طوال أيام شهر رمضان الكريم تتحول حارة الأمير يوسف بالسيدة زينب إلى خلية نحل نشطة، ينهمك الصغار مع الكبار في إعداد وجبات إفطار شهية للبسطاء، يحرصون أن تكون مائدة "ملوكي" بأطعمة شهية كالبط والحمام والممبار واللحوم المحمرة والكرشة والفشة والكبدة.
عادة بدأها نحو 15 شابًا من حارة الأمير يوسف قبل 13 عامًا لا زالت مستمرة حتى الآن، وتحولت مائدة الرحمن الشهيرة للحارة بسبب ظروف جائحة كورونا إلى وجبات تعبأ وتوزع على البسطاء خارج الحارة وداخلها.
عدسة "اليوم السابع" قضت يومًا في حارة الأمير يوسف، حيث يبدأ العمل لتحضير وجبات الإفطار من الحادية عشرة صباحًا حتى الخامسة، حيث يبدأ التوزيع وبعد تناول الإفطار بساعات تبدأ جولة أخرى مسائية لنساء الحارة يجهزن خلالها الطعام لطهيه في اليوم التالي.
يتعاون الجميع بشكل مبهر ليخرج الطعام في أفضل صورة، فالنساء إحداهن تنظف الممبار وأخرى تجهز الحشوة وثالثة تقطع لحمة الرأس أما الرجال فيتابعوا الطهي على النار ويتم تعبئة الوجبات وتوزيعها، وآخرين يتولون مهمة شراء الأطعمة وتوصيلها إلى مطبخ الخير وحتى الأطفال وجدوا لهم دور في هذا المشهد الرائع فساعدوا في تعبئة وتوزيع العصائر.
"رشا محسن" إحدى المشاركات في مائدة رحمن شباب حارة الأمير يوسف، ربة بيت، وتشارك في المائدة منذ سنتين، تقول: أشعر بسعادة شديدة أثناء عملي في المائدة رغم المجهود الكبير الذي نقوم به إلا أنه ينتهى حين يأخذ الصائم وجبته".
العمل فى إعداد الإفطار
التحضير للمائدة لا يبدأ في شهر رمضان وإنما من قبلها بشهور فتقول رشا "نقوم بتجهيز الأطعمة طول العام كل موسم وأطعمته، خضراوات الصيف نشتريها وننظفها ونخزنها في الثلاجات وكذلك خضراوات الشتاء، أما اللحوم فنأتي بها طازجه".
أحمد زكى، من الشباب المؤسسين في المائدة، يقول لـ"اليوم السابع": جميعنا في الحارة كبير وصغير يحب عمل الخير ويتسابق عليه، مائدتنا منذ 13 عامًا، نقدم فيها وجبات لم تقدم في موائد أخرى، "حمام، بط، لحمة رأس، فراخ مشوية، محشي، كشك تورلي باللحمة الضاني، وتورلي باللحمة المفرومة، نقدم كل الأطعمة التي يشتهيها البسطاء، "الحلو في المائدة بتاعتنا إنها بتجمعنتا مع بعضنا بنسمع كتير الناس بتقول إحنا مش حاسين برمضان، لكن إحنا هنا بنحس بطعم وريحة رمضان لأننا بنعمل حاجة حلوة وبناخد عليها ثواب من ربنا".
أما محمد أحمد أحد المؤسسين والقائم والمعد الأساسي للمائدة يقول: "إحنا هنا في المائدة مش بنحب نعمل آكل تقليدى، بنحب نعمل الأكل اللي الناس الغلابة ماتعرفش تشترية من المحلات، والحاجات الغريبة عشان زبائن ربنا يحبوا مائدتنا".
أضاف ""اللي حصل السنة اللي فاتت بسبب كورونا زعلنا كلنا، وقفنا فرش المائدة وعملنا وجبات، لكن الأحسن كتير هو فرش المائدة وبتكون فرحة للكبير والصغير".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة