جاءت موافقة الإدارة الأمريكية بإتاحة براءات اختراع لقاحات كوفيد 19 ، خطوة للمساهمة فى إنقاذ أغلب دول العالم ولا سيما الفقيرة منها ، لعدم قدرتها على تصنيع اللقاحات أو حتى استيرادها، مما يساهم فى الحد بشكل كبير من انتشار كورونا والتى تعتبر من أكبر مصادر التهديد العالمى حاليا.
ومن المعروف أن موافقة أمريكا جاءت بعد ضغوط ومطالب دولية عديدة بإتاحة اللقاحات، كان من أبرزها مطالب عديدة للمدير التنفيذى بصندوق النقد الدولى، ومبعوث الأمم المتحدة لتمويل التنمية الدكتور محمود محيى الدين، والتى تم نشرها فى اليوم السابع مؤخرا ، حيث أشار الدكتور محمود محيى الدين:" إننا نحتاج إلى جهود كبيرة، من أهمها المطالبة بتفعيل قواعد الحصول على اللقاح و حقوق الملكية الفكرية المرتبطة باللقاح، وهي حقوق تجارية، لابد وأن يسمح للدول النامية بالحصول على الملكية الفكرية للقاح وتوزيع وتصنيعه داخلها"، لافتا إنه بالفعل تم تقديم طلب لمنظمة التجارة العالمية، وقوبل بالرفض ، ونأمل في ظل التغييرات العالمية الحالية الاستجابة لذلك.
كما أشار الدكتور محمود محيى الدين فى العديد من مقالاته وتصريحاته لأهمية إتاحة اللقاحات حيث قال "ولعل الرئيس بايدن، وهو يبشر العالم بالعودة إلى مضمار التعاون الدولي ودعم المنظومة متعددة الأطراف، أن يساند مطالب الدول النامية التي قدمتها لمنظمة التجارة العالمية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لإزالة حواجز الحقوق الملكية الفكرية المانعة من الحصول على المنتجات الطبية المتعلقة بالوقاية والعلاج من فيروس كورونا، وهو ما عارضته الولايات المتحدة في عهد الإدارة السابقة"
أضاف : "ليس هذا وقت جني الأرباح الباهظة لبعض الشركات، فإطالة أمد هذا الوباء المهدد لحياة البشر يزيد من الخسائر الاقتصادية، وتفاقم الركود في قطاعات اقتصادية رئيسية وزيادة البطالة".
ولا شك إن قرار الإدارة الأميركية ، تأييدها رفعاً عالمياً لبراءات اختراع اللقاحات المضادة لـ"كورونا" بحيث تكون متاحة دوليا .
علاوة على أنها سوف تشارك في المفاوضات حول شروط ذلك في منظمة التجارة العالمية.
هو قرار يصب فى مصلحة الاقتصاد العالمى وسيساهم فى انتعاشه ولا سيما مع الاسراع فى الانتقال لمرحلة تصنيع اللقاحات دوليا وبشكل كبير .
أيضا سبق أن طالب صندوق النقد الدولى والبنك الدولى والعديد من الدول والمؤسسات الدولية بإتاحة اللقاحات، للتعامل مع الجائحة بشكل سريع، وهو بالفعل كان محل استجابة من الإدارة الأمريكية، حيث قالت ممثلة التجارة الأميركية، كاثرين تاي، في بيان لها ، إن حقوق الملكية الفكرية للشركات مهمة، إلا أن واشنطن تدعم التنازل عن تلك الحماية للقاحات (كوفيد 19)، مشيرة إلى أن المفاوضات بشأن ذلك ستستغرق وقتاً.
وأضافت إن هذه أزمة صحية عالمية، والظروف الاستثنائية لوباء (كوفيد 19) تستدعي اتخاذ تدابير استثنائية.
وقالت تاي إن إدارة بايدن ستواصل تسريع جهودها لتوسيع وتصنيع اللقاحات وزيادة المعروض من المواد الخام.
ومن المنتظر أن يتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت لاحق اليوم عن مسألة رفع حقوق الملكية الفكرية عن لقاحات «كوفيد 19».
وتعطل الولايات المتحدة وبضع دول أخرى حتى الآن مفاوضات في منظمة التجارة العالمية بشأن مقترح تقوده الهند وجنوب أفريقيا سيرفع حقوق الملكية الفكرية لشركات الأدوية للسماح للدول النامية بإنتاج لقاحات «كوفيد 19».
ولا شك أن قرار إتاحة اللقاحات، والذي يلقي معارضة أيضا لنشره من المنتجين والشركات ،يمثل خطوة إيجابية من إدارة الرئيس بايدن، للسيطرة على الجائحة قبل تضرر العالم كله منها، فى ظل ما يحدث فى الهند حاليا.