أكد الدكتور محمد البدرى سفير مصر فى الصين أن تطلعات القيادتين المصرية والصينية نحو تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية كبيرة للغاية وبلا حدود، وأن هناك جهودا حثيثة تبذل لزيادة حجم الاستثمارات الصينية في مصر خلال الفترة المقبلة، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن الجانبين على تواصل وتشاور مستمر في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال الدكتور البدرى –في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط في بكين اليوم، على هامش احتفالية نظمتها السفارة المصرية بمناسبة الذكرى الـ 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين- إن "تطلعاتنا للعلاقات حدودها مفتوحة، وتطلعات الرئيسين عبد الفتاح السيسي وشي جين بينج حيال العلاقات كبيرة للغاية".
وأضاف الدكتور البدري أن المرحلة الماضية شهدت تفاعلات عديدة ونشاطا كبيرا في العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيراً إلى أن شهر أبريل الماضي شهد التوقيع، عبر دائرة الفيديو بمقر السفارة، على اتفاق لانتاج لقاح " كوفيد- 19" بين شركة "سينوفاك" الصينية ممثلة في مديرها العام، ووزارة الصحة بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، لافتا إلى أن احتفالية الذكرى الـ 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية كانت فرصة لتكريم شركتي "سينوفارم" و"سينوفاك" على توفير ملايين الجرعات لمصر.
وتابع أن شركة صينية وقعت مؤخرا على اتفاق المرحلة الثالثة لبناء حي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة مع الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وذلك عبر دائرة الفيديو بمقر السفارة في بكين، إلى جانب قيام المنطقة الصناعية الصينية "تيدا" شمال غرب خليج السويس بتوسعات وبناء هيكل يرمز إلى المستوى المتميز للعلاقات المصرية الصينية.
وحول التبادلات التجارية والميزان التجاري بين الجانبين، قال الدكتور محمد البدري سفير مصر في الصين "هناك بعض الأمور يفضل النظر إليها من خلال الميزان الجاري، بمعنى النظر إلى كافة التدفقات المالية بين البلدين، خاصة وأن أغلبية الدول المتعاملة مع الصين لديها عجزا في الميزان التجاري بحكم أن الصين عملاق اقتصادي (ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم)، وأن ما يتم العمل عليه هو إصلاح بعض الخلل في هذا الميزان.
وأشار إلى أنه عند النظر إلى الميزان الجاري، هناك عنصرين مهمين، هما: السياحة، حيث تم تجهيز خطة شاملة بالتنسيق مع وزير السياحة والآثار لدفع السياحة الصينية إلى مصر، خاصة وأن السياحة المتدفقة إلى مصر عام 2018 بلغت نحو نصف مليون سائح من إجمالي 180 مليون سائح صيني حول العالم، موضحا أنه برغم تفشي جائحة "كوفيد-19" وتأثيرها بالسلب على السياحة وحركة السفر الدولية، إلا أن الاستعدادات من جانب مصر في هذا المجال مازالت قائمة ولم تتوقف، و"سنشهد طفرة كبيرة مع انفراج الأزمة (كورونا)".
ولفت الدكتور البدري إلى أن العنصر الثاني يتمثل في تدفقات رأس المال، حيث تسعى مصر إلى زيادة الاستثمارات الصينية إلى مصر، كاشفا عن أن السفارة قامت بجهود كبيرة مع شركتين (لم يفصح عنهما) بالتنسيق مع الجهات المعنية في مصر، وأن نتائج هذه الجهود سيتم الكشف عنها، على الأرجح خلال الأشهر المقبلة.
وبشأن التنسيق بين الجانبين المصري والصيني في مختلف القضايا، شدد الدكتور محمد البدري سفير مصر في الصين على أن مصر عبر التاريخ هي المرتكز الجغرافي والتاريخي لما يحدث في المنطقة، مشيرا إلى أن مصر والصين على تواصل وتشاور مستمر في كل القضايا.
وأوضح الدكتور البدري أنه على سبيل المثال، خلال الجهد الرفيع الذي قامت به الجهات المصرية بتوجيه مباشر من الرئيس السيسي، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل، وأنه خلال الملحمة التي قامت بها الدولة المصرية، حدث اتصال بين مبعوث الحكومة الصينية الخاص لمنطقة الشرق الأوسط مع مساعد وزير الخارجية ومستشار الوزير للشؤون السياسية للتعرف على الجهود المصرية في هذا الشأن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة