الفن، عن كواليس العمل وتحضيره للشخصية، كما كشف عن أصعب المشاهد التى واجهته وأسباب اتجاهه لنوعية هذه المسلسلات المصنفة بأنها خارج الصندوق.
وعن سر اختيار يوسف الشريف لـ"كوفيد 25" قال: "المسلسل كان تجربة مخاطرة، وعمل مختلف ولأول مرة بالوطن العربى أن يتم تقديم عمل بهذا الشكل، وهو ليست له علاقة بالظروف التى نعيشها فى أجواء كورونا، ولكن كنت حابب تقديم عمل عن الزومبى، وكنت قلقا، هل يتقبل المشاهد العربى هذا؟ وكنت متيقنا من أن الجمهور يتقبل الأعمال ما دامت جيدة ومبذولا فيها مجهود، وطالما نحاول فمن المؤكد أننا سنقدم شيئا جيدا، واستشهد بمسلسل "رقم مجهول"، وكان خارج الصندوق فى فكرته، وأصبح كل عام يُطلب منى مسلسل بنفس شكل "رقم مجهول"، وقدمت "كفر دلهاب" وكان تيمته رعبا فى رمضان، واجتهدنا لتقديمه، ونجح بشكل كبير أيضا.
وأضاف "الشريف": كنت بافكر فى "كوفيد 25" من مدة، وكنت باتابع برنامج لو إن الفيروس اتطور والناس بقت زومبى، فعجبتنى الفكرة، وبلغت إنجى علاء، وقدرت تبلورها فكرة للمسلسل، والمخرج أحمد نادر جلال سمع منى الفكرة، وقرأ الحلقة الأولى عجبته جدا وده طمنى، وهو عنده الحس الدرامى وهو شاطر فى التكنيك الإخراجى والدرامى معا، وقدمنا "كوفيد 25"، وهى قصة خيالية وليست خيالا علميا".
وفى هذا الصدد قال المخرج أحمد نادر جلال، إن الفنان يوسف الشريف دائما يقدم أفكارا بتشد جدا، والحلقة الأولى من المؤلفة إنجى خلتنى أتحمس للمشروع أكتر، وبالنسبة لى، القصة هى التى كانت تحكم عدد الحلقات سواء 15 أو أكثر، وأنا غير مجبر على الـ30 حلقة، ولا بد أن يكون الموضوع يحتمل الـ30، وإحنا قدمناه بالشكل الأمثل فى 15 حلقة، والإيقاع أسرع، والمعلومة وصلت بشكل أفضل، ولكن بتصعب الموضوع على المؤلف، لأنه بيكون مجبر أن يقدم الرؤية بأكملها فى 15 حلقة فقط.
وأكد يوسف الشريف، أن إنجى علاء كانت تكتب على أساس أن العمل فى البداية سيكون 30 حلقة، ولكن مع مرور الوقت واقتراب رمضان، فكرنا فى تأجيله لرمضان 2022 أو عرضه 15 حلقة، وهذا ما حدث وقررنا العرض هذا العام، وكان فى ذلك صعوبة على المؤلفة لأنها أعادت الكتابة من البداية على أساس الـ15 حلقة وضغط القصة بأكملها.
وعن أسباب اتجاه يوسف الشريف لنوعية هذه المسلسلات المصنفة بأنها خارج الصندوق، علق: «بادور على الاختلاف، ولكن لازم المضمون، ومعنى جديد، وحدوتة جديدة وشخصية مختلفة، وأنا ماعنديش قيود وبفكر بدون حدود، ولكن لا أيأس، وكلى ثقة بأننا نستطيع عمل أى شىء، وعندى قناعة إن مافيش حاجة توقفنى ولازم نجتهد ونقدم شىء جيد، والناس هتقدرك وخط الأعمال المستقبلية بأعمالى مجرد صدفة، وهذا ما حدث بالتحديد فى مسلسلى «النهاية، وكوفيد 25».
