وزير الأوقاف: أؤيد قرار السعودية بقصر الحج على 60 ألفا من المقيمين بالمملكة

السبت، 12 يونيو 2021 12:37 م
وزير الأوقاف: أؤيد قرار السعودية بقصر الحج على 60 ألفا من المقيمين بالمملكة الحج - أرشيفية
كتب ـ على عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، تأييده قرار السعودية قصر الحج على أعداد محدودة من المقيمين داخل المملكة، قائلاً عبر صفحته شخصية على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر": "أؤيد وأحيي قرار المملكة العربية السعودية بقصر الحج على أعداد محدودة من المواطنين والمقيمين داخل المملكة العربية السعودية مراعاة لمقصد الحفاظ على الأنفس في ظل جائحة كورونا".

وقال وزير الأوقاف، إن قرار المملكة العربية السعودية بشأن قصر الحج هذا العام على أعداد محدودة من المواطنين والمقيمين داخل المملكة مراعاة لمقصد الحفاظ على الأنفس فى ظل جائحة كورونا قرار صائب وفهم دقيق لمقتضيات الواقع، موضحا أن للأحوال العادية أحكامها، وللأوبئة أحكامها، ولا شك أن الأوبئة تؤثر على حياة الدول والأفراد واستقرارها، وعلى المؤمن أن يوطن نفسه على تحمل الابتلاءات والجوائح والمصائب، وأن يتحلى بالصبر عليها، وأن يأخذ بكل أسباب التداوى والعلم من جهة، ويرضى بقضاء الله وقدره حُلوه ومُرّه من جهة أخرى، فمن رضى أرضاه الله وأسعده .

وتابع جمعة: "إن من أهم مميزات الشريعة الإسلامية أنها تتسم بالمرونة واليسر والسماحة والسعة فى مراعاة أحوال الناس وقدراتهم وظروفهم الزمانية والمكانية، يقول الحق سبحانه وتعالى : " وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ " (الحج : 78)، ويقول سبحانه : " يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ " (البقرة : 185)، وحين بَعَثَ نبينا محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَبَا مُوسَى، وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ (رضى الله عنهما) إِلَى اليَمَنِ، قَالَ لهما موجهًا وناصحًا : "يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا"، وبما أن ظروف كورونا التى أصابت العالم كله، وعم ضررها الأغنياء والفقراء، فقد وازنت الشريعة الإسلامية بين مصالح الدين والدنيا، وشرعت لهما ما يناسب حالهما بما يحقق مصالح البلاد والعباد التى هى من أهم غايات الشرع الحنيف .

 وتابع جمعة: "ولما كانت شعيرة الحج تجمع المسلمين من كل فج عميق، أصبح الخطر والضرر أشد على حجاج بيت الله الحرام من أثر الأوبئة وانتشارها وسط الزحام، والمتأمل فى ركن الحج يجد أن الإسلام لم يفرضه إلا على المستطيع، حيث يقول الله (عز وجل) : " وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا " (آل عمران : 97)، ويقول سبحانه : " لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا " (البقرة : 286)، ويقول سبحانه : " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا " ( الطلاق : 7) .

وأضاف وزير الأوقاف: "ونظرت الشريعة الإسلامية إلى حماية النفس من الضرر والهلاك على أنها من الكليات الست الضرورية وعملت على حفظها من كل ما يمكن أن يعرضها للهلاك، حيث يقول الحق سبحانه : "وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" (البقرة : 195)، وثبت أن من أهم أسباب انتشار الوباء هو الاختلاط والتجمعات، وهو ما يقتضى منع الناس من أن يخاطروا بأنفسهم إلى التجمعات الكبيرة أيًا كان نوعها أو مقصدها .

واختتم وزير الأوقاف :"فمن كان قد نوى الحج أو العمرة هذا العام فحبسته نازلة أو جائحة أو وباء أو نحو ذلك كالظروف الراهنة فتصدق عن طيب نفس بكامل قيمة نفقاتهما وتكاليفهما للمحتاجين أو للأجهزة أو المستلزمات الطبية جمع الله (عز وجل) ـــ بكرمه وواسع فضله ـــ له أجرين : الأول: أجر العمل الذى كان قد نواه فحبسه عنه العذر، والآخر: أجر صدقته على الفقراء والمحتاجين أو علاج المرضى أو توفير الأجهزة أو المستلزمات الطبية للمستشفيات، وحتى من لم يحج الفريضة فحبسه العذر فهو معذور ولا حرج عليه، كما أن لولى الأمر القائم على شأن الحج أن يتخذ من الإجراءات ما يضمن سلامة الأنفس، و أن لسائر الدول أيضًا أن تتخذ من الإجراءات ما يؤمِّن مواطنيها، فى ضوء ما تقرر من أن لولى الأمر أن يقيد المباح وأن ينظمه بما يحقق المصالح المعتبرة للعباد والبلاد، وهو ما يجعلنى أؤيد وأُحيى قرار المملكة العربية السعودية بشأن قصر الحج هذا العام 1442 هـ / 2021م على أعداد محدودة من المواطنين والمقيمين داخل المملكة، مراعاة للحفاظ على الأنفس فى ظل انتشار جائحة كورونا .

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة