تحل اليوم الذكرى الـ771 على فك أسر الملك لويس التاسع ملك فرنسا، وخروجه من محبسه فى دار ابن لقمان بمدينة المنصورة فى مصر، فى 7 مايو 1250، بعدما قام بقيادة الحملة الصليبية السابعة عام 1248، وكان حينها فى الثلاثين من عمره.
وحسبما ذكر كتاب "مصر والشام والصليبيون" للدكتور محمد حلمى أحمد، وبدأت الحملة بانتصار لويس بعدما استطاع السيطرة على مدينة دمياط، بعدما انسحب المدافعون عن المدينة بسرعة بعد أن ظنوا أن سلطانهم الملك "الصالح أيوب" المريض قد مات، كما فر السكان المذعورون، وهكذا سقطت دمياط دون مقاومة.
ويذكر الدكتور محمد سعيد عمران فى كتابه «تاريخ الحروب الصليبية» «دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية»، أنه بعد بضعة أيام فتحت أبواب المفاوضات لفك أسر لويس، وانتهت إلى أن يسلم الملك الفرنسى مدينة دمياط فدية عن نفسه، ويدفع مبلغ «ثمانمائة بيزنط» فدية لأسرى الصليبيين، ويطلق سراح أسرى المسلمين الذين فى حوزته، وأسرى المسلمين فى الشام، وأن يعمل الصليبيون على حفظ الأمن والاستقرار فى جميع البلاد التى تحت أيدى الصليبيين فى بلاد الشام، وأقسم الطرفان على احترام شروط الصلح.
لكن يبدو أن لويس لم يفقد شغفه بالمشرق، وواصل إرسال المساعدات المالية والعسكرية للدويلات الصليبية المشرقية ما بين (54-1266)، ومما يذكر أن لويس التاسع نظم حملة صليبية ثامنة لكنها توجهت هذه المرة إلى تونس، على أساس أن يتحرك منها ناحية مصر.
لكن يبدو أن الحماسة التي واكبت الدعوة للحملة الصليبية قد بهتت، ثم اضمحلت، ثم خبت تماما مع الحملة الثامنة حتى لقد استطال الإعداد لها أكثر من ثلاثة أعوام ولما تجد الاستجابة المطلوبة، ورأى القائمون عليها حلا وسطاً فتونس أقرب سفرا من مصر وأضعف جنداً، وغنيّةُ بما يكفي لسد نهم المستهمين على الشركة، كان اهتمام أوروپا قد انصرف إلى جمع المال واحتساب الأرباح عوضاً عن استرداد بيت المقدس أو الموت في سبيله.
وربما كان هذا هو ما حمل البابا بونيفاس الثامن (1294م-1303م) لأن يرسم لويس التاسع عام 1297م قديسا عله ينفخ في رماد حماسة أولئك الملوك والأمراء والنبلاء ويوقد جمر أنظارهم لتتقد نحو بيت المقدس من جديد بعدما استفرغت البابوية جهدها في دعوتهم منذ سقوط عكا آخر الإمارات الصليبية عام 1291م.