"محبوبة القطط والكلاب" هكذا تعرف غادة عادل أخصائية التحاليل وسط جيرانها فى حدائق القبة بمحافظة القاهرة أو معارفها بصفة عامة، وذلك بسبب دورها فى إنقاذ العشرات من الكلاب والقطط وتوفير العناية من تغذية ورعاية صحية لا تقتصر على القطط والكلاب المتواجدة فى شارعها فقط بل تمتد لتشمل العديد من الشوارع والأحياء، فأينما يتواجد كلب أو قط يعانى من الجوع أو بحاجة لرعاية أو تغذية تكون غادة حاضرة تعمل بكل نشاطها.
منذ عدة سنوات لم تكن غادة عادل هى الفتاة التى تعمل فى إنقاذ القطط والكلاب فكان مجرد رؤية قطط أو كلب مهما حجمه كفيل بإصابتها بالفزع والصراخ ولكن جاء التحول بالمصادفة بعد احتياج جارهم لترك القطة عندها بالمنزل بسبب دواعى السفر وبحسب قولها قبلت مضطرة ولكن اشترطت عليه وضعها بنفسه فى الحمام، وتركها عدة أيام بسبب خوفها من القطط وعدة القدرة على العيش معها لدرجة أن الأكل كانت تضعه له من خلف الباب. بحسب قولها.
" أنا مش بحبك وبخاف من القطط والكلاب بس هافتحلك الباب" هى الجملة التى وجهتها "غادة" للقطة بعد عدة أيام قضتها حبيسة داخل الحمام مشترطة عليها التزام الهدوء والحفاظ على نظافة الشقة وكان ذلك بداية التحول التدريجيى لمحبة وعلاقة خاصة جدا بين الحيوانات الأليفة وذلك بتقديم الطعام لعدد محدود من القطط التى تتواجد بالمصادقة فى العقار الذى تسكن به ومع الوقت تضاعف ذلك العدد وتعددت زيارات القطط لهذه الشقة التى تقدم الطعام والماء لهم.
وتقول غادة: "كنت أسكن فى الشقة بمفردى بعد عودتى من إحدى الدول العربية لاستكمال دراستى فى مصر وبقاء والدى ووالدتى فى الخارج لذلك كانت علاقتى بالقطة التى حضرت بالمصادفة للعيش معى بداية لكسر الوحدة والشعور بالونس والألفة وامتدت العلاقة لتشمل قطط أخرى سواء بسبب التوافد على شقتى لتقديم الأطعمة وبدأت فى التوسع لتشمل القطط الأخرى فى الشارع الذى أسكن به ومع الوقت بدأت عشرات القطط فى التجمع أسفل العقار الذى أسكن به لتناول الأطعمة فى مواعيد محددة التى أصبحت تقدم لهم بشكل منتظم على مدار اليوم.
بعد القطط وعن طريق المصادفة ايضا بدأت علاقة أخصائية التحاليل مع الكلاب بعد تسرب إلى أذنيها خلال نومها نباح لأحد الكلاب كان أشبه بالاستغاثة بحسب وصفها قفزت معه من السرير لتطل من شرفة منزلها لتشاهد حارس أحدى العقارات يقوم بجمع الكلاب فى سيارة بسبب شكوى أحد السكان ونقلهم بعيدا.
وهو ما تعبر عنه بقولها :" لم استطع النوم فى هذه الليلة شعرت بأن الكلاب تستغيث ومع بداية أول ضوء للنهار وتحديدا فى السعة صباحا ارتديت ملابسى وتوجهت لحارس العقار عن الكلاب الذى اخبرنى بأن السيارة اخذتهم للحى السابع بمدينة نصر وهو مسمى جديد لم أكن أعرفه بسبب تواجدى خارج مصر فترة طويلة ولكنى قررت البحث عنهم واستقللت تاكسى وذهبت لهناك".