رغم الخسائر الفادحة التى تعرض لها قطاع الطيران المدنى على مستوى العالم، بسبب أزمة فيروس كورونا وتوقف الرحلات الدولية وضعف الحركة الجوية بين بعض الدول، إلا أن الشحن الجوى سيظل نقطة مضيئة فى قطاع الطيران، بسبب استمرار الرحلات التجارية، وتركيز الشركات على عمليات شحن اللقاحات المضادة للفيروس في خطوة تهدف إلى تقليص الخسائر الهائلة التى لحقت بالقطاع جراء تفشى كورونا.
وكان لشركة مصر للطيران للشحن الجوى، دوراً هاماً فى نقل البضائع من مصر إلى مختلف دول العالم خلال أزمة فيروس كورونا، حيث تم مضاعفة نشاط الشحن الجوى، نتيجة للظروف الخاصة التى تمر بها بدول العالم نتيجة للجائحة الوبائية، من شحنات أدوية وبضائع.
وأكد الطيار محمد منار وزير الطيران المدني، أن مصر للطيران تنظم رحلات بضائع وفقا لجداول تشغيل منتظمة وغير منتظمة إلى ما يقرب من 15 مطار فى القارة الإفريقية، ويتم الربط بينهما وبين أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط، حيث يتم نقل البضائع على طائرات الشحن وطائرات الركاب أيضاً.
وأضاف وزير الطيران المدنى، أن قطاع الشحن الجوى يشهد نمواً هائلاً خلال الفترة الحالية، وتعد القارة الأفريقية من أعلى المناطق نمواً في حركة البضائع، ولابد أن تسعى دول القارة إلى تجهيز البنية التحتية اللازمة لهذا النمو من إنشاء وتطوير للمطارات وتنمية ومضاعفة قدرات الشحن وتطبيق نظم الشحن الإلكتروني، وزيادة أسطول شركات الطيران الوطنية والخاصة من طائرات الشحن الجوى لإستيعاب الزيادة فى حركة الشحن والتبادل التجارى بين الدول الإفريقية، بالإضافة إلى استغلال الفراغات بطائرات نقل الركاب لزيادة حجم شحنات البضائع المنقولة بين الدول بالقارة السمراء.
وأظهر تقرير صادر عن الاتحاد الدولى للنقل الجوى، ارتفاع معدلات الطلب على الشحن الجوى رغم ضعف الحركة الجوية وتوقف حركة الطيران بين بعض الدول ووصولها لأعلى مستوى لها على الإطلاق منذ بدء التسجيل عام 1990، وذلك خلال شهر مارس الماضي، وأن أزمة كوفيد-19 أظهرت بوضوح قدرة قطاع الشحن الجوي على تجاوز التحديات القائمة من خلال التطبيق السريع للإبتكارات، الأمر الذى مكن القطاع من تلبية مستويات الطلب المتنامية حتى مع استمرار توقف القسم الأكبر من أسطول طائرات الركاب عن العمل.
وأوضحت بيانات الشحن الجوي في الأسواق العالمية لشهر مارس الماضي، زيادة مستويات الطلب بنسبة 4.4%، لتواصل تحقيق أداء أفضل مقارنة بالفترة السابقة لأزمة فيروس كورونا (مارس 2020).