ترتكب الجماعات المتطرفة العديد من الأخطاء الكبرى منها قتل من لا يدخل فى دين الإسلام، وهو ما لا يتفق مع الدين الإسلامى، حسبما تخبرنا سلسلة رؤية التى تصدرها وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة الثقافة.
ويقول كتاب "فقه الدولة وفقه الجماعة" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سليلة "رؤية" تحت عنوان "لا قتل على المعتقد"، الإسلام دين الفطرة السليمة، وهو فن صناعة الحياة لا صناعة الموت، وحتى عندما شرع القصاص فى قوله تعالى " ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون" شرعه للحفاظ على الحياة، ولم يكن بدعًا فى ذلك، فالأمر فى التوراة كذلك، حيث يقول الحق سبحانه "وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له".
أما القتال فمشروعيته للدفاع عن النفس أو الوطن، أو رد خيانة أو تآمر أو عدوان، ولما رأى النبى صلى الله عليه وسلم، امرأة كافرة مسنة مقتولة فى أحد المعارك قال "ما كانت هذه لتقاتل" فأمر رجلا ، فقال "الحق خالدا، فقل: لا تقتلن ذرية ولا عسيفا".
ونهى ديننا الحنيف عن قتل النساء إلا من قاتلت، والشيوخ إلا من قاتل، ونهى عن قتل الأطفال، وحرق الزروع، وقطع الأشجار إلا إذا تحصن بها العدو ولم يكن من قطعها بد، ونهى عن قتل الفلاحين فى مزارعهم، والرهبان فى صوامعهم، ولو كان القتل مقابل الاعتقاد لما نهى نبينا والخلفاء الراشدون من بعده عن قتل هؤلاء مع عدم إيمانهم بالإسلام.
فالإسلام لم يأت لقتل الناس إنما جاء لهدايتهم، حيث يقول الحق سبحانه "إن عليك إلا البلاغ" ويقول "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" ويقول سبحانه "لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم"، ويقول سبحانه "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين"، ويقول سبحانه "إنك لا تهدى من أحببت والله يهدى من يشاء وهو أعلم بالمهتدين".
فواجب العلماء والدعاة البلاغ المبين بالحكمة والموعظة الحسنة، فالإسلام دين البناء لا الهدم، دين الإصلاح لا الإفساد، دين الرحمة لا العنف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة