أذكر قصة الرجل الذي وجد نفسه بعد رحلة طويلة في مكان غريب، وبدأ يبحث عن طريقة للخروج من ذلك المكان، حتى وجد بابًا ضخمًا، ففتحه وخرج، فإذا به يجد نفسه في غُرفة لها باب، ففتحه، وخرج حتى وجد نفسه في غُرفة أخرى لها باب، وظل على هذا الأمر، يخرج من غُرفة إلى أخرى، وباب يُسلمه إلى باب آخر، حتى فتح آخر باب، فوجد نفسه في قصر شاهق، والحراس من حوله يُلقبونه بـ"الملك"، وأنه الفارس الذي كانوا ينتظرونه من مئات السنين.
وهكذا الحياة، فهي مجموعة من الأبواب، كلما فتح الإنسان بابًا وجد بابًا آخر ينتظره، لكي يفتحه، والباب هنا بمثابة المرحلة، فأي إنسان تتعرف عليه هو بداية مرحلة جديدة، قد تفتح لك بابًا جديدًا، وأي خطوة تخطوها في حياتك هي باب يُخرجك إلى باب آخر، وسُلم النجاح لا يُمكن صُعوده إلا من خلال درجات، وتلك الدرجات هي المراحل والخطوات التي على الإنسان أن يصعدها، ويسير فيها، حتى يصل إلى القصر الشاهق، الذي يُمثل النجاح والوصول إلى القمة.
فلو صادفت شيئًا جديدًا في حياتك، فتوقع أن باب لابد أن تفتحه لكي تعرف ماذا يُخبى لك، ربما تجربة تستفيد منها، أو خطوة تُعْلي من قَدْرِك، أو إنسان يكون بمثابة السند والدعم لك، أو حُب يحتويك ويُسعدك.
فالمؤكد أن أبواب الحياة مفتوحة على مصراعيها لكل إنسان، ولكن هناك من تكون لديه الجسارة والإرادة لكي يفتحها، وينهل من خيراتها، وهناك من ينتظر الأشياء حتى تأتيه مُتأنية، والأخير ينتظر أبواب الحظ، التي ربما تأتي، وربما لا تأتي على الإطلاق، أما من يُقدم ويطرق كل الأبواب، فهو يُصارع الحياة لكي يفتح أبوابها، ويتقبل كل ما ينتظره برضاه، ويقبل الإخفاق في أحيان كثيرة، قناعة منه أن الحياة ما هي إلا مُغامرة كُبرى علينا أن نخوضها.
وأبواب الحياة لا نهاية لها، فكل باب يصل بنا إلى باب آخر، وكل خُطوة تصل بنا إلى خُطوة أخرى، وهكذا حتى تتربع على عرش النجاح، والأمل والحب.