"عمل الخير في شهر الخير"، هذا هو شعار جميع الناس خلال ثلاثون يومًا من الصوم والتعبد والطقوس العديدة الخاصة فى شهر رمضان الكريم الذى تكثر فيه أعمال الخير والتبرعات لمساعدة المرضى والفقراء والمحتاجين، ومن بين ما يقدم من أعمال خير تلك الواقعة التى حدثت فى المغرب لمساعدة سيدة في تدبير نفقات منزلها بسبب ظروفها الصعبة نتيجة إصابة زوجها بمرض السرطان، وهى بيع طبق مغربى شهير بقرابة 5 آلاف دولار.
وفى تفاصيل الواقعة، وصل سعر كيلوجرام واحد من طبق "سلو" الذى يعرف أيضًا بأسماء "الزميتة" أو "السفوف"، إلى حوالى 5000 دولار فى المغرب، حيث بيع الطبق المغربى فى مزاد علنى على موقع "إنستجرام"، وبدأت المزايدة عليه بـ20 دولارا.
وتجربة بيع "أغلى طبق سلو فى العالم"، تعود إلى مبادرة أطلقها شاب مغربى يدعى جلال اعويطة، مؤسس جمعية "عطاء الخيرية"، الذى نظم المزاد على صفحته لصالح سيدة تدعى "عزيزة" من مدينة مراكش جنوب وسط المغرب، وهى التي قامت بتحضير الطبق بينما تعانى من أوضاع اجتماعية صعبة بسبب إصابة زوجها بمرض السرطان.
ومن جهته، قال مؤسس جمعية "عطاء الخيرية"، جلال اعويطة، لموقع "سكاى نيوز" عربية، "إن المزاد يدحل ضمن أهداف الجمعية التى تأسست قبل سنوات، إذ أننا نسعى من خلالها إلى ترسيخ ثقافة العمل التطوعى فى المغرب".
وعن فكرة المزاد، أضاف "التقيت السيدة عزيزة خلال توزيعنا المساعدات على الأسر المحتاجة بالمدينة الحمراء، فاقترحت عليها أن أدخل طبق "سلو" الذى حضرته فى مزاد تستفيد من دخله، خصوصا أنها هى من تعيل أسرتها عبر بيعها لبعض الأطباق المغربية ومن ضمنها طبق "سلو"، وذلك لأن زوجها لا يعمل بسبب إصابته بمرض السرطان.
وطبق "سلو" أو "زميتة"، واحد من الأطباق التقليدية فى المطبخ المغربى، ويتربع على عرش مائدة شهر رمضان وبعض المناسبات والأفراح، ويتكون الطبق الشهير من مزيج الطحين المُحمص واللوز والسمسم والسكر والزبدة، وثمنه فى الأسواق لا يتعدى 20 دولارا للكيلوجرام الواحد، لكن تفاعل رواد موقع "إنستجرام"، مع قصة كفاح عزيزة، جعلت الطبق يحطم كل المقاييس ويتم بيعه بسعر ضخم غير متوقع.
وأشار اعويطة، إلى أن رسالته من المزاد الذى انتهى ببيع طبق "سلو" بحوالى 5000 دولار، تتجلى فى التأكيد على أنه لا غنى لكل مكونات المجتمع عن بعضها البعض، وأنه بتوحد الجهود جميعاً يمكن صنع المعجزات.
ولا تعتبر هذه التجربة الوحيدة التى قام بها جلال اعويطة، مؤسس تطبيق "يتيمى" لمساعدة الأيتام، فقد سبق ونظم مبادرة مماثلة نجح من خلالها فى بيع "زربية" صغيرة - أي سجادة - فى مزاد بـ2000 دولار، والتي نسجتها فتاة يتيمة بيديها.
ويروى عويطة تفاصيل مساعدة الفتاة اليتيمة، ويقول إن "سعاد من البنات المكفولات عبر تطبيق "يتيمي" الخيرى بمنطقة أزيلال، تعيش فى العالم القروى وتعانى من ظروف صعبة لم تمنعها من التفوق دراسيًا.. ووضعت زربيتها "سجادتها" التى يبلغ قياسها 1.30/0.90 متر فى مزاد علنى بنفس الطريقة، ومع انتهاء مهلة التحدى التى تمتد لـ24 ساعة، حصلت الفتاة على مبلغ 2000 دولار، بينما كانت تنوى بيعها فى السوق الأسبوعى بـ25 دولارا فقط".