وردت المؤلفة إنجى علاء، عما تم تداوله عنه فكرة أن «الشامبو» هو العلاج، والحل فى الهروب من الزومبى، قائلة: «مادة الفورمالين هى مادة لحفظ الموتى، ويستخدمها الأطباء لعدة استخدامات، ولكن لوجوده فى تركيبة فرد الشعر فتم استخدامه ليحفظ أبطال العمل من الزومبى، خاصة أن المادة الخام هى سامة، والحل جاء بشكل مبسط ودى كانت ميزة المسلسل».
وأضافت «علاء»، إن الحالات النفسية لأبطال المسلسل كانت شيئا صعبا، خصوصا إنى قابلت قصص إنسانية فى أيام كورونا، ومع التطور بعد 5 سنوات تخيلت إزاى هيتعامل الناس مع هذا المرض، وأن الفيروس داخل الشخصيات أصعب من الزومبى، والخطر فى المسلسل من البشر وليس من المتحولين.
وحول ما تردد عن أن مسلسل «كوفيد 25» مقتبس من فيلم أجنبى، قالت: «الاقتباس من أفلام والمسلسلات الأجنبية بالمئات، وقرأت روايات كتير، ولكن لم نقتبس إنما هى تيمة نقدمها بشكل مختلف والعالم بكل لغاته يقدم أفلام زومبى».
وأكد يوسف الشريف، أن الفيلم الأجنبى «Bird Box» ليست له علاقة بمسلسلنا «كوفيد 25»، واللى قال كده قال بمجرد رؤية الحلقة الأولى فقط واستعجل، وماكملش المسلسل للآخر، ودراما الفيلم مختلفة عن «كوفيد 25» نهائيا، لأن الفيلم قائم على عدم النظر للأشياء بشكل عام والبطلة تنقذ أبناءها أيضا، وهم بيغطوا أعينهم وهذا بعيد عما قدمناه فى المسلسل نهائيا، وكان ممكن نستخدمها لكن هذا الأمر لم يحدث على الإطلاق.
وعلق المخرج أحمد نادر جلال، على نهاية "كوفيد 25"، قائلا: "صعوبة المسلسل تكمن فى أن أغلب مشاهده وجود 32 ممثلا فى مكان واحد طوال تصوير العمل، وأن تخرج من كل ممثل مشاهده بشكل مميز، ومشاهد قطار ومقطورة، وكانت الحلقتان 14 و15 فى غاية الصعوبة، والتصوير كان فى عدة أماكن فى مصر".
وعن التوأمة الفنية بين يوسف الشريف وأحمد نادر جلال، قال «الشريف»: «أنا من مدرسة كلاسيكية، باحب أكون قدام المخرج سنة أولى تمثيل، وباسلمه نفسى بسبب الثقة الكبيرة بيننا، وهذا ما يحدث بينى وبين أحمد نادر، ومع مخرجين آخرين، ولكن ما يميزه هو من أفضل مخرجى الوطن العربى، وهو متأسس بشكل درامى كبير وتكنيك متطور، وتقديم صورة مميزة وأعماله كلها نجاح، وأنا من معجبيه، وباحاول أستغله على قد ما أقدر، ويقدر يقدم الفكرة بشكل سريع، وما حدث فى إعلان فيلم «السرب» وصل الإحساس فى عدة دقائق بسيطة، وهذا سر تميز المخرج أحمد نادر، وتحقق ذلك فى مسلسل 15 حلقة، وهو كوفيد 25».
وأضاف أحمد جلال: «إحنا أصحاب برة الشغل، وبينا كيميا بتوصل فى النهاية للمشاهد بالأعمال الجيدة، ومؤمن بأن العلاقة بين المؤلف والمخرج والممثل يجب أن تكون فيها ثقة وتفاهم وارتياح لتوصيل الحدوتة للجمهور وبيسهل الشغل فى كل مراحله».
وفى نهاية الندوة، كرمت «اليوم السابع» صناع مسلسل «كوفيد 25»، وكان فى استقبالهم الكاتب الصحفى عمرو صحصاح، رئيس قسم الفن، وسلمهم درع التكريم الكاتب الصحفى أكرم القصاص، رئيس التحرير التنفيذى.