اليمن ذلك البلد الذى تحيط به الآلام وتفجعه الكوارث، يواجه أيضا خطر السيول الجارفة والأمطار الغزيرة التى خلفت العديد من الضحايا وألحقت أضرارا واسعة النطاق بالمنازل والبنية التحتية.
وقال مسؤولون أمنيون، إنه تم الإبلاغ عن سقوط ضحايا في محافظات صنعاء وإب وشبوة والحديدة، حيث بدأ هطول الأمطار أواخر أبريل الماضي ويستمر حتى أغسطس المقبل.
وكان المركز الوطني للأرصاد الجوية أصدر بيانات في الأيام الأخيرة حذر فيها اليمنيين بضرورة الابتعاد عن مجاري السيول في المناطق المتضررة واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
ووفق وكالة الأنباء اليمنية، فقد تضررت آلاف العائلات من الفيضانات التي بدأت في أبريل الماضى وتفاقمت مع تزايد هطول الأمطار في الأيام الأخيرة، كما تضررت منازل 167 أسرة إما جزئيا أو كليا.
ووردت تقارير أيضا عن هطول أمطار غزيرة على بلدة يريم في محافظة إب في الغرب، حيث قطعت مياه الفيضانات الطريق الرئيسي بين الشمال والجنوب المؤدي إلى العاصمة صنعاء، وأثارت مخاوف من انتشار الأمراض التي تنقلها المياه.
شهدت محافظة تعز خلال الساعات الماضية، أمطار غزيرة حتى جرفت السيول السيارات في مناطق بريف المحافظة الواقعة جنوب غربي اليمن.
وأفادت مصادر محلية، أن السيول جرفت عدداً من السيارات بمنطقة الصرم في الأقروض بمديرية المسراخ في تعز، وتسببت في قطع الطريق.
وقالت الأمم المتحدة، إن التقارير الميدانية الأولية أشارت إلى تضرر نحو 3730 أسرة منذ بداية موسم الأمطار الشهر الماضي، من الأسر التي نزح معظمها بالفعل بسبب الحرب المستمرة منذ ست سنوات بين الحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين.
ويعيش ما يقرب من ثلثي العائلات الذين يحتاجون إلى الغذاء والمأوى والمواد غير الغذائية والمياه والصرف الصحي والمساعدة الصحية، في المحافظات الجنوبية في عدن ولحج وأبين.
وفي محافظة مأرب وسط البلاد، حيث يدور قتال عنيف منذ بداية فبراير بسبب هجوم للحوثيين، تضررت أكثر من 500 عائلة من الأمطار.
وفي تعز، المحافظة الجنوبية الغربية التي شهدت واحدة من أطول المعارك التي دارت في الحرب، هناك 350 عائلة أخرى من النازحين داخليا شهدوا تدمير ملاجئهم أو هم بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة.
وقالت الأمم المتحدة، إن المنظمات الإنسانية والسلطات المحلية تبذل جهودا لتوزيع المواد الغذائية وغيرها من المساعدات على المتضررين، ونقل النازحين إلى ملاجئ على أرض مرتفعة.
سيول اليمن
وأظهرت مقاطع مصورة سيولاً تجتاح شوارع المدينة الأثرية، وتسببت في تدمير منازل وبتشققات في عدد من المباني الطينية الأخرى، وغمرت سيارات ودراجات نارية وأدوات منزلية.
وتتسبب الأمطار الغزيرة والسيول التي تضرب اليمن في وفاة العشرات سنوياً في أنحاء البلاد.
جهود إنقاذ الأسر
ومن جانبها تباشر وزارة الداخلية اليمنية، الجهود المبذولة لإنقاذ الأسر وإزالة المخلفات وإصلاح الخدمات الأساسية في المنطقة التي تضررت من أثارها، موجهين بسرعة تقديم المساعدة للمواطنين المتضررين.
وأكد وزير الداخلية، أن الحكومة والسلطة المحلية بمحافظة حضرموت ستعمل على تنفيذ معالجات سريعة وطارئة، إضافة إلى تنفيذ إعادة إعمار للأضرار التي خلفتها الحالة الجوية.
في السياق، قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إن رئيس الوزراء معين عبدالملك، وجّه الوزارات المختصة بتقديم الإغاثة العاجلة للمتضررين من كارثة السيول التي ضربت مديرية تريم التاريخية شمالي محافظة حضرموت، مخلفة قتلى ومفقودين وأضرار مادية كبيرة.
ونصت التوجيهات على معالجة المصابين وتوفير الإيواء لمن تهدمت منازلهم، واتخاذ الحلول العاجلة لتصريف سيول الامطار.
وطلب معين عبد الملك، تقريرا شاملا حول الاضرار المادية في الممتلكات العامة والخاصة "بما في ذلك المنازل والطرقات والكهرباء، والاحتياجات المطلوبة، ليتم التعامل معها بشكل فوري".
وأدت السيول التي شهدتها عدد من المحافظات اليمنية خلال الأيام الماضية إلى وفاة 13 مواطنا بينهم طفلان.
من جانبه، أشار وكيل محافظة حضرموت إلى أن السلطة المحلية بالوادي والصحراء، ومنذ اللحظات الأولى لوقوع كارثة سيول تريم وجهت غرفة العمليات العامة بتوجيه كافة جهود أجهزة الدولة والفرق الطبية والتطوعية وفرق الدفاع المدني والإنقاذ والطيران العسكري لإنقاذ المواطنين ومساعدتهم والعمل بروح الفريق الواحد للخروج بأقل الخسائر من الحالة الجوية.
ووجه الكثيري بسرعة تقديم مبلغ اثنين مليون ريال لكل أسرة تضرر منزلهم من الحالة الجوية، والذين بلغت آخر إحصائية لهم 84 أسرة، إضافة إلى نقل عدد من الأسر إلى شقق مفروشة وتقديم الرعاية والغذاء.