واصل ابناء شمال سيناء تقليد استقبال المسافرين على طريق العريش القنطرة، وتقديم وجبات إفطار سريع لهم قبيل انطلاق أذان المغرب من كل يوم يتشارك فيها أطفال صغار وشباب من مختلف الأعمار، بالتزامن مع حملات إفطار صائم بوجبات جاهزة تجهز بمطابخ الخير وتصل للأسر المستحقة عصر كل يوم.
كان من أبرز مشاهد افطار الصائمين على الطريق هذا العام داخل مدينة العريش على مسار الطريق الساحلى الدولى فى منطقة "ال ايوب" ، وفيها يقوم شباب من مختلف عائلات العريش بتقديم وجبات إفطار سريع المسافرين والعائدين لمنازلهم وقد تأخر وصولهم.
قال حلمى الشريف طالب بجامعة العريش، إن عددهم يوميا يتراوح ما بين 4 إلى 9 شباب من كل الأعمار ، وهم من كل عائلات العريش ويبدأون فى التجمع على جانبى الطريق وإيقاف السيارات وتقديم وجبة إفطار لكل مار.
وأضاف أن الوجبات عبارة عن زجاجات مياه وعصائر وتمر يتعاون فى تجميعها الشباب وأصحاب ومتبرعين من أهل الخير، جميعهم يشجعون ويدعمون الشباب الذين اعتادوا على القيام بهذا الدور وهي عادة متوارثة.
وتابع أنهم يؤدون دور سبقهم فى أدائه آباء وأجداد، حيث مسار الطريق يمر من المكان ووجود مسافرين هى الفرصة لخدمتهم واقتناص الأجر، وأردف "كلنا نبحث عن الثواب فى الشهر الكريم".
وبدورهم جدد أطفال وشباب من حي أبو صقل مبادرة إفطار صائم والتى من خلالها يخرجون من بيوتهم بالعصائر والتمور ويقدمونها للمارين من منطقتهم فى توقيت آذان المغرب.
قال محمد بكير، إنهم فى كل رمضان يجددون عادتهم حتى أن أطفال صغار نشأوا على هذا التقليد وأصبحوا الآن شبابا كبار يؤدون نفس المهمة الخيرية، لافتا إلى أن المشاركين أعمارهم من 6 حتى 18 عاما، ويطلقون على أنفسهم فريق "الشهيد المنسى للخير".
أضاف أن أجمل ما فى هذه المشاهد الرمضانية أنها ترسخ فى وجدان صغار تقديم الخير لعابر سبيل، ويكون الطفل سعيدا وهو يقدم له الإفطار الذى أعده فى بيته لينال عليه الثواب.
وتابع أن أجمل ما يتم مصادفته أثناء تنفيذ هذا العمل هى الدعوات التى تصل ونسمعها من الصائمين يوميا، وهذا يسعد كل مشارك ويحفزه على الاستمرار ودعوة اصدقائه للمشاركة.
كما شهدت مدينة بئر العبد، تسابق مجموعات من الشباب من أبناء المدينة فى توقيف سيارات المسافرين على مسار الطريق الدولى العريش القنطرة، وتقديم العصائر والتمور لهم، وهى مشاهد تتكرر على طول مسار الطريق بالقرى الواقعة على جانبى الطريق.
وقال عدد من المشاركين فيها إنهم يبدأون التجهيز لتوفير كيس الإفطار ظهر كل يوم، ويحتوى على كيس عصير ومياه وتمر، وتجمع فى كراتين يقوم كل شاب بالانتظار بها ويتناوبون فى توقيف السيارات أثناء مرورها وخصوصا حافلات نقل الركاب المسافرين القادمين من القاهرة والمحافظات وفى طريقهم لمدينة العريش أو المغادرين، ويتم سريعا إعطاء كل مسافر كيس يكفى إفطاره السريع.
وبعيدا عن الطريق يقوم متطوعون بشمال سيناء يوميا بتوفير وجبات إفطار للصائمين من الأسر المتعففة، وتصل هذه الوجبات للمنازل عصر كل يوم.
وقالت سعدية محمود مدير عام مديرية التضامن بشمال سيناء، إنه يتم توزيع وجبات إفطار جاهزة يتم طهيها فى مطابخ الخير بمقرات جمعيات أهلية تتولى هذه المهمة ووصل عددها لنحو 800 وجبة يومية، بخلاف توزيع مساعدات نقدية وعينية، وغيرها من كل أوجه الدعم للأسر الأكثر احتياجا وتوفره جمعيات أهلية تحت إشراف ومتابعة مديرية التضامن.
وأضافت أن من بين هذه الوجبات 200 وجبة ساخنة توزع على الأسر الأولى بالرعاية، و200 وجبة يوميا للأسر والمرضى وذويهم والعاملين بالمستشفيات، و400 وجبة يوميا منوعة، وغيرها من وجبات ومساعدات يتسابق على تقديمها للمستحقين أهل الخير فى عموم أنحاء المحافظة.
وقالت إنه يتم التنسيق بين الجمعيات للنزول إلى الأحياء الفقيرة والمهمشة مثل الصفا والسمران وكرم أبو نجيلة وعاطف السادات، مؤكدة أن هذه المبادرات الخيرية تتواصل طوال شهر رمضان وحتى نهايته.
وأشارت مدير تضامن شمال سيناء، إلى أن جميع هذه الحملات الخيرية يقوم بها الشباب الذين يصنعون ملاحم إنسانية يكون شهر رمضان محفزا لهم على التجويد فيها، وهم من ابناء مدن المحافظة ويملكون مهارة الوصول للأسر المستهدفة ومعرفتها.
الافطار-السريع
تجهيز-مكونات-الافطار
جانب-من-الحملات-بمنطقة-ابوصقل
شباب-الخير-يوزعون-الافطار-على-الصائمين
شباب-على-الطريق-ينتظرون-المسافرين
على-الطريق
وجبات-افطار-للتوزيع
وجبات-جاهزة-لتوزيعها-على-الاسر-فى-البيوت
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة