تسعى الدولة المصرية دوما إلى تشكيل محور عربى قوى لمواجهة التحديات والأخطار التي تواجه منطقتنا العربية، وهى الاستراتيجية التي يؤكد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسى في مناسبات عدة، وطرحت القيادة السياسية عدد من المبادرات لتوحيد صفوف العرب أبرزها تشكيل قوة عربية مشتركة.
النظرة المصرية للقضايا التي تعصف بالدول العربية متميزة ومتفردة في سواء في الأطروحات والمبادرات التي تقدمها القاهرة للحفاظ على أمن وسيادة الدول العربية، وذلك بالدعوة إلى ضرورة توحيد كافة الصفوف ونبذ الخلافات والوقوف صفا واحدا ضد أي أجندات خارجية تستهدف الأمن القومى العربى.
تدرك الدولة المصرية أننا نواجه أخطار جسيمة في دولنا ما يدفع لضرورة تشكيل موقف عربى موحد بغية تحقيق التعاون والترابط والتكامل في جميع المجالات، وصولاً إلى موقف موحد، وتعزيز دور العرب الإقليمي والدولي، والعمل كمجموعة اقتصادية وسياسية واحدة للمساهمة في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والرخاء في المنطقة.
ويعقد مواطنو دول المنطقة الأمل بأن تتفق الدول العربية حول مشروع موحد تقوده مصر لتعزيز أواصر الود والتآخي بين شعوب المنطقة، فضلا عن رغبة شعوب المنطقة في تعزيز التكامل العسكري لمواجهة التحديات المستجدة.
ويعد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي سيعقد بدعوة من قطر رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية والذى ستحتضنه الدوحة فرصة لأن يتوحد العرب حول القضايا المصيرية ودعم الموقفين المصرى والسودانى في قضية سد النهضة الاثيوبى، ومواصلة التنسيق والتشاور بشأن الوضع العربي الراهن وسبل تعزيز آليات العمل المشترك إزاء التحديات المتنامية التي تواجه الدول العربية والمحيط الإقليمي.
وتحتضن قطر غدًا الثلاثاء دورة غير عادية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لبحث تطورات قضية سد النهضة، والتي ستعقد بناء على طلب من مصر والسودان في أعقاب الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، بالإضافة إلى المشاركة في الاجتماع الأول للجنة فلسطين.
ويؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسى على أهمية صون الأمن القومى العربى والذى يعد عماداً أساسياً خاصةً من خلال العلاقات القومية الممتدة وجسور التواصل بين كافة الأمة العربية، حيث إن المساس بالدول الوطنية يؤدي إلى التفكك والدمار وانتهاك الحقوق الأساسية للشعوب، والأجيال المستقبلية التى تتأثر من الظروف القاسية من عدم الأمن والاستقرار.
مصر تنظر دائماً إلى الأمن القومي العربي من زاويتين الأولى حماية الوضع الداخلى للدول العربية على كافة المستويات، ودعم المؤسسات والجيوش والحكومات الوطنية، والبعد عن أية تدخلات عربية في شئون الدول العربية الأخرى، وتشجيع المبادرات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية المشتركة بين الدول العربية كافة، بما يحقق التكامل العربى، والزاوية الآخرى التي تتعامل بها القاهرة هو الحرص على توحيد الرؤى العربية قدر الإمكان، من أجل مكافحة التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية لدولنا العربية، مما يهدد ركائز الأمن القومى العربى بشكل كامل.
وعكفت القاهرة خلال فترة تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى منصب رئيس جمهورية مصر العربية على تفعيل الآليات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية المشتركة، بغرض مكافحة الأنشطة الإرهابية بمختلف أنواعها بما في ذلك التهديدات الإرهابية التي تشكلها رعاية بعض الدول الإقليمية لمجموعات إرهابية على التراب العربي، وكذا تفعيل آليات العمل العربي المشترك على المستوى السياسي والدبلوماسي والاقتصادي، لتأمين غطاء اقتصادي وسياسي يساهم في محاصرة التهديدات التي تتعرض لها الدول العربية داخلياً وإقليمياً.
وتشكل قضية سد النهضة والقضية الفلسطينية أحد أبرز الملفات التي يمكن أن يتوحد خلفا العرب في صف واحد لدعم أشقائهم سواء في مصر أو السودان أو فلسطين، وذلك عبر تشكيل محور عربى ضاغط على أي من الأطراف التي تستهدف الأمن القومى العربى.