شهدت أحداث الحلقة (25) من مسلسل "الاختيار 2" توثيقًا لمعركة الواحات البحرية بين أبطال الشرطة المصرية وعدد من الإرهابيين وأصحاب الفكر التكفيرى، وهى العملية التى بدأت صباح يوم الجمعة الموافق 20 أكتوبر 2017، بطريق الواحات البحرية بالجيزة وتحديدا في الكيلو 135، وأسفرت العملية عن استشهاد 13 ضابطا، و3 مجندين، في اشتباكات مع عناصر تكفيرية، خططوا لتنفيذ عملية إرهابية كبيرة في مصر.
وبحسب الموقع الرسمى للهيئة العامة للاستعلامات المصرية، تعد الواحات البحرية واحدة من تسع واحات غنّاء في صحراء مصر الغربية. واحات خصبة تمتلئ بالنخل والتمور، والزيتون والأعناب، وعيون الماء، وآبار جوفية، ومياه كبريتية، وسلاسل جبال، وكثبان رملية، وتبعد عن القاهرة نحو 365 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الجيزة وكانت تعرف في اللغة المصرية ونصوصها باسم "جسجس" وجاء ذكرها في المصادر العربية باسم "واح البهنسا" على اعتبار ان قرية البهنسا إحدى قرى محافظة المنيا في وسط الصعيد المصري كانت تقع على رأس الطريق الذي يربط الواحات البحرية بوادي النيل.
تقع على منخفض مساحته أكبر من 2000 متر مربع، مركزها مدينة الباويطي، وتضم عدداً كبيراً من الأماكن والشواهد الأثرية، ورغم أنها في قلب الصحراء، إلا أنها غنية بثروة مائية هائلة، وبها 400 عين للمياه المعدنية والكبريتية الدافئة والباردة.
وترجع الإشارات الدالة على وجود ذكر للواحات في عصر الدولة القديمة إلى الأسرة السادسة. وكان عصر الانتقال الأول مرحلة مضطربة في تاريخ مصر القديمة، وشهد عصر الدولة الوسطى تزايدا ملحوظا في الأنشطة والعلاقات بين أهل وادى النيل وأهل صحراء مصر الغربية.
واستمرت أهمية الواحات البحرية في عصر الدولة الحديثة كأحد النقاط الاستراتيجية والعسكرية على حدود مصر الغربية. وعٌين أحد أبناء البحرية "أمنحتب حوى" كحاكم إقليمى وتنسب إليه أقدم المقابر المكتشفة في الواحات البحرية، وتعتبر مقبرة أمنحتب حوى حاكم الواحات البحرية من أهم الآثار التي تعود إلى تلك الأسرة. وقد ذكر أكثر من مرة على جدران مقبرته أنه من أهل الواحات ، و خلال العصر المتأخر أدرك الملك شاشانق الأول من ملوك الأسرة الثانية والعشرين أهمية الواحات كمحطات للقوافل ثم سكن العديد من العائلات الليبية منطقة الواحات البحرية.
وعانت الواحات البحرية في الفترة التي تفصل بين نهاية حكم الفرس لمصر ومجىء الإسكندر الأكبر لمصر مثلها مثل باقى الأراضى المصرية، ثم عادت أهميتها تبرز من جديد بمقدم الإسكندر المقدونى والذى صور يقدم القرابين للإله آمون في معبده فى الواحات البحرية، وتحت حكم البطالمة نمت البحرية بقوة ونشط اقتصادها وطورت طرق التجارة خصوصا المؤدية إلى ليبيا، وأنشىء العديد من النقاط العسكرية،وبعد أن تمكنوا من احتلال ليبيا أنشأ البطالمة حامية عسكرية قوية في الواحات البحرية لحماية طرق التجارة بين مصر ودارفور عن طريق درب الأربعين الذي يصل الواحات الخارجة بغرب السودان،وقاد الإمبراطور الرومانى هادريان قوات حربية إلى الواحات البحرية. وعثر على خريطة تبين ووجود معسكرات القوات الرومانية في عدة مناطق بالبحرية مثل الحيز.
وفى العصور المسيحية ذكرت الواحات البحرية مرارا في التراث المسيحى وفى تاريخ الكنيسة القبطية المصرية ووجدت آثار مسيحية في القصر والباويطى ومنديشة والحيز، وكذلك استمر ذكرها في العصور الوسطى قبل دخول الإسلام مصر، وبعد دخول الإسلام إلى البحرية استمرت أهميتها عبر عصور مصر الإسلامية قاطبة كممر مهم من خلال دروب الصحراء تنقلت تجارة القوافل عبره، وزارها عدد من الرحالة في القرن التاسع عشر.
ووفقا للأثرى الدكتور حسين عبد الناصر، مدير متحف آثار الإسكندرية، وكشفت الحفائر الأثرية التى أُجريت فى منطقة الحيز- شمال عاصمةالبحرية مدينة الباويطى- عن أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان فى منتصف عصر الهولوسين الجيولوجى، وأن أهل الواحات البحرية عاشوا بالقرب من البحيرات التى كونها المطر. وترجع الإشارات الدالة على وجود ذكر للواحات فى عصر الدولة القديمة إلى الأسرة السادسة.
وأشار إلى أن مقبرة إمنحتب حوى حاكم الواحات البحرية تعتبر من أهم الآثار التى تعود إلى تلك الأسرة. وقد ذكر أكثر من مرة على جدران مقبرته أنه من أهل الواحات وربما كان ذلك سببا فى أن يدفن فى تلك المقبرة فى موطنه الأصلى.