قال الكاتب الصحفي عماد الدين أديب، إنه قضى حوالي 90 يوماً في منطقة الخليج، ومر بمعايشات وأحداث كثيرة في تلك الفترة، موضحاً أن أمير قطر زار المملكة في رمضان، ثم زار وزير خارجية قطر مصر، كما زار وزير الدولة لشؤون الخارجية أحمد القطان أثيوبيا حاملاً رسالة مهمة للغاية، وكل تلك التحركات، هو تجنب الوصول لمرحلة تستدعي عمل عسكري يعطل المخططات الأثيوبية للوصول لمفاوضات حقيقية، أو أن تقتنع أثيوبيا في اللحظات الأخيرة وتقرر الوصول لاتفاق ملزم وفض النزاعات، بما يخدم مصالح الدول الثلاث.
وأضاف خلال مداخلة مع الإعلامية لميس الحديدي ببرنامج "كلمة أخيرة" الذي يذاع على قناة "on": "اجتماع شرم الشيخ، جميعنا نتابع الأحداث، وهذا الاجتماع لم يعلن عنه مسبقا أو ترتيباته اللوجستية أو الوقت الذي استغرقه، ولأنه اجتماع مهم للغاية، وأؤكد على أهميته، لأنه ناقش العديد من الأمور الإقليمية التي تحتاج إلى شخصين على هذا المستوى لاتخاذ قرارات هامة بالنسبة للمنطقة، وهذا الاجتماع المعلومات التي صدرت عنه كانت من خلال صفحة الرئيس السيسي، والجانب السعودي اكتفى بنشر الصورة".
وقال: "أعتقد أن الرئاسة تعمدت أن تنشر صورة فيها ابتسامة من الرئيس السيسي وولي العهد السعودي تعبيراً عن نتائج الاجتماع، ولكن لم يتم إعلان أي نتيجة من نتائج هذا الاجتماع، ولكن نخرج من التحليل إلى المنطق، وزير الدولة للشؤون الإفريقية السعودي أحمد القطان، قابل آبي أحمد، باعثاً إليه برسالة خطية من العاهل السعودي، وأيضاً هناك مصالح سعودية قوية للغاية داخل أثيوبيا، وهناك 100 ألف أثيوبي يعمل داخل المملكة، وتحويلاتهم مهمة، وهناك استثمارات مهمة للإمارات في أثيوبيا، وبعد اتفاق العلا، الموقف القطري والتركي تحسن للغاية فيما يتعلق بالعديد من القضايا، وكان كلاهما يلعب في السابق دوراً في رفع الحالة العدائية لدى الجانب الأثيوبي".
وتابع: "ما يحدث يقول أنه إما أن يكون هناك ضغط وأن تتعقل أثيوبيا الأمر وتجلس في مفاوضات جادة بشأن ملء وتشغيل السد، أو اللجوء لحلول أخرى".
وقال: "الرئيس السيسي لديه ما يعرف بالصبر الاستراتيجي، زوهو اللجوء لكل الإجراءات التفاوضية لتجنب النزاع العسكري، ليس خوفا بكل تأكيد خاصة وأن مصر لديها قدرات عسكرية هائلة والفارق بين مصر وأثيوبيا شاسع، وقد يحدث ضرر كبير في أثيوبيا، ولكن الرجل الذي درس العسكرية يدرك خطورة العمل العسكري وتبعاته، الفكرة ليس بدء الحرب، وإنما كيفية الخروج منها".
وأضاف: "الرئيس يسير على كل نقطة في التفاوض، شملت الحشد الداخلي والخارجي والضغط العربي والضغط الإفريقي، واستخدام الخصوم السابقين واللجوء للأطراف الدولية والإقليمية، وإجراء مناورات عسكرية وغيرها، كل شيء ممكن عمله من أجل هذا الأمر، الرئيس السيسي يسير فيه، وإذا وصلت القيادة المصرية إلى نقطة اللاعودة واستحالة الوصول لحل عاقل ستنتهي الدبلوماسية ويبدأ الحل العسكري، ولكن هناك محاولات لتجنه".
وقال: "عند زيارة وزير الخارجية التركي للملكة العربية السعودية، قالوا له ليس لدينا مشكلة في إعادة العلاقات، ولكن أول نقطة في إعادة العلاقات السعودية التركية، لابد من حل مشاكلك مع مصر، ونريد أن تنتقل تركيا من مرحلة الوعود لمرحلة التنفيذ، وهناك نقطة هامة حدثت تساعد مصر، وهو دخول دولة الإمارات كعضو غير دائم بمجلس الأمن وستكون سنداً لمصر داخل مجلس الأمن سواء في الحلول السلمية أو العسكرية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة