"تشارلز داروين" من أكثر العلماء الذين ساهموا فى تغيير وجهة نظرنا عن الحياة ونشأتها، ومن أكثرهم تأثيرًا فى تشكيل الفكر الحديث بأكمله، غير أننا على الأرجح لا نعرف عنه سوى إنجازاته العلمية، ومن الكتب التى حاولت كشف الكثير من أسرار حياة العالم الراحل وخطاباته، كان كتاب "تشارلز داروين.. حياته وخطاباته" (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين" تأليف فرانسيس داروين.
تشارلز روبرت داروين، عالم تاريخ طبيعي وجيولوجي بريطاني ولد في إنجلترا في 12 فبراير 1809 في شروزبري لعائلة إنجليزية علمية وتوفي في 19 أبريل 1882. والده هو الدكتور روبرت وارنج داروين، وكان جده "إراسموس داروين" عالماً ومؤلفاً بدوره، اكتسب داروين شهرته كمؤسس لنظرية التطور والتي تنص على أن كل الكائنات الحية على مر الزمان تنحدر من أسلاف مشتركة.
وفى هذا الكتاب يسلط المؤلف الضوء على "داروين" منذ أن كان طفلًا، إلى أن صار العالم الذى نعرفه، ويعرض أجزاء من سيرته الذاتية؛ ونعرف الكثير من حكايته على لسانه، ونرى صورة عن "داروين" الطفل وعلاقته بأبيه وأخوته والبلدة التى نشأ بها، وكذلك علاقته بالمدرسة التى تلقى بها أول تعليم منهجي.
ثم نراه شابا يدرس فى كامبريدج، ويتعرف بها على الكثير من العلماء البارزين الذين سيؤدون دورا مهما فى توجيه مسار حياته بعد ذلك، كما نطالع لمحة عن حياة "داروين" الخاصة فى بيته مع زوجته وأولاده، وحتى مع حيواناته الأليفة.
وتوضح السجلات الأقدم للعائلة أن أفرادها كانوا من ملاك الأراضى الكبار الذين يعيشون على الحدود الشمالية لمقاطعة لينكنشير، بالقرب من يوركشاير، لقد أصبح الاسم نادرًا للغاية فى إنجلترا، لكننى أعتقد أنه معروف فى أنحاء شيفيلد ولانكشاير.
وفى عام 1600م، نجد أن الاسم صار يكتب بطرق عدة مثل: درونت ودارون ودارويين وغير ذلك؛ لذا فمن الممكن أن تكون العائلة قد انتقلت فى وقتٍ ما غير معلوم من يوركشاير أو كامبرلاند أو ديربيشاير، حيث يوجد نهر يسمى درونت.
وجاء انحدار تشارلز داروين من روبرت وكذلك علاقته بغيره من أفراد العائلة الذين يرد ذكرهم فى مراسلاته، ومن هؤلاء: ويليام داروين فوكس، وهو أحد مراسلِيه الأوائل، وفرانسيس جالتون، الذى جمعت بينهما أواصر صداقة حميمة امتدت على مدى سنواتٍ عديدة، ويرِد أيضًا ذكر اسم فرانسيس سيشيفاريل داروين، الذى ورث حب التاريخ الطبيعى من إيرازموس ونقله إلى ابنه إدوارد داروين، الذى ألف كتاب "دليل القائمين على مناطق الصيد" "الطبعة الرابعة، 1863م"، مستخدمًا الاسم المستعار "هاى إلمز" "أشجار الدردار العالية"، ويضم هذا الكتاب ملاحظاتٍ دقيقة عن عادات أنواع مختلفة من الحيوانات.
كان تشارلز داروين يكن أقوى مشاعر الحب والاحترام لذكرى والده، وقد كان يتذكر كل ما يتعلق به بوضوح شديد، وكثيرًا ما كان يتحدث عنه؛ فغالبًا ما كان يبدأ أى حكاية سيرويها عنه بأن يقول مثلًا: "كان والدي، وهو أحكم مَن عرفتُ من الرجال …" ومن المدهش أنه كان يتذكر آراء والده بكل وضوح؛ ومِن ثَمَّ، فقد كان بإمكانه أن يذكر بعض مبادئه أو إرشاداته فى معظم الحالات المرَضِية. وبصفةٍ عامة، فإنه لم يكن يثق كثيرًا بالأطباء؛ لذا فإنَّ ثقته المطلقة فيما يتمتع به الدكتور داروين من قدرة ومهارة فى الطب وكذلك فى أساليب العلاج التى كان يتبعها لهو أَمرٌ أكثر غرابة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